الشتاء من جديد
ها أنا الآن اكتب، إنها العادة السيئة من جديد، حاولت مرارا أن اشرح لكل من يراسلني، بأن لي طقسي الخاص في الكتابة، فأنا لا استطيع الكتابة وأنا سعيدة، فالسعادة ترف لا يليق بحرفي، ولا اكتب حين تمر ساعاتي بطيئة، أو يكون بحوزتي فائض من الوقت، لا أكتب وسط هذا التكرار والروتين القاتل.
أما زلت تقول عني بأنني مزحة العمر؟!
حتى اللحظة لم أفهم أي مزاح تقصد!
قلت لك مرارا بأن العشبة التي لا نحبها تنبت بجوارنا، وها هي تنبت بجوار قلبي، بهذه الطريقة الغريبة تمازحنا الحياة.
إنه الشتاء من جديد، لكنك وكما العادة لست معي، أعلم بأنك قريب جدا لكنك لست معي، أرسلت لك في الشتاء الماضي، بأنني بالتوقيت الشتوي سأحبك ساعة إضافية، حينها كنت في غاية السعادة (يالله ساعة إضافية) هاهي الرسالة وحدها مرمية أمام مرآتي ، تتفحص تجاعيدي الأولى.
ألم تكن أكبر طموحاتنا ساعة بترت عقاربها، ساعة مشلولة على مقعد متحرك؟!
مع مرور العديد من الشتاءات لم أتقن سوى حياكة الفراغ، أقلب الشوارع باحثة عن تفاصيل أضعتها معك، وأعود منهكة لأنام على نار هادئة.
إنه الشتاء مرة أخرى، الملل الذي يمشي على مهل، اسمع زياد الرحباني أقلده وهو يقول (قلتلو قدموها لأن صارت عم تعتم متأخرة.. قلي يعني وتعتم متأخرة شو جايينا نحنا إذا عتمت قبل يعني..!) أعلم بأنك لم تفضل سماعه يوما، زياد المتذمر طوال الوقت، لابأس منذ متى تشابهنا أصلا..!
ماذا سأكتب وكيف سأخبرك أنك تقترب وتبتعد، تبتعد وتقترب، حاضر تداوم في قلبي بورديات مختلفة.
أعلم كنت كل شيء ونقيضه، وكأنك الفضول وأنا كلام مؤجل.
المهم أنني اكتب كل ما أريد قوله لك، أنت بحاجة لأن تفهم ماذا كنت أقصد، والآن لابد من الكتابة عن الذبول والأشياء التالفة في روحي.
لينا أحمد نبيعة