الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحاني: مستعدون للتفاوض شرط رفع العقوبات

جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على التزام بلاده بالاتفاق النووي الموقّع معها عام 2015، وأوضح، في مؤتمر اليوم الوطني للتأمين والتنمية، أن إيران مازالت مستعدة لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي إذا رفعت واشنطن إجراءات الحظر الاقتصادي الجائر التي أعادت فرضها على البلاد بعد انسحابها من الاتفاق العام الماضي.
وبيّن روحاني أنه عند رفع واشنطن الحظر الاقتصادي عن إيران بإمكان الدول الست الاجتماع معها، مشدداً على أهمية تأمين حقوق الشعب الإيراني، وأكد “في الوقت ذاته لم نغلق باب التفاوض، إذا كانوا مستعدين أن يزيلوا العقوبات، نحن مستعدون للمفاوضات والمحادثات حتى على مستوى قادة 5+1″، وشدّد : “مع كل الضغوط لم نخرق الاتفاق، وننقض عهودنا.. إننا لم نوقّع على الاتفاق النووي بسهولة ولن ننقضه بسهولة”.
وإذ أشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت إلقاء العبء على كاهل إيران وتصوير أن المشكلة بسببها”، أوضح قائلاً: إن بلاده قالت في نيويورك إنه “لا مشكلة لدينا في إجراء حوار، لكن على أميركا أن ترفع العقوبات أولاً، وسحبنا الذريعة منها، لكنها قالت: نتفاوض أولاً ومن ثم نرفع العقوبات”، وكشف أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2013 خلال سفره إلى نيويورك عملاً بنصائح المستشارين، وقال: إن المكالمة الهاتفية التي استمرت 20 دقيقة تقريباً كانت بمثابة دفعة قوية لحركة قطار المفاوضات، وأشار إلى أن أوباما طرح ثلاثة ملفات في هذا الاتصال، مشيراً إلى أنه أوضح له أن بلاده غير مستعدة للتفاوض في جميع الملفات، “ولكن إذا تمّ تنفيذ الملف الأول وهو النووي بشكل جيد، سنتفاوض بعدها على الملف الثاني، والثالث”، وتابع: “خلال 100 يوم تمكّنا من الوصول إلى اتفاق مؤقّت في جنيف، إزالة العقوبات بشكل مؤقت، وتزويد إيران شهرياً بـ 700 مليون دولار من أموالها المحجوزة في البنوك، وأهم هذه الإنجازات هي قبول مجموعة 5+1 تخصيب إيران لليورانيوم”.
وأشار روحاني إلى أن النظام السعودي والكيان الإسرائيلي هما من طلبا من البيت الأبيض ممارسة الضغط على إيران، ورغم ذلك نجحت الحكومة الإيرانية في إدارة البلاد من خلال الحفاظ على الاقتصاد.
وأكد الرئيس الإيراني: “نحن اليوم في ظل العقوبات، وهذه الظروف ليست من تقصيرنا”، مشيراً إلى “من يقف خلفها هم الصهاينة ودول المنطقة الرجعية”، وأضاف: “هذه الظروف هي نتيجة الإجراءات الظالمة للبيت الأبيض، وليس لدينا اليوم طريق آخر سوى الصمود ومقاومة العقوبات”.
وكان روحاني أكد أمس الأول فشل سياسة الحصار والضغوط القصوى التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق الشعب الإيراني عقب انسحابها من الاتفاق النووي في الثامن من أيار عام 2018.
الرئيس الإيراني أوضح أنه “في الاضطرابات الأخيرة كان هناك بعض المنظمين من الخارج ومثيري الشغب المرتبطين بالخارج، كان لديهم برنامج منذ سنتين، أردوا تفعيله السنة الماضية، لكن الظروف لم تكن مؤاتية، واستخدموا البنزين كحجة لتنفيذ أوامر أسيادهم في الخارج”.
في سياق متصل، أكد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي أن الشعب الإيراني وجّه صفعة قوية إلى أميركا، محذّراً الأعداء من تجاوز الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية 145 من العناصر الرئيسية الضالعة بأحداث الشغب الأخيرة في محافظة خوزستان.
وقال العميد حيدر عباس زادة، قائد قوى الأمن الداخلي بالمحافظة: “خلال أحداث الشغب الأخيرة في عدد من مدن محافظة خوزستان قامت قوى الأمن الداخلي برصد واعتقال 145 شخصاً من الأفراد الضالعين بأعمال الشغب وتخريب الممتلكات العامة في المحافظة”، وأضاف: “تمّ ضبط عدد من الأسلحة الحربية وبنادق صيد غير مرخص بها من قبل الأفراد المعتقلين الذين شاركوا في أعمال الشغب باستخدام السلاح”، مشيراً إلى أنه تمّ اعتقال خلية إرهابية ومصادرة أسلحة ومعدات حربية كانت بحوزتها.
وتواصل السلطات الإيرانية حملة اعتقالات طالت عشرات العناصر الضالعين بإثارة الشغب خلال المظاهرات التي شهدتها بعض المناطق في إيران الشهر الماضي.