منطقية انتقاد المنتخب
من المؤكد أننا جميعاً كإعلام وجمهور غير راضين عن أداء منتخبنا الوطني لكرة القدم خلال لقاءيه في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم وآسيا، رغم تحقيقه الفوز بهما، واعتلائه صدارة مجموعته، وبالتالي اقترابه خطوة إضافية من ضمان التأهل.
حالة عدم الرضى هذه مردها سعينا جميعاً للأفضل، ورغبتنا في أن يكون منتخبنا جامعاً لمعادلة الأداء والنتيجة، مع امتلاكه كل الإمكانيات اللازمة، لكن المشكلة هنا ستكون في التمييز بين النقد النابع من ردود أفعال على تراجع المنتخب، وهذا أمر طبيعي جداً، ومن ينتظر سقوط المنتخب لتسجيل النقاط على القيادة الرياضية، وتجييش الشارع الرياضي.
منتخبنا منذ نهاية تصفيات المونديال الماضية خرج ولم يعد، وبانتهاء لقاء استراليا في المحلق انتهت معه حقبة الأداء الجيد والنتائج المميزة، وأسباب هذا الأمر أن كل ما يجري في كرتنا قائم على الصدف والطفرات دون تخطيط، كما أن الإعلام والجمهور كانت لهما مساهمة كبيرة من خلال إعطاء البعض أكبر من حجمه، وإغفال صعوبة واقعنا مع الترويج لأحلام بعيدة المنال.
سابقاً تحدثنا عن جملة من الملاحظات على المدرب ومعاونيه وخياراتهم الغريبة وغير المفهومة في أغلب المباريات والمعسكرات، لكننا حالياً لا يمكننا سوى الصبر عليهم وإعطائهم الفرصة حتى نهاية الجولتين المقبلتين منتصف الشهر المقبل، فالمنطق والعقل يقولان بأننا لا يمكن أن نغير في فريق فائز ومتصدر.
المنتخب شأن عام، وأحواله قضية جماهيرية، ولكن دون تجاوز للأعراف والأخلاق الرياضية، فالأكيد أن نجاحه مطلب المخلصين والغيورين، أما الباقي ممن يريدون أن يصفوا حساباتهم عن طريقه فهم أقل من أن ينصحوا أو ينتقدوا.
مؤيد البش