ثقافةصحيفة البعث

ميس حرب تطلق ألبومها” سوارات”

طريق الضيعة والبيادر وسرب العصافير، والحنين والتآخي والحب كل هذه المعاني تماهت مع موسيقا متطورة في ألبوم”سوارات” الذي أطلقته ميس حرب بمشاركة فرقة سيد درويش بقيادة رشيد هلال، والتي طغت عليها الآلات الغربية في الأوبرا في الحفل السنوي الذي تلتقي به حرب مع جمهورها الكبير. وحفل الألبوم الذي أهدته حرب إلى روح إياد عثمان بتطوير موسيقي بإدخال أنماط من موسيقا الجاز والإيقاعات الغربية، إضافة إلى التأثر الواضح بموسيقا الرحابنة بالرومانسية الكلاسيكية، وبتجربة فيروز مع زياد الرحباني بشكل خاص، فكان الحضور الأكبر للبيانو في أغلب الأغنيات، واعتمد هلال على تشكيلة متنوعة من الإيقاعيات الغربية والشرقية، والتركيز على جزء من النحاسيات وإعطاء مساحة خاصة للساكسفون والكلارينيت والفلوت، وتطويع هذه الآلات مع موسيقا التراث الشعبي.

ولم يقتصر الحفل على أغنيات الألبوم الجديد” لوفينا- شوهالحالة- سوارات-موال-حلو القد –روح- حلي” وإنما عادت حرب إلى ألبومها”خيطان الشمس” وغنت من أغنياته مع مقتطفات من التراث الشعبي الناقد، كما أطلقت ميس حرب مبادرة دعم أطفال السرطان بجمعية بسمة بالتبرع بمبيعات الألبوم وبموافقة الجمعية.

الموسيقا الآلية شغلت حيزاً من الحفل بالافتتاحية المقطوعة التي ألّفها عازف الكلارينيت باسم صالحة من التراث اليوناني بالاعتماد على الدرامز والإيقاعيات الغربية والبيانو، وأخذت الكلارينيت خط اللحن الأساسي بالصولو، وطوعها صالحة بعزف وتضمين المقطوعة الشهيرة من التراث”قدك المياس”، ومن أغنيات سوارات “لوفينا نرجع نحضن بعضنا” التي بدأت بصولو الكمان لرشيد هلال ثم مرافقة بين البيانو والتشيللو وسردت حكاية ذكريات الضيعة والطفولة، وبدت موسيقا الجاز والأنماط الغربية والتقطيع الموسيقي بأغنية”نحن معك أو مومعك”، وعادت حرب إلى النمط التقليدي بأغنية”حلو القد” وتحدثت عن قصتها على المسرح وهي تسرد حكاية شاعر الجبل سليمان مليح لفتاة من قرية مجاورة توقفت عن التواصل معه فجأة بعد قصة حب، ففسر ذلك بحبها لرجل آخر أو التزامها بالدين”بعد الجهل صاير مجود” ومفردة مجود كما ذكرت حرب تعني باللهجة المحكية في السويداء متدين، لتأتي أغنية سوارات التي اختارتها حرب اسماً لألبومها من النمط الموسيقي الجديد الذي تغنيه حرب”ياريت كنا أنا وأنت كلمات” بإيقاعات الدرامز والنحاسيات والبيانو.

المنعطف بالحفل كان بالقطعة الموسيقية التي ألّفها رشيد هلال وكتبها لصولو الكمان بمرافقة الفرقة بعنوان”روح” وجمعت بنغماتها بين الحزن والفرح فأخذ الكمان اللحن الرقيق، بينما الإيقاعيات كوّنت لحناً حيوياً راقصاً، وشارك الراقصون ببعض الأغنيات بالرقص الشعبي. وبدا تفاعل الجمهور بالإنصات إلى أداء حرب والموسيقا المتطورة لاسيما بأغنيات الألبوم الجديد، في حين كان التفاعل أكبر مع أغنيات الألبوم الأول، ويأتي سوارات ضمن المشروع الثنائي المشترك لميس حرب ورشيد هلال بالكتابة والتلحين والتوزيع، إضافة إلى تعاونها مع بعض الشعراء.

وبعد الحفل ووسط تجمع الكثير من الجمهور على شراء الألبوم في بهو دار الأوبرا، تحدثت ميس حرب للإعلاميين عن إنتاجها الخاص لألبومها الجديد والأول دون أيّ تمويل من جهة رسمية أو خاصة، لذلك تحتاج إلى وقت لإصدار ألبوم جديد وتعتمد على المشاركات بالمهرجانات الدولية لدعم مشروعها الغنائي الموسيقي مادياً، وتطرقت إلى الشعراء الذين يقدمون لها النصوص الغنائية دون مقابل إيماناً منهم بأن الكلمة أغلى من أي مبلغ. ونوّهت حرب إلى اختيارها الأوبرا التي تعد أهم صرح حضاري ثقافي في سورية لإطلاق ألبومها من الأوبرا إلى العالم.

وعن النمط اللحني الجديد بيّنت بأن المايسترو رشيد هلال شجعها للغناء على هذا النمط لاسيما أنها قادرة على غناء جميع الألوان.

ولم يخل حديث حرب من عتب على الإذاعات السورية لقلة بث أغنياتها وبما وصفته بشكل خجول، وهذا السبب الذي دفعها للابتعاد عن اللقاءات الإذاعية، وأنهت حديثها بأنه من المتوقع أن تقيم حفلاً في السويداء في الشهر القادم.

في حين تحدث رشيد هلال لـ”البعث” عن تأثره بالرحابنة لأنه عمل معهم منذ سنوات طويلة وحتى الآن، فأخذ الكثير من هذه المدرسة وتأثر بزياد منذ أن كان طفلاً لذلك موسيقاه تتغلغل بشرايينه كما ذكر، أما عن النمط اللحني الجديد والإيقاعات الغربية فيرى أن هذا ما يميز هذا الألبوم بإدخال إيقاعات السوينك والريكي والدخول بعوالم موسيقية مختلفة، وتطويع الساكسفون والكلارينيت حتى على الموسيقا الشعبية وكانت مهمة صعبة للحفاظ على أصالة الموسيقا فكنتُ حذراً جداً، وعن مقطوعته روح أوضح بأنها مزيج من المشاعر تعكس صورة الحياة، واعتمد بالصولو على مقام الكرد والحجاز التركي بأبعاده.

ملده شويكاني