موسيقا الزمن الجميل مع باشا وغنام وفلاحة
“جددت حبّك ليه، بعد الفؤاد ما ارتاح”، المنولوج الذي كتبه أحمد رامي لأم كلثوم بعد خلاف طويل بينهما، ولحنه السنباطي بصوت عازف العود ياسر غنام ومشاركة عازف الرق زهير فلاحة، بإشراف الباحث وضاح رجب باشا في أمسية موسيقا الزمن الجميل في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- بحضور عشاق الطرب الأصيل.
وقد اختار باشا مقتطفات من الموسيقا الآلية والمقاطع الغنائية لأشهر أغنيات أم كلثوم التي قدمها لها الملحنون في برنامج الأمسية، التي قدم فيها ياسر غنام عازفاً ومغنياً. وشرح باشا قصة كل أغنية وحلل بعض الجمل الموسيقية، فبعد منولوج جددت حبّك ليه والمقدمة الموسيقية الطويلة، غنى غنام “رق الحبيب” التي كتبها أحمد رامي بعد مصالحته لأم كلثوم، واتسمت برقة مفرداتها التي عبّرت عن الشوق للحبيب ومرارة الهجر، “ولقيتني خايف على عمري لا يروح مني، من غير ما شوف حسن حبيبي” ونوّه باشا إلى الخاصية اللحنية التي اتبعها القصبجي بتلحينها ووصفت برائعة ألحانه، ورأى أن الجمل اللحنية صعبة وممتزجة بشكل متكامل مما يظهر تفوق القصبجي بمدى استيعابه للأنماط الموسيقية. ليغني غنام رائعة بليغ حمدي بتنويع لحني جديد بإدخال الغيتارات والأورغ والأكورديون الكهربائي والدرامز بأغنية “اسأل روحك”، ثم توقف باشا مع عزف مقاطع للموسيقا الآلية لمقدمة “دارت الأيام” تلحين محمد عبد الوهاب التي اتخذ بتلحينها أسلوب العمل السيمفوني بجمل موسيقية شديدة الطربية، ثم انتقال اللحن إلى إيقاع الفالس إلى الحركة بدرجات موسيقية أطربت الثكالى كما ذكر، فغنى الجمهور الذي أخذ دور الكورال منذ اللحظات الأولى مع صوت غنام وأغنيات أم كلثوم المقطع الشهير “وصفوا لي الصبر”.
وانتهت الكلثوميات بالذكريات التي ترافق الروح بمقتطفات من الأطلال. واختُتمت الأمسية بغناء غنام منولوج “ياورد مين يشتريك” لمحمد عبد الوهاب الذي ترجم فيه موسيقياً معاني الورد الأبيض والأحمر والأصفر.
وأوضح الباحث وضاح رجب باشا أن غنام عازف مميز يعزف الدرجة الموسيقية بإشباع ودقة، و يتصف صوته بنقاء العُرب الصوتية وببحة قلما توجد عند الرجال يوظفها وفق التدرج الصوتي وفي مواضع مناسبة، كما يتصف بالقفلة اللافتة، ومنذ زمن فقدنا الأصوات القوية بمساحة عريضة. أما ياسر غنام عازف العود فبيّن بأن التناغم يكتمل بين العزف والغناء بإحساس بالكلمة وبالجملة الموسيقية فتصل إلى المتلقي بروح واحدة، ويشعر بأن اللحن يعزف من فرقة وليس من آلة واحدة، وهذا يفسر تفاعل الجمهور اليوم. ومثل عازف الرق زهير فلاحة ضابط الإيقاع للصوت واللحن بإشاراته الخفية التي تصل إلى المغني فيعود إلى روح المقام إذا مال عنه بالارتجال.
ملده شويكاني