صعبة ولكن
في الظهور الأول عقب تعاقده الرسمي مع نادي الاتحاد، أبدى المدرب التونسي قيس اليعقوبي تفاؤله وحذره في الوقت نفسه، موضحاً أن رحلته مع الكرة الاتحادية لن تكون سهلة ومفروشة بالورود، وليست صعبة أيضاً فيما إذا توافرت الظروف المناسبة لتجاوز الكثير من المشكلات الفنية والإدارية التي فرضت نفسها كواقع لا مفر منه، بالنظر إلى واقعية الفريق الحالي التي تفتقد إلى الوضوح لجهة التعاقدات التي لم تكن بالمستوى المطلوب فنياً وفق آراء الكثير من خبراء اللعبة، ومن بينهم المدرب نفسه، باستثناء أنها، أي القيمة الإجمالية للتعاقدات، بما فيها قيمة عقد المدرب ومساعده، نجحت في إفراغ صندوق النادي من أي احتياطي قد يحتاجه الفريق خلال المرحلة القادمة، ومع قناعتنا بأن نتائج المباريات الودية والتجريبية ليست هي المقياس لجاهزية الفريق النهائية، إلا أنها محطة ومرحلة مهمة ومفصلية من شأنها أن تحدد هوية الفريق لجهة تناسق وتناغم خطوطه وجماعيته، ومكامن قوته وضعفه، إلا أن ظهوره بمستوى متواضع وغير مقنع أقلق محبيه وأنصاره، وترك مساحة واسعة من التساؤلات حول أهلية الفريق، وإمكانية منافسته على البطولة، وهو ما يعيدنا الى المربع الأول، والحديث هنا يطول حول اعتباطية التعاقدات التي مازالت مبهمة وغير واضحة، باستثناء أنها تحمل بصمة الشركة الراعية للفريق التي لم تراع في اعتباراتها محددات ومقومات بناء الفريق القادر على وضع قدمه بثبات وقوة على سكة المنافسة.
خلاصة القول: مما تقدم لا يبرر التهرب والتنصل من المسؤولية، وبالتالي على المدرب اليعقوبي ومساعده اللذين قبلا بالمهمة أن يضعا في الحسبان أنهما مطالبان بتصحيح وتصويب مسار الفريق، ولعل الجميع يتفق بأن الفريق بحاجة ماسة لمزيد من الجهد المشترك، وإلى قراءة متمعنة وهادئة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم.
ومن المهم الاستفادة من الوقت المتبقي الذي يفصلنا عن منافسات الدوري لإزالة كل الحواجز التي تعترض مسيرة الفريق، وتبديد الهواجس والقلق الذي ينتاب عشاق وأنصار النادي، وهنا تبرز قيمة وأهمية وجود مدرب أجنبي إن صح التعبير على رأس الفريق يتقاضى راتباً يرى الكثيرون أنه خيالي وغير مسبوق في دورينا الكروي.
معن الغادري