مخصّصات ذهبت مع الريح وشكوك بوصولها إلى …؟!! توزيع أكثر من 15 مليون لتر خبط عشواء بشهادة كتب ووثائق “مدير المحروقات”
كشف مدير فرع محروقات حماة المهندس معتز خرمة في عدّة كتب موجّهة إلى محافظ حماة، أن مخصصات مناطق الغاب والسلمية وصوران من المحروقات التي تقدّر بالملايين غير معروفة المصير.
ففي الكتاب الأول الموجّه إلى المحافظ قال: نعلمكم أنه وردنا جدول بكمية المحروقات المخصّصة من اللجنة الفرعية لمنطقة الغاب عن شهر أيار البالغة /3 / ملايين و336 ألف ليتر، يرجى توجيه اللجنة الفرعية المذكورة بموافاتنا بجدول تفصيلي بحصة الأفران والزراعة والمنشآت الصناعية بهدف اعتمادها من اللجنة المركزية للمحروقات لاحقاً.
وأكد خرمة أن هذا الكتاب جاء من محروقات حماة ردّاً على الأصوات التي خرجت في منطقة الغاب مطالبة بمخصصاتها من المادة للزراعة والنقل ظناً منها أن هذه المخصصات لا تصل.
وذكر مدير محروقات في حديث لـ”البعث” أن اللجنة الفرعية لتوزيع المحروقات في منطقة الغاب رفضت للمرة الأولى تزويدنا بجداول التوزيع وأن أي نقص أو خلل أو أشكال يحدث هناك يتحمّل مسؤوليته المعنيون هناك.
واقع الحال في منطقتي السلمية وصوران ليس أحسن حالاً من منطقة الغاب، حيث تصرّفت لجنة صوران بـ 4 ملايين و52 ألف ليتر خلال الشهر الماضي دون معرفة آلية توزيعها رغم أنها منطقة ساخنة ما يعني أنها ذهبت إلى غير المقصد.
أما لجنة السلمية فحدّث ولا حرج، حيث تصرفت بـ6 ملايين و10 آلاف ليتر للنقل و675 ألف ليتر للمنشآت دون أن تزوّد فرع المحروقات بتفاصيل التوزيع، ما بات يطرح ألف سؤال وسؤال، علماً أن كل ما نقوله جاء في كتب ومراسلات محروقات حماة إلى المحافظ.
مثال آخر أكثر وضوحاً هو قيام زراعة حماة بتخصيص بلدة كفر زيتا خلال الشهر الماضي بـ900 ألف ليتر من المازوت للزراعة وهي تقع ضمن منطقة ساخنة للغاية وخارج حساب المخصصات منذ عدة أشهر، ليكشف ذلك رئيس مجلس المحافظة ويوقفها بل قام بتوزيعها على مناطق المحافظة مثل محردة ومصياف والسلمية وريف حماة القريب، مع الإشارة هنا إلى أن مدير زراعة حماة عضو في اللجنة المركزية لتوزيع المحروقات ويجب أن يدرك قبل غيره أن بلدة كفر زيتا لا يمكن إيصال المادة إليها، فما هو مبرر هذا التصرّف؟.
خلاصة القول: إن من يدّعي أن قلة المادة هو السبب في غيابها وارتفاع أسعارها مخطئ ومناقض للحقيقة تماماً، فالكميات التي تصل إلى المحافظة كافية ووافية لو تعامل المعنيون وغير المعنيين معها بعقلانية وموضوعية، لكن سوء التوزيع والاستغلال والجشع والانتهازية والمتاجرة بالمادة تحرم مستحقيها منها.
ويكفي أن نشير إلى أن ما تم توزيعه في محافظة حماة الشهر الحالي يتعدّى 15 مليوناً ونصف مليون ليتر من المازوت.
حماة – محمد فرحة