الغرب يشوه الحقائق حول مصرع مؤسس “الخوذ البيضاء”
في طرح يعيد إلى الأذهان نظريات المؤامرة، حاولت العديد من وسائل الإعلام الغربية الربط بين مصرع مؤسس منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، جيمس لو ميزوريه، وتصريحات للخارجية الروسية أكدت فيها ارتباط لو ميزوريه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومطالبتها الحكومة البريطانية بإعطاء تفسير لعلاقته المشبوهة بالتنظيم.
ورداً على تلك المحاولات، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشيف، أن المزاعم، التي أوردتها وسائل إعلام بريطانية، حول دور روسيا بقتل مؤسس منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، وسيلة قبيحة لتشويه سمعة روسيا، وأشار، خلال افتتاح منتدى للدبلوماسيين الشباب، إلى وجود أدوات في الغرب مهمتها إيجاد المشاكل لفرض العقوبات وتشويه سمعة المنافسين الجيوسياسيين.
وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية كشفت قبل يومين أن لو ميزوريه وجد ميتاً بالقرب من منزله في مدينة اسطنبول التركية في ظروف مشبوهة، فيما وصف محللون ذلك بأنه سلسلة تصفيات لأدوات الغرب الإرهابية بعد انتهاء دورها الإجرامي في سورية.
وزعمت الاندبندنت أن “لو ميزوريه والخوذ البيضاء تعرّضوا لحملة تضليل إعلامي قادتها موسكو لسنوات”، ولمّحت إلى وجود علاقة بين موته وتصريحات موسكو، إلا أنها أقرت بأن لو ميزوريه قد يكون سقط من شرفة شقته فجر الاثنين ليلقى حتفه.
من جهتها، حاولت مواقع “الغارديان” البريطاني، و”واشنطن بوست” الأمريكي، و”لوبوان” الفرنسي الربط بين واقعة مصرع لو ميزوريه وتصريحات الخارجية الروسية.
وجاء في تغريدة نشرتها ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية في 8 تشرين الثاني الجاري أن “العضو المؤسس للخوذ البيضاء هو عميل سابق للمخابرات البريطانية إم آي 6، وقد شوهد في جميع أرجاء العالم، بما فيها بلدان البلقان والشرق الأوسط، وقد جرى التبليغ عن علاقاته بالمجموعات الإرهابية عندما كان في مهمة بكوسوفو”.
وتأسس تنظيم “الخوذ البيضاء” في تركيا عام 2013، بتمويل بريطاني أمريكي، وكشفت العديد من الوثائق، التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حرّرها من الإرهاب، حيث يعمل أفراد “الخوذ البيضاء”، ارتباط التنظيم العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمه لها، وخصوصاً “جبهة النصرة” في التحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، واتهام الحكومة السورية، في محاولة لتبرير العدوان الخارجي على سورية.
يذكر أن المستشرق الروسي بوريس دولغوف كان أشار إلى أن سبب وفاة لو ميزوريه قد يكمن في تصادم الطموحات، وتضارب المصالح داخل منظمة “الخوذ البيضاء”، أو أن الجماعات التكفيرية قامت بتصفيته “لانتفاء فائدته”، وهذا بعد “تمكن الجيش السوري من تحرير معظم الأراضي، وبقي جزء من عناصر “الخوذ البيض” يعمل في محافظة إدلب، الخاضعة لسيطرة الجماعات التكفيرية المسلحة”.
وكان مكسيم غريغورييف، مدير صندوق الأبحاث ومشكلات الديمقراطية الروسي، أكد أن جماعة “الخوذ البيضاء” تتبع بشكل مباشر لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سورية، معتمداً بذلك على شهادات وتصريحات لأكثر من 40 من أعضاء تلك الجماعة الإرهابية، وجدد التأكيد على أن كل المسرحيات التي قام به التنظيم الإرهابي كان لها السيناريو نفسه، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم كانوا يأتون بأطفال ونساء تغطيهم الدماء المصطنعة ليبدو وكأنهم ضحايا هجوم كيميائي، ثم يتم دفع مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية لهؤلاء، وأحياناً يأتون بجثث أشخاص ماتوا بشكل طبيعي ليظهروهم وكأنهم قتلوا أثناء الهجوم المزعوم، مضيفاً: إن الحالات التي تحققنا منها كانت كلها عبارة عن مسرحيات.
وفي وقت لاحق، كشفت وزارة الخارجية البريطانية عن ارتباطها الوثيق مع تنظيم “الخوذ البيضاء” وإرهابييه في سورية، وذلك بعد نعيها مؤسس التنظيم لو ميزورييه.
وقامت الخارجية البريطانية عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر بنعي لو ميزورييه معبّرة عن “حزنها الشديد” على مقتله.