تسارع عودة المهجّرين من مخيمات اللجوء في الأردن
دفعة جديدة من المواطنين المهجّرين بفعل الإرهاب عادت، أمس، إلى الوطن قادمة من مخيم الأزرق في الأردن عبر مركز نصيب الحدودي في درعا، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة المواطنين المهجّرين إلى مناطقهم التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، فيما أكد عدد من الخبراء الروس، في ندوة عقدت في العاصمة موسكو، أن وجود قوات احتلال أمريكية وأخرى تركية على الأراضي السورية يخلق مشكلات كبيرة للشعب السوري، ودعوا لضرورة مواصلة فضح الجرائم التي تقوم بها هذه القوات، ولا سيما في مخيم الركبان.
فقد عاد عدد من الأسر المهجرة، معظم أفرادها من الأطفال، إلى الوطن قادمة من مخيم الأزرق في الأردن، بعد سنوات من التهجير القسري بفعل اعتداءات التنظيمات الإرهابية، فيما أمّنت الجهات المعنية عدداً من الحافلات والسيارات لتأمين نقل العائدين إلى مناطقهم بكل يسر وسهولة.
وأشار رئيس مركز هجرة نصيب العقيد مازن غندور إلى أن عدداً من الأسر المهجرة عادت إلى وطنها الأم سورية بعد سنوات مريرة من التهجير، مؤكداً أن العودة تزداد يوماً بعد يوم جراء التسهيلات التي تمنحها الحكومة للعائدين، حيث بلغ عددهم منذ افتتاح المعبر 74400 مواطن.
الطفلان محمد وأحلام، أعربا عن سعادتهما بالعودة إلى سورية، مؤكدين أنه لا يوجد أفضل من سورية ولا أغلى منها في أنحاء المعمورة.
محمد الزعبي العائد إلى سحم الجولان بريف درعا، قال: “إن الاستقبال كان مميزاً والجهات المعنية قدّمت كل التسهيلات لضمان العودة الآمنة للمهجرين”، مؤكداً أن العودة إلى سورية “بمثابة حياة جديدة بعد سنوات مريرة من التهجير في مخيمات اللجوء بالأردن”، وهو ما أكدته زوجته منى سلامة، معربة عن سعادتها بالعودة، وداعية كل المهجّرين للعودة إلى الوطن.
وشاطرتها الدعوة براءة كيلاني العائدة إلى درعا، مؤكدة أنها “وبمجرد أن وطئت قدماي أرض الوطن عاد إليّ الشعور بالحرية والأمن والاستقرار”، مضيفة: “الوطن أغلى ما يملكه الإنسان”.
عادل عيد العائد إلى مدينة إزرع، قال: “عدنا إلى بلد الأمن والأمان بعد سنوات من التهجير القسري”، مؤكداً أن “العودة الميمونة جاءت نتيجة لتضحيات الجيش العربي السوري”.
فؤاد عيد العائد إلى المدينة ذاتها، أشار إلى “الحالة المريرة التي يعيشها السوريون في مخيم الأزرق الذي يفتقد لكل مقومات الحياة”، داعياً الجميع للعودة إلى أرض الوطن.
ميدانياً، استشهد عدد من المدنيين وأصيب آخرون بجروح نتيجة انفجار سيارة مفخخة في مدينة رأس العين الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وأكدت مصادر محلية في المدينة أن سيارة مفخخة مركونة في شارع الكورنيش قرب المركز الثقافي العربي في مدينة رأس العين انفجرت ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح.
ولفتت المصادر إلى أن حالة من انعدام الأمن والاستقرار تسود المدينة بالتوازي مع أعمال السرقة والنهب للممتلكات التي يقوم بها الإرهابيون وتدمير منازل الأهالي في الجهة الجنوبية للمدينة وفي عدد من القرى القريبة منها إضافة لاستيلاء عشرات الإرهابيين وأسرهم على المنازل بعد تهجير أهلها.
واستشهد في الـ 26 من الشهر الفائت عدد من المدنيين وأصيب آخرون نتيجة انفجار سيارة مفخخة في قرية تل حلف غرب مدينة رأس العين.
وواصلت قوات الاحتلال الأمريكي نقل المئات من أسر ارهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي من مخيم الهول في محافظة الحسكة إلى العراق، وذكر مراسل سانا أن قوات الاحتلال الأمريكي قامت بنقل أكثر من 600 طفل وامرأة من أسر ارهابيي “داعش” من مخيم الهول بريف الحسكة إلى العراق، كما أشار إلى دخول 6 سيارات عسكرية نوع هامفي وقرابة 30 جنديا يتبعون لقوات الاحتلال الأمريكي من العراق إلى محافظة الحسكة استقروا في مطار خراب الجير غير الشرعي.
وفي موسكو، جرى، خلال طاولة مستديرة، تقديم نتائج استطلاع ميداني موثّق بالصوت والصورة، أجراه مركز دراسات قضايا الديمقراطية الروسي في المناطق التي توجد فيها قوات احتلال أمريكية ومجموعات من مرتزقتها، يظهر الأوضاع الإنسانية الكارثية ومظاهر العنف وأعمال القتل بحق النساء والأطفال وكل من يقف إلى جانب وطنه ورغبة قاطني مخيم الركبان بمغادرته.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال مكسيم غريغورييف عضو الغرفة الاجتماعية في روسيا الاتحادية مدير مركز دراسات الديمقراطية: “احتلال الولايات المتحدة أجزاء من الأراضي السورية يخلق صعوبات كبيرة للشعب السوري، وقد تم عرض نتائج الاستطلاع في الأمم المتحدة بنيويورك وجنيف، وسنواصل عرضها لاحقاً”، وأضاف: “استطلاع الوضع في مخيم الركبان أظهر أن الحالة هناك عصيبة جداً، حيث يمنع الأمريكيون بمساعدة عملائهم من الإرهابيين خروج المواطنين السوريين من المخيم، ويستخدمونهم دروعاً بشرية”.
وحول تنظيم “الخوذ البيضاء” الإرهابي قال غريغورييف: “تم سابقاً إجراء عدة تحقيقات واستطلاعات في جرائم هذه المجموعة الإرهابية، وأظهرنا بطلان المسرحيات التي أخرجوها، وزعموا فيها استخدام الحكومة السورية مواد كيميائية في دوما وغيرها، كما أوضحنا أن عناصر الخوذ البيضاء إرهابيون”.
بدوره قال عضو المجلس الرئاسي الروسي لتطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان ألكسندر برود: “إن واشنطن تواصل استخدام ازدواجية المعايير لإطالة أمد الأزمة والحيلولة دون استقرار الوضع في سورية”، مضيفاً: “الوضع في مخيم الركبان يزداد سوءاً مع قدوم فصل الشتاء وانتشار الأمراض المعدية، حيث يحرم الأطفال من التعليم والرعاية الصحية ما يتسبب بوفاتهم”، وشدد على وجوب الاستمرار بالكشف عن هذه الجرائم والممارسات ضد الإنسانية وفضح جرائم قوات الاحتلال الأمريكية داخل الأراضي السورية وعرضها في المحافل الدولية.
بدورها أكدت رئيسة لجنة تطوير الدبلوماسية الشعبية والتعاون الإنساني بالغرفة الاجتماعية في روسيا يلينا سوتورمينا أن التمادي في انتهاك حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة في الأماكن التي تحتلها الولايات المتحدة في سورية ينذر بوقوع كارثة إنسانية، وخصوصاً في مخيم الركبان، وقالت: الغرفة الاجتماعية في روسيا ستتوجه إلى الأمم المتحدة للتحقيق في هذه الجرائم الصارخة ليس في مخيم الركبان فحسب، بل وكل المناطق التي توجد فيها قوات احتلال أمريكية، وكذلك الأراضي السورية التي تحتلها تركيا.
من جهته أوضح الخبير العسكري الروسي فلاديمير يفسييف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي والتركي ترتكب في الأجزاء التي تحتلها جرائم ترقى لمستوى جرائم حرب تجب إدانتها من قبل المجتمع الدولي والتحقيق في أعمالها غير الإنسانية بحق السوريين.
وفيما يتعلق بلجنة مناقشة الدستور أكد يفسييف أن ما يعرقل عمل اللجنة ينحصر بتصرفات وفد النظام التركي، مشيراً إلى عدم اهتمامه بالحوار ورفضه مناقشة المقترحات المبدئية التي تقدّم بها الوفد الوطني، وتتجسد في الركائز الوطنية الأساسية للشعب السوري.
وفي براغ، أكد موقع زفيدافيتس الالكتروني التشيكي أن الأهداف الحقيقية لاستمرار الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في سورية هو نهب الثروات الباطنية ولا سيما النفط وعرقلة عملية إعادة الإعمار، وأوضح أن الولايات المتحدة بهذا الوجود تحاول أيضاً إحباط وعرقلة مساعي إعادة بسط سيطرة الدولة السورية على كامل الأراضي السورية وأيضاً إبطاء عملية انتعاش الاقتصاد في البلاد.
وشدد الموقع على أن الوجود العسكري الأمريكي عند حقول النفط في سورية ليس له أي علاقة بمكافحة الإرهاب، بل يؤشّر إلى محاولة الولايات المتحدة من جديد إحياء هيمنتها المتلاشية على الشرق الأوسط، الأمر الذي لن تنجح فيه، لأن هذا الأمر لا يحظى بالترحيب من قبل أي طرف في المنطقة باستثناء “إسرائيل” والسعودية.
وتواصل الولايات المتحدة خرقها القوانين الدولية، حيث أدخلت عدة قوافل ضمت عشرات السيارات والآليات إلى مناطق انتشار قواتها غير الشرعية حول حقول النفط في شمال شرق سورية بغية الاستمرار بنهب النفط السوري.