بعد مؤتمر عاصف ماهر السيد رئيساً لنادي الوحدة والتنظيم في خبر كان
كافأ مرشّحو نادي الوحدة لرئاسة مجلس إدارة النادي وعضوية المجلس مناصري النادي وعشاقه بفوضى تنظيمية، وتوّجوا ليلة الفوز على فريق الساحل بمهزلة انتخابية، وساعدهم على ذلك رئيس اللجنة التنفيذية في دمشق، ومن حضر من القيادات المعنية التي وقفت عاجزة، وكان بإمكانها اجتثاث ما حدث بوقف العملية الانتخابية وتأجيلها حتى يتسنى للجنة المشرفة تنظيم الأمور، والتنسيق بين الأطراف للخروج بصورة تليق بأكبر أندية دمشق.
البداية مع منع الصحافيين دخول قاعة المؤتمر من قبل رئيس التنفيذية مهند طه بحجة الاطمئنان على الترتيبات، ولم يسمح بدخولهم إلا بعد امتلاء نصف القاعة، وبعد خلافات مخجلة على من سيترأس الجلسة بدأت بمنع المداخلات، والذريعة هذه المرة كثرة المنتخبين الذين فاق عددهم استيعاب القاعة، ليس هذا وحسب، بل منع الحضور من الاعتراض على بعض المخالفات، والحجة الإسراع بالعمل لضيق الوقت، لتبدأ بعدها العملية الانتخابية بعد الانسحاب الفوري لفؤاد محفوظ، والاحتجاجي لعبد الرزاق الحمصي، لينحصر السباق بين غياث الدباس وماهر السيد، وما هي إلا دقائق حتى بدأت الاحتجاجات على سير عملية الاقتراع، وما زاد من امتعاض المشاركين تهجم رئيس تنفيذية دمشق عليهم بالكلام في محاولته لضبط الأمور، وبعد كر وفر من جولات الاعتراض من المناصرين ونقاط النظام من لجنة الانتخابات أعلنت النتيجة وآلت الأمور إلى ما آلت إليه.
وإذا تجاوزنا عن الحق الإعلامي بنقل الصورة الواقعية، وضمان المشرفين لأمانهم، وتنفيذ مهمتهم، فإننا لا نستطيع أن نغفل أبداً حق الجمهور البرتقالي الذي حوّل جو الانتخاب إلى مهرجان شعبي يضاهي فوز كتيبة رأفت محمد وصعودها إلى وصافة الترتيب العام، والغريب المستهجن أن منافسي نادي الوحدة يعرفون قدر وجموح جمهور البرتقالي، فكيف بأبناء النادي، ألم يكن الأجدى باللجنة المشرفة على الانتخابات التنبه لصغر القاعة مقارنة بعدد المقترعين الذين لو حضروا بأجمعهم لما تمكن أحد من الاقتراب من الصندوق، حيث شارك في العملية الانتخابية 417 عضواً في النادي من أصل 700 عضو يحق لهم الاقتراع، ألم يكن الأفضل بالقيادة الحاضرة تأجيل موعد المؤتمر بعد منظر التدافع وعدم القدرة على ضبط وتنظيم القاعة، وخاصة أنهم شهدوا بأن مؤتمر الوحدة هو الأجمل لناحية الحضور، وهو خير ختام لمؤتمرات أندية دمشق.
خلاصة القول بأن شخص رئيس مجلس الإدارة الذي فاز به ماهر السيد بعد إعلان النتائج ستكون أولى مهامه وربما أصعبها رأب الصدع العميق الذي أفرزته هذه الانتخابات، والذي سينعكس مباشرة على نتائج فرق النادي، وجمهور البرتقالي المتعطش للفوز، وإن أراد للنادي الإنجازات عليه إعادة ولاء أبناء النادي للنادي لا لأشخاص وأفراد، أما فيما يخص القيادة المعنية، فقد أظهر مؤتمر نادي الوحدة فشلها المقيت لناحية إدارة المؤتمرات، حيث نجحت بمؤتمرات التزكية، وفشلت فشلاً ذريعاً بالمؤتمرات التي جرى فيها التنافس على عضوية ورئاسة النوادي.
سامر الخيّر