قرار غريب وتفسير أغرب.. سلتنا تخسر فرصة بدء التصفيات الآسيوية على أرضها
عندما تحدثنا بأن اتحاد كرة السلة غير قادر على تأمين استضافة مباريات منتخبنا الأول ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا، والمؤهلة بدورها لتصفيات كأس العالم أيضاً في صالاتنا، اتهمنا بأننا نبالغ ونتجنى، وعندما تحدثنا بأن صالاتنا بحاجة للصيانة كي تكون جاهزة لاستضافة المباريات الدولية لتكون على قدر تلك الاستضافة، لم يصدقنا أحد، ولم يحرك أحد ساكناً لإجراء تلك الصيانة، لا الاتحاد الرياضي العام، ولا اتحاد كرة السلة، وكأن الأمر لا يعنيهما، لتأتي استضافتنا لبطولة غرب آسيا للناشئات تحت ١٦ سنة التي اختتمت مؤخراً بصالة الفيحاء بدمشق لتكشف المستور، ولتؤكد أن صالاتنا واتحاد سلتنا العتيد غير جاهزين لمثل هذه الاستضافة!.
كتاب وتهديد
في التفاصيل أن كتاباً ورد من قبل المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة السلة (الفيبا) في آسيا هاغوب خاجريان يطلب فيه من اتحادي إيران والسعودية أن يتخذا الإجراءات اللازمة لاستضافة لقاءي منتخب سورية الافتتاحيين في التصفيات الآسيوية أمام منتخبيهما على أرضهما، وهما اللقاءان اللذان كان من المقرر أن نستضيفهما على أرضنا، وذلك بمقابل أن يلعب الإياب في دمشق في شهري تشرين الثاني من العام المقبل، وشهر شباط من عام ٢٠٢١، أي (ببساطة) تم تأجيل اللعب على أرضنا لأكثر من تسعة أشهر، أي أن منتخبنا سيلعب أولى مبارياته بالتصفيات مع إيران في طهران في العشرين من شباط ٢٠٢٠، وثاني المباريات مع المنتخب السعودي في السعودية بتاريخ الثالث والعشرين من الشهر ذاته، وسيلعب منتخبنا الوطني للرجال أولى مبارياته الرسمية في صالة الفيحاء الرئيسية بدمشق بتاريخ ٣٠ من شهر تشرين الثاني ٢٠٢٠ مع المنتخب الإيراني، ويوم 18من شهر شباط عام 2021.
الكتاب الوارد جاء بناء على طلب من اتحادنا، وذلك بسبب التأخر بأعمال التجديد في صالة الفيحاء، لكن الموضوع يتعلق بعدم أهلية الصالة لاستضافة مباريات منتخبنا، ووضح ذلك جلياً على أرض الواقع خلال استضافتنا (كما أسلفنا سابقاً) لبطولة غرب آسيا للناشئات، فالتقرير الذي قدمته اللجنة التي زارت سورية الشهر الماضي، وبعد أن قامت بالكشف على الصالة أرسلته الأسبوع الماضي للاتحاد الآسيوي والدولي، ونص على حاجة الصالة لإصلاحات في الأرضية والساعات الالكترونية والمشالح، أي أن الكتاب يعتبر تهديداً لاتحادنا لإنهاء كافة التصليحات وإلا سيتم سحب استضافتنا لمباريات منتخبنا على أرضنا!.
قرار ليس باليد
سبق أن أشرنا أكثر من مرة إلى هذا الأمر وأهميته، وضرورة الإسراع بأعمال الصيانة، ولكن لم يعر أحد من المعنيين برياضتنا انتباهاً لهذا الموضوع، والآن جاء من يؤكد أن كلامنا كان بمحله، وأن القائمين على اللعبة أخطؤوا، خاصة أنهم بحاجة لما يقل عن شهرين من أجل تأمين التجهيزات لخروج الصالة بأفضل صورة ممكنة، ويبدو هذا صعباً جداً!.
كان من الممكن لاتحاد السلة والمكتب التنفيذي أن يقوما خلال الفترة الماضية بإجراء عمليات الصيانة، علماً أن جدول المباريات معروف منذ أشهر طويلة، وسبق (للفيبا) أن أجّل انطلاق التصفيات من شهر 11 من العام الجاري إلى شهر شباط القادم إفساحاً في المجال للاتحادات المحلية لتجهيز الأمور اللوجستية، لكن اتحادنا “السابق” رفض كل هذه الهدايا!.
ملاحظات هامة
ومادمنا تحدثنا عن بطولة غرب آسيا للناشئات التي توّج بلقبها منتخبنا، فلابد من الإشارة لعدة نقاط (سلبية) بالبطولة لم تكن على قدر المنتخبات المشاركة بها، فمدرب منتخب العراق باعترافه أكد أن منتخب بلاده ضم في صفوفه فقط لاعبتين من عمر ١٦ سنة، حيث لم يسمح أهالي باقي اللاعبات من السن ذاتها بالحضور لسورية والمشاركة بالبطولة، فاضطررنا، (حسب قول المدرب)، للاستعانة بلاعبات من سن تحت ١٢ و١٠ سنوات، وهذه من أسباب خسارة المنتخب، وللتذكير فقد فاز منتخبنا بفارق كبير على منتخب صغير السن!!. أما منتخب لبنان فهو الآخر لا يمثّل المنتخب الرئيسي لبلاده، بل شارك بدلاً من المنتخب نادي هوبس (الأمل)، أي أن المشاركة ليست نظامية أيضاً، ولولا (لطف الله) لخسر منتخبنا على أرضنا أمام نادي الأمل بدلاً من المنتخب.
أخيراً نتمنى من المعنيين برياضتنا الإسراع بصيانة صالة الفيحاء حتى لا يحرم جمهورنا من متابعة منتخبنا الوطني على أرضه.
عماد درويش