أحزاب لبنانية: واشنطن تستخدم الحصار الاقتصادي للنيل من المقاومة
تواصلت الاعتصامات والاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية، أمس، للمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة ومعالجة الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين، بينما وعد الرئيس ميشال عون اللبنانيين بما يرضيهم في المرحلة المقبلة، مشدّداً على محاسبة كل من يروّج بشكل سيّئ لليرة اللبنانية.
وقد أغلق المحتجون فرع مصرف لبنان في زحلة، ومنعوا الموظفين من الدخول إلى عملهم، بينما قطع محتجون في ساحة الاعتصام عند مستديرة العبدة في عكار شمال لبنان الطريق بشكل كامل بالأتربة، ما تسبّب بشل حركة السير من عكار باتجاه المنية وطرابلس وبالعكس.
وشهدت شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان ازدحاماً في السير في ظل عدم الالتزام بالإضراب المفتوح الذي دعا إليه ناشطون، وباتت جميع الطرق مفتوحة باستثناء مداخل ساحة النور، بينما سيّرت المؤسسات التربوية حافلاتها لنقل طلابها إلى المدارس والجامعات والمعاهد والثانويات، كما فتحت المؤسسات العامة والخاصة والدوائر الحكومية أبوابها أمام مراجعات المواطنين.
وقام عدد من المتظاهرين بالتجمهر أمام بعض الدوائر في طرابلس، وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وإقفال الدوائر، كما تجمّع بعضهم أمام الأبواب الخارجية للمدارس، وطلبوا وقف التدريس، بينما أقفل محتجون مداخل شركة كهرباء قاديشا وسنترال الميناء، وطالبوا الموظفين بالخروج.
وفي مناطق بيروت وصيدا وصور كانت الأوضاع طبيعية ما عدا بعض المسيرات الاحتجاجية التي جرت دون وقوع أي إشكالات.
إلى ذلك، قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون: إن “الحراك الشعبي” أتى ليكسر الكثير من المحميات، ويزيل الكثير من الخطوط الحمر، وأضاف: “سنشهد في المرحلة المقبلة ما يرضي جميع اللبنانيين”. ودعا عون خلال استقباله وفداً من نقابة المحامين إلى محاكمة من يقوم بالترويج السيّئ للعملة الوطنية وفقاً للقوانين، وأضاف: “لا نصطدم فقط بالفاسدين الموجودين في الحكم أو الذين كانوا فيه، بل بحماية المجتمع لهم، لأن من يتضرّر لا يشتكي، بل يتحدّث في الصالونات”.
إلى ذلك، حذّر لقاء الأحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية من أن الولايات المتحدة تستخدم الحصار الاقتصادي والمالي لتحقيق ما عجزت عنه في حروبها العسكرية والإرهابية للنيل من المقاومة، وشدد، في بيان أصدره عقب اجتماعه الدوري في مقر حزب الاتحاد، على أولوية مواجهة المخطط الهادف إلى استغلال الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وتنفيذ الأجندة الأمريكية عبر ربط لبنان بشروط الدول المانحة، وترسيم الحدود البحرية بما يخدم أطماع كيان العدو الصهيوني بثروات لبنان النفطية، ولفت إلى أهمية وجود حكومة لبنانية قادرة على معالجة الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية انسجاماً مع مطالب الحراك الشعبي الوطني في العيش الكريم.
على خطٍّ موازٍ، أكد مصدر حكومي أن مصرف لبنان سيعلن حزمة إجراءات تشمل خفض سعر الفائدة 50 %، لتحفيز الاقتصاد وخفض تكلفة الاقتراض، وأضافت المصادر: إن حاكم المصرف المركزي سيطبّق آلية لخفض أسعار الفائدة، بعدما بدأت البنوك التجارية في عرض أسعار فائدة مرتفعة بلغت أربعة عشر في المئة على الودائع الطويلة الأجل في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.
في غضون ذلك، قالت وزيرة الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ندى بستاني أمس: تمّ إرجاء المناقصة الحكومية لشراء البنزين لأسبوع، وأضافت: إن قرار تأجيل فض عروض استيراد البنزين عبر الدولة جاء بهدف إتاحة المجال أمام المزيد من المنافسة، وجاء ذلك بعد دعوة إدارة منشآت النفط في لبنان، إلى فض عروض استيراد مادة البنزين، في حضور البستاني، بمبنى المنشآت بمنطقة الحازمية.
وجددت بستاني أمس الأول، تأكيدها “أن خطوة استيراد البنزين من الدولة اللبنانية جاءت بسبب تهديد الشركات للمواطنين بعدم استيراد المادة”، وأشارت في مداخلة تلفزيونية، إلى أن “نسبة الـ10% من السوق كتجربة كبيرة”، مشددة على أن “من واجباتها تأمين البنزين للشعب اللبناني”.
وكانت نقابة أصحاب محطات المحروقات قد علّقت إضرابها الذي بدأته الخميس الماضي، “بفعل الخسائر الناجمة عن ارتفاع تكلفة الحصول على الدولار في السوق السوداء”.
وبالتزامن مع ما تشهده الساحة الداخلية في لبنان، جدّد طيران العدو الإسرائيلي خرقه الأجواء اللبنانية، وحلّق بكثافة في جميع المناطق اللبنانية.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أصدرته مديرية التوجيه أن 11 طائرة حربية وأخرى استطلاع إسرائيلية معادية خرقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب وصولاً حتى جبيل وفوق البحر غرب بلدة الناقورة باتجاه الشمال وصولاً حتى شكا وفوق مناطق بيروت وضواحيها وبعبدا وعاليه والشوف والناعمة والرميلة وفوق مناطق البقاع الغربي والبقاع الشرقي وصولاً إلى كل المناطق اللبنانية، ثم غادرت جميعها الأجواء باتجاه الأراضي المحتلة.