العراق: خلافات بين القوى السياسية حول الكتلة الكبرى
مع انتهاء المهلة الدستورية لتكليف شخصية لتأليف الحكومة، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارها بشأن الكتلة النيابية الكبرى، ورأت أن الكتلة الكبرى تعني تلك التي تكوّنت بعد الانتخابات من قائمة واحدة أو من قائمتين وأكثر، في الوقت الذي طالب فيه رئيس الجمهورية برهم صالح البرلمان مجدّداً بتحديد الكتلة الكبرى، بينما برز في الآونة الأخيرة خيار الانتخابات المبكرة في العراق محوّلاً الأولويات من السجال حول الكتلة الكبرى إلى قانون الانتخابات والفترة التمهيدية لإجرائها.
وأشار عضو تحالف الفتح خضير الإمارة إلى أن تحالف البناء سجّل في الجلسة الأولى بعد الانتخابات أنه الكتلة الكبرى، مشدّداً على أن التحالف متماسك وموجود رسمياً وأنه كان ممثلاً في الجلسة البرلمانية الأولى، بينما أكّد عضو ائتلاف دولة القانون خالد الأسدي تمسّك الائتلاف بترشيح الوزير قصي السهيل لرئاسة الحكومة، داعياً رئيس الجمهورية إلى الإسراع في حسم تكليف مرشح الكتلة الكبرى عدداً.
واعتبر عضو مجلس النواب العراقي يوسف الكلابي أن المحكمة الاتحادية تطلب من رئيس الجمهورية ألاّ يرمي الكرة في ملعبها، مؤكداً أن هناك حاجة إلى صدور كتاب رسمي من مجلس النواب لرئيس الجمهورية بخصوص الكتلة الكبرى المسجّلة رسمياً.
تحالف البناء أعلن أنه الكتلة النيابية الكبرى، وقرّر الذهاب لرئيسي المحكمة والجمهورية بخصوص هذا الموضوع، وأشار إلى أنه قدّم مرشحه إلى رئيس الجمهورية، ودعاه إلى تقديم مرشح الكتلة الكبرى والالتزام بالمواقيت الدستورية.
من جهته، جدّد الرئيس العراقي مطالبة مجلس النواب، أمس، بتحديد الكتلة الأكبر ومرشحها لرئاسة الوزراء.
بالتوازي، تستمر التظاهرات في الكثير من المناطق العراقية، ولاسيّما الجنوبية منها، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان في البصرة.
يأتي ذلك بينما تشهد المحافظات الجنوبية، ومن بينها ذي قار تعطيلاً للدوام الرسمي بعد قطع المتظاهرين، وهم من طلاب الجامعات، 3 جسور رئيسية.
وفي محافظتي الديوانية وميسان قطع محتجون عدداً من الطرق، بينما خرجت تظاهرات رفضاً لترشح السهيل لرئاسة الحكومة، كما شهدت مؤسسات الدولة في الديوانية إضراباً عاماً للمطالبة باختيار رئيس للحكومة يحقق الشروط المطلوبة حسب المحتجين.
أمنياً، شهد العراق في الساعات الأخيرة تطوّرات ميدانية، حيث استشهد أربعة من عناصر الشرطة العراقية في هجوم شنّه إرهابيو تنظيم “داعش” على نقطة لهم بمحافظة صلاح الدين وسط العراق، وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان: إن عناصر من عصابات “داعش” الإرهابية هاجمت نقطة تابعة لشرطة حماية نفط بيجي في خط السحل، حيث تصدّى عناصر النقطة للهجوم وتمكّنوا من قتل إرهابي، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن استشهاد 4 من عناصر الشرطة، وأضاف البيان: إن قوة أمنية شرعت بتفتيش المنطقة وخلال العملية انفجرت عبوة ناسفة أدّت إلى إصابة ضابط.
من جهة ثانية، أعلن مصدر أمني في قيادة الحشد الشعبي العراقي عن تدمير ستة أنفاق سرية لتنظيم “داعش” الإرهابي وضبط أسلحة خلال حملة أمنية نفّذت في مناطق وادي حوران غرب محافظة الأنبار.