رياضةصحيفة البعث

نادي الكرامة يرفض التلاعب بمشاعر جماهيره

 

 

حمص- نزار جمول

يبدو أن رياضتنا مازالت تتأرجح ما بين اتحادات الألعاب وقراراتها الماراثونية، كما حدث في صالة حمص الرياضية الأسبوع الماضي خلال مباراة الديربي السلوية بين نادي الكرامة وجاره الوثبة من إشكالات بين جمهوري الفريقين كادت تتطور بينهما لولا تدخل إدارتي الناديين الجارين اللتين أنهتا الإشكال بسلام، لكن اتحاد اللعبة كان له رأي آخر، فقام بتغريم نادي الكرامة بثلاثمئة ألف ليرة سورية، وإقامة المباراة القادمة دون جمهور، مع زيادة مبلغ التغريم لمليون ليرة لإلغاء العقوبة وكأنه لم يحصل شيء، ويعود جمهور الأزرق لتشجيع فريقه مجدداً، والسؤال الذي يؤرق كل عشاق الرياضة: هل هذه المساومة مع ناد كبير بحجم الكرامة وجمهوره هي ابتزاز، أم استغلال، أم لدق أسافين سلوية حادة بين النادي وجماهيره وجمهور جاره الوثبة؟!.
الجواب يبدو بظاهره أكثر من باطنه بأن جهابذة اتحاد السلة أرادوا بهذه الأفكار التجارية أن يقضوا على آخر شيء جميل في رياضتنا “جمهورها” الذي يعطي إحساساً حقيقياً بوجود شيء اسمه رياضة.
نادي الكرامة قبل بالغرامة الأولى، ولكن أخلاقه الرياضية لن تسمح له بالمساومة على جماهيره، ووضع اسفين بينهما من خلال قرار لا يليق باتحاد لعبة من المفروض أن يقوده للتطوير وليس للتدمير، فهل من المعقول أن تكون العلاقة الصحيحة المكتملة بين النادي وجمهوره إذا استطاع دفع المبلغ المطلوب، وإذا لم يستطع الدفع ستتدمر هذه العلاقة؟!.
جماهير نادي الكرامة وإدارته لن يقعا في الحفرة التي صنعها اتحاد اللعبة الذي فضّل المال على الرياضة، وفاته أن الجماهير التي تملأ الصالات والملاعب كنز حقيقي من المفروض الحفاظ عليه بدل دفنه في سراديب قراراته.