مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لميليشيا “قسد” لافروف: السوريون وحدهم من يقررون دستور بلدهم
واصلت الولايات المتحدة خرقها القانون الدولي، وأدخلت أمس بطريقة غير شرعية قافلة من عشرات الشاحنات محملة بالأسلحة والعتاد العسكري من شمال العراق إلى الجزيرة السورية لدعم ميليشيا “قسد”، التي تمارس الإرهاب والإجرام بحق الأهالي في مناطق انتشارها، فيما عثرت الجهات المختصة على كميات من القذائف المتنوعة والصواريخ المضادة للدروع في أحد مقرات ما يسمى “جيش العزة” الإرهابي خلال متابعة تمشيط بلدة كفر نبوده بريف حماة الشمالي الغربي، التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
سياسياً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل الأزمة في سورية يمثل نموذجاً لحل الأزمات الإقليمية في المنطقة، مبيناً أنه تم توجيه ضربة موجعة وقاضية للإرهابيين رغم شكوك البعض وعرقلتهم لذلك، وقال، خلال افتتاح أعمال منتدى فالداي للحوار الدولي، “لقد هزمنا الإرهاب الدولي في سورية، وأحبطنا عودة وانغماس مئات وربما آلاف قاطعي الرؤوس المسلحين إلى بلدنا ودول الجوار”، موضحاً أنه تم توجيه ضربة موجعة إلى الإرهابيين هناك، وتمّ تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهاب رغم محاولات البعض عرقلة ذلك، ولفت إلى أن الحل السياسي للأزمة في سورية بعد إطلاق عملية سياسية سورية داخلية ومسار استانا بدعم من الأمم المتحدة يمثل نموذجاً لحل الأزمات الإقليمية، مشيراً إلى ضرورة أن تجري الحلول في معظم الأحيان عبر الآليات الدبلوماسية بحيث يصبح استخدام القوة وارداً فقط في الضرورة القصوى.
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تشكيل لجنة مناقشة الدستور خطوة مهمة في إطار العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، مشيراً إلى أن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل ودستور بلدهم وفق القرار 2254، فيما دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، إلى الحوار والتنسيق مع سورية وتوحيد الجهود للقضاء على التنظيمات الإرهابية، ولا سيما في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن حزبه مستمر بفضح سياسات نظام رجب طيب أردوغان في هذا السياق.
فقد ذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن قوات “التحالف الأمريكي” اللاشرعي أدخلت فجر أمس قافلة من عشرات الشاحنات المحملة بالسلاح والذخائر والمعدات الحربية واللوجستية إلى منطقة الجزيرة عبر معبر “سيمالكا” غير الشرعي، الذي يربط الحسكة مع شمال العراق.
وأضافت: إن القافلة عبرت مدينة القامشلي قادمة من جهة بلدة المالكية واتجهت إلى الشمال الغربي من المحافظة حيث تنتشر مجموعات تابعة لميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكية.
في سياق آخر أكدت مصادر محلية أن طائرات تابعة لقوات الاحتلال الأمريكية نفذت عملية إنزال جوي في بلدة مركدة جنوب محافظة الحسكة واعتقلت، بالتعاون مع دوريات لميليشيا “قسد”، إرهابياً من تنظيم “داعش” قبل أن تطلق سراحه مقابل مبالغ مالية. ويأتي ذلك بعد فترة من إطلاق سراح شقيقه الإرهابي بالطريقة نفسها ليعمل لاحقاً مع عناصر “قسد” في تهريب إرهابيين من تنظيم “داعش” ونسائهم من مناطق سيطرته سابقاً نحو الحدود التركية مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى 5000 دولار للشخص الواحد.
وخلال متابعة أعمال تمشيط وتأمين المناطق التي حرّرها الجيش من الإرهاب، عثرت الجهات المختصة في بلدة كفر نبودة بريف حماة على عدد من الصواريخ المضادة للدروع وأخرى حرارية وقاعدة رشاش 14.5 مم وقذائف هاون عيار 120 مم وقذائف دبابات وحشواتها وقذائف “آر بي جي” و”بي إم بي” ومدفع هاون 120 مم كانت مخبأة في أحد مقرات ما يسمى “جيش العزة” الإرهابي.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات صحفية نشرتها وزارة الخارجية الروسية على موقعها الالكتروني، أن إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور سيقدّم دفعة للعملية السياسية في سورية، معتبراً أنه تمّ تأسيس الظروف لتسريع هذه العملية بعد توجيه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية في سورية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أعلن في الثالث والعشرين من أيلول الماضي عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة مناقشة الدستور، بينما أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون أن عمل اللجنة سيبدأ في جنيف في الثلاثين من الشهر الجاري.
من جهة ثانية أشار لافروف إلى أن مشاركة بلاده في الحرب ضد الإرهاب في سورية جاءت بناء على طلب من الحكومة السورية، لافتاً إلى أن الأساس الوحيد لأي وجود أجنبي على الأراضي السورية يمكن أن يقوم على دعوة السلطات الشرعية، أو استناداً إلى قرار بهذا الشأن من جانب مجلس الأمن الدولي، مبيناً بهذا الصدد أن الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي ويهدف إلى منع استعادة الأمن والاستقرار فيها، في انتهاك مباشر لقرار مجلس الأمن 2254.
وفيما يتعلق بالسياسات الغربية في العالم، أوضح لافروف أن عمليات التدخل العسكري والحروب من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، والتي تشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، أسفرت عن زعزعة الأوضاع في مناطق مختلفة من العالم، مبيناً أن واشنطن وعدداً من العواصم الغربية الأخرى راهنت على تكريس هيمنتها على الشؤون الدولية واستخدمت القوة العسكرية كوسيلة لتحقيق أهدافها إلى جانب سياسة العقوبات والابتزاز والضغوط وتزوير الحقائق.
وفي تركيا، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، إلى الحوار والتنسيق مع سورية وتوحيد الجهود للقضاء على التنظيمات الإرهابية، ولا سيما في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن حزبه مستمر بفضح سياسات نظام رجب طيب أردوغان في هذا السياق، وأشار، خلال اجتماع للجنة التنفيذية في الحزب، إلى البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمه حزبه قبل أيام بمشاركة أحزاب أخرى، وقال: “يبدو واضحا أنه لا حل للأزمة في سورية إلا عبر الوسائل السياسية وهو ما يتطلب العمل المشترك ضد جميع التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها وخاصة في إدلب”.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الذي نظم بمشاركة ممثلين عن حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الجيد في التاسع والعشرين من الشهر المنصرم سلطات نظام أردوغان إلى سحب القوات التركية من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهابيين، ولا سيما في محافظة إدلب، مطالبين بإعادة النظر في مجمل سياساته تجاه سورية، والتي تشكّل خطراً على تركيا.
إلى ذلك، أكد سفير تركيا السابق في واشنطن فاروق لوغ أوغلو أن أمن وضمان مصالح تركيا مرتبطان بشكل كبير بأمن واستقرار سورية، وقال في مقال نشره اليوم في موقع دوفار الإخباري: “لا نهاية لمشكلاتنا التي نعاني منها منذ ثماني سنوات، والتي تهدد مصالحنا الاستراتيجية، وتخلق لنا ما يكفي من المصاعب الاقتصادية والمالية، إلا بعودة الاستقرار في سورية، وهو ما يتطلب التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية فوراً”، كما أكد على رفض التدخل الخارجي في شؤون سورية، مشدّداً على أن الوضع في ادلب والمناطق الأخرى من الأراضي السورية عموماً من مسؤولية الدولة السورية صاحبة الأرض، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تعالج كل هذه المشكلات، لافتاً إلى أنه على تركيا “أن تفكر بمنطق السلم والأخوة والصداقة”، مشيراً إلى فشل السياسات التي اتبعها النظام التركي حيال سورية طيلة السنوات الماضية وخلقت لتركيا وللمنطقة الكثير من المشكلات.
ويؤكد العديد من السياسيين الأتراك أن مشكلات تركيا الاقتصادية والمالية ناجمة عن الدور الذى يلعبه رأس النظام التركي في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية.