برعاية الرئيس الأسد.. انطلاق فعاليات مؤتمر اتحاد المعلمين العرب الهلال: التمسّك بالعروبة هوية لمجتمعاتنا ومحور لوطنياتنا
دمشق- بسام عمار:
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد، وبمشاركة وفود من 13 دولة عربية، انطلقت فعاليات المؤتمر العام العشرين لاتحاد المعلمين العرب، أمس في دار الأوبرا، تحت شعار “بالصمود والمقاومة يتعزز دور المعلمين في حماية الهوية القومية لمواجهة التحديات حتى التحرير والانتصار”، حيث يناقش المشاركون خلال ثلاثة أيام واقع العملية التربوية والتعليمية في الوطن العربي، والسبل الكفيلة بتطويرها، ومعالجة الصعوبات التي تواجهها، إضافة إلى علاقات التعاون بين أعضاء الاتحاد، وانتخاب أمانة جديدة عامة للاتحاد.
ومثّل السيد الرئيس في افتتاح المؤتمر الرفيق الأمين العام المساعد للحزب المهندس هلال الهلال، الذي أعرب عن سعادته باستضافة سورية لأعمال المؤتمر، وفي دمشق أقدم عاصمة في التاريخ، والتي لا تزال وستبقى تنبض بالحياة والعزة والإباء، ونقل لأعضائه، ومن خلالهم إلى جماهير المعلمين العرب، أطيب تحيات الرفيق الأمين العام للحزب وتمنياته بنجاح عملهم القومي المهم، وأن يخرجوا بقرارات ونتائج تعزّز مسيرتهم وتقوي عزيمتهم في تربية الأجيال على مفاهيم العروبة والإنسانية، وفتح الآفاق أمامهم على دروب العلم والمعرفة، مبيناً أن القائد الأسد ينطلق من صدق الرهان على العلم والمعرفة والتربية، وعلى القيم الوطنية والأخلاق العربية، وعلى ثقة بالنصر معقودة على جباه أحرار شعبنا وأمتنا وبواسل جيشنا العربي السوري، فخر الوطن والأمة وأمل اليوم والغد.
وأوضح الرفيق الهلال أن شعار المؤتمر هو مضمون جامع وصائب، فالمضمون يؤكّد أن جماهير المعلمين وجميع فئات أمتنا العربية وجدت أن الطريق الوحيد والصحيح لحماية هويتنا القومية هو طريق الصمود والمقاومة في مواجهة التحديات حتى التحرير والانتصار، ومن هنا كانت دمشق ولا تزال وستبقى تحتضن المقاومة ثقافةً ونهجاً، لافتاً إلى أن انعقاد المؤتمر في قلب العروبة النابض رسالة نؤكد من خلالها جميعاً بأن القلب مازال نابضاً وسيبقى، بل إن نبضه العروبي اليوم أكبر من أي وقت مضى، مبيناً أن كل مراقب موضوعي في العالم لا بد وأن يعترف بأن سورية حمت العروبة في أصعب المعارك، وأنها بصمودها وتصديها لأعتى الحروب وأكثرها بشاعة في التاريخ المعاصر تدفع في عروق العروبة أملاً جديداً وتطلعاً نحو مستقبل واعد يعيد للعروبة وهجها وسطوعها.
وأوضح الرفيق الهلال أنه طوال العقود السابقة كانت صورة العلاقة بين أمتنا وبين أعدائها واضحة، وتمثّلت في تكامل حركة التحرر الوطني والاستقلال العربية ضد الاستعمار القديم (العثماني)، والجديد المستمر ممثلاً بالتحالف الصهيوأطلسي الرجعي العربي، حيث تتكالب نواجذ شر الاحتلال الصهيوني والأردوغاني والأمريكي على أرضنا، وحيث يكون الاحتلال الأردوغاني أكثر شراً وخبثاً وغدراً، واليوم تبدو الصورة أكثر وضوحاً وإيلاماً ودموية، وأول ركن فيها هو الهجمة الشرسة على سورية، والحشد غير المسبوق من مرتزقة وجيوش وأموال وسلاح وإعلام وحروب اقتصادية ونفسية، والركن الآخر ما يحدث في فلسطين وليبيا والعراق ولبنان واليمن من هجوم شرس، من قبل الأعداء، والسبب في ذلك أنهم شعروا بأن العروبة لم تمت، والمقاومة تتعزز باستمرار، وأن من الصعب القضاء على أمة شهد لها التاريخ، في جميع مراحله، وجوداً قوياً فاعلاً، منوّهاً بأن الأعداء استخدموا كل ما يملكون من أدوات العدوان، ووصلوا في حقدهم وتعسفهم إلى اغتيال المقاومين قبل أيام في العراق، وسرقة النفط السوري وغيره من الثروات، وتدمير الأملاك الخاصة والمرافق العامة والبنى التحتية، ووضع قوانين غير مسبوقة لمحاصرة الشعب العربي السوري، ولكن صمود الشعب العربي الفلسطيني البطل، وصمود سورية وتصديها لأكثر الحروب وحشية، ومقاومة الشعب اللبناني، وإرادة شعوب اليمن وليبيا والعراق، أفشل المؤامرة، منوّهاً بالوعي المتنامي بحقيقة الأمور لدى أبناء الأمة العربية، والذين حاول الأعداء تضليلهم عبر حملات إعلامية غير مسبوقة.
وأكد الرفيق الأمين العام المساعد أن أهم عناصر إفشال المخطط العدواني هو تمسّكنا بالعروبة، وإذا فرّطنا بها حققنا واحداً من أهم أهداف الأعداء، وأن أهم نقاط التركيز التي يجب أن نعمل على تعزيزها سوية هي أهمية العلاقة بين القومية والوطنية، لأن الوطنية الحقة تقوم بالعروبة، والعروبة توحّد شعب كل قطر على حدة، وتجعله أكثر تمسّكاً باستقلاله، كما أنها توحّد وعي أبناء الأمة في أقطارهم جميعها، في زمن لا يعرف إلا التكتلات الكبيرة والأمم القوية، لافتاً إلى أن التمسّك بالعروبة هو هوية لمجتمعاتنا ومحور لوطنياتنا يؤدي إلى حماية المجتمعات العربية من مخاطر التفرقة، لأن الهوية العروبية توحّدنا جميعاً، باتجاه تأكيد الوجود الثقافي والتاريخي الواحد، مشدّداً على أنه لا خوف على العروبة ما دامت سورية قررت الانتصار، ومادام المقاومون العرب يرفعون راية العروبة، وما دام الشرفاء في كل الأقطار متمسكين بها، رافضين التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي هو رأس حربة أعداء الأمة، لافتاً إلى أن الوعي العروبي حمى الوحدة الوطنية في سورية في أصعب الظروف وفي أطول الحروب وأكثرها وحشية، وأن الدور المحوري في التصدي الكبير وتعبيد طريق النصر القادم هو التلاحم بين قائد حكيم وشجاع، وشعب متمرس في الكفاح، وجيش أصبح أداؤه مدرسة مبدعة في حماية الوطن، وأنه لهذا التصدي الدور الأهم في نهضة محور المقاومة والاستقلال في مواجهة إرهاب يُعد من أكبر المخاطر على الإنسانية بكاملها.
وأوضح الرفيق الهلال أن الدول في حروبها تعلن حالة الطوارئ، وتسكت أي معارضة، وتنشئ المحاكم الخاصة، وتعلن النفير العام، وتقيّد حركة المواطنين، وتفرض قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والقيود على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الأمور لم نشهدها في بلادنا خلال الأعوام الماضية، بل إن سورية وضعت قوانين جديدة للأحزاب والإدارة المحلية والإعلام، واستمرت الاستحقاقات الدستورية في أوقاتها، من الانتخابات الرئاسية إلى البرلمانية والمجالس المحلية والنقابية والحزبية، وهنا تكمن عظمة الشعب العربي السوري، في جمعه للتصدي للعدوان من جهة وبين استمرار الحياة الطبيعية من جهة أخرى، لافتاً إلى أن المعارضة الوطنية تتمتع بحقوقها وحرياتها، وأثناء الحرب تشكّل اثنا عشر حزباً، إضافة إلى الأحزاب العشرة العريقة الممثّلة في الجبهة الوطنية التقدمية، والكثير من هذه الأحزاب هي معارضة وطنية، فلا رقابة على الأفكار، والعمل شرط ألا ترتبط بالخارج..
وختم الرفيق الهلال كلمته بتأكيده أن ثقتنا بالنصر ويقيننا بالتقدّم كبيران، وكل من جابه أبشع أنواع الحروب، لاشك في أنه قادر على مواجهة الصعاب وتذليلها، وإعادة الإعمار وتطويره، موجّهاً التحية إلى كل من وقف إلى جانب سورية من الأشقاء والحلفاء والأصدقاء، متمنياً للمؤتمر النجاح والتوفيق..
من جانبه أكد وزير التربية عماد العزب على دور المعلم وعمق تأثيره في تكوين الإنسان والمجتمع، وبالتالي يجب أن يكون موضع الرعاية والاهتمام، وتأمين أفضل الظروف له، مشيراً إلى أن الوزارة مستمرة في تدريب المعلم وإعادة تأهيله، وتطوير ثقافته سعياً لتحويل أسوار المدارس وجدرانها إلى وجود افتراضي، وكذلك دمج المدرسة في المجتمع، ودمج المجتمع في المدرسة، لافتاً إلى ضرورة مواكبة العصر على الصعيد التربوي، وصون كرامة المعلم، وتعزيز مكانته، والاهتمام بأوضاعه المادية، وتحسين سويته المعيشية، وصون كرامته. وأوضح نقيب المعلمين وحيد الزعل أن انعقاد المؤتمر يؤكد منهجية العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف النقابية والتربوية، ويؤكّد دور المعلم العربي في الحفاظ على الهوية العربية، والتمسك بالثوابت الوطنية، وغرس الفكر القومي، وتعميق الانتماء ضمن منظومة القيم والأخلاق وثقافة المقاومة، ومناهضة التطبيع بكل صوره.
إلى جانب سورية قلعة العروبة
وأكد الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب، هشام مكحل، أن انعقاد المؤتمر في سورية الصمود والنصر يعطيه قيمة مضافة، حيث إنها تحتل مكانة كبيرة في قلب ووجدان كل معلم عربي، وإن نقابة المعلمين كانت دائماً السند والداعم الأساسي للاتحاد، وهو أحد أهم المنظمات القومية العروبية، منوهاً بأن المعلمين ومن خلال مؤتمرهم يؤكدون وقوفهم إلى جانب سورية في وجه الحرب التي تواجهها، والتي تدافع من خلالها عن الأمة العربية بأكملها، وعلى أسوارها تحطمت كل المؤامرات العدوانية بفضل تضحيات جيشها البطل والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
رئيس اتحاد المعلمين العرب، نقيب معلمي مصر، خلف الزناتي، ذكر أن الاتحاد كان ومازال وسيبقى منظمة قومية جماهيرية رائدة في نشر العلم والمعرفة والفكر القومي، موحّداً للصف العربي، ساعياً إلى رفع مكانة المعلم العربي وبكل الإمكانيات المتاحة، مؤكداً أن الوطن العربي متكامل بخبراته وموارده.
افتتاح المركز الطبي
وعلى هامش المعرض، افتتح الرفيق ياسر الشوفي، رئيس مكتبي التنظيم والتربية والطلائع المركزيين، ورؤساء الوفود العربية المشاركة، المركز الطبي لبناة الأجيال لفرع نقابة المعلمين بدمشق، والذي يضم العديد من العيادات الطبية الاختصاصية.
وأكد الرفيق الشوفي أهمية افتتاح المركز والتجهيزات التي يضمها، وما سيقدّمه من خدمات سيكون لها الأثر الكبير في تحسين الواقع الصحي، وتخفيف الأعباء المعيشية على الزملاء المعلمين، منوّهاً بضرورة الاستفادة المثلى من العيادات بحيث تحقق الفائدة المرجوة، وتحسين الخدمات المقدّمة، وتقديم أفضل الخدمات للإخوة المواطنين، مشدّداً على ضرورة أن يكون للفروع مشاريعها الاستثمارية الخاصة بها لتحقيق عوائد مالية تخفف من الأعباء المالية عليها وعلى النقابة، وهذا ما يؤكّد عليه المكتب دائماً.
وبيّن رئيس فرع النقابة الرفيق عهد الكنج أن المركز يضم عيادات تخصصية بأحدث التجهيزات الطبية، ويضم كوادر طبية تملك خبرة عالية، ويقدّم خدماته للمعلمين بأسعار رمزية وللمواطنين كذلك، وسيحقق ريعية اقتصادية للفرع ستعود بالفائدة على الأعضاء، وخلال الفترة القادمة ستتم زيادة عدد العيادات بحيث تكون شاملة.
حضر افتتاح المؤتمر نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار، والرفيقان محسن بلال وياسر الشوفي عضوا القيادة المركزية، ووزير التعليم العالي، وأمناء فروع الحزب بدمشق وريفها والجامعة والقنيطرة، ومحافظا دمشق وريفها، وحشد كبير من المعلمين.
وكان المؤتمر التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب عقد بدمشق في شهر أيار من عام 2015 تحت عنوان “بالعلم والعمل والإيمان نبني مشروعنا القومي ونصنع الإنسان”.