الأول من نوعه في الشرق الأوسط.. معمل “لتدوير النفايات الصلبة” في السويداء
السويداء – رفعت الديك
وقّع محافظ السويداء عامر إبراهيم العشي، عقد إنشاء معمل لتدوير النفايات الصلبة في محافظة السويداء مع شركة “البانيت” للإعمار والتجارة المحدودة المسؤولية في موقع مكب كناكر، بحضور وزير الدولة لشؤون تطوير المنطقة الجنوبية المهندس رافع بو سعد الذي أكّد أن هذا المنجز يندرج ضمن خطة الحكومة لتعميم هذه المعامل على جميع محافظات القطر، حيث كان توجيه رئيس الحكومة ووزير الإدارة المحلية والبيئة، أن تكون البداية من محافظة السويداء.
وأشار إلى أن المعمل يتمتع بتقنية عالية “تلوّث بيئة صفر ونفايات صفر”، مبيّناً أن هذا المشروع هو الأول من نوعه فنياً في الشرق الأوسط حيث يتمتع بمعالجة كل النفايات العضوية والصلبة، بالإضافة إلى الأخشاب والزجاج والمعادن وبقايا أعمال الهدم وإنتاج مواد مفيدة منها، وقد تمّت دراسته بشكل مستفيض في وزارة الإدارة المحلية والبيئة.
محافظ السويداء أكّد أهمية المشروع الذي سيؤدي إلى التخلص من مشكلة النفايات على ساحة المحافظة والاستفادة من مخرجات المعمل كالأسمدة العضوية والمياه الصالحة لسقاية المزروعات وتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى فرص العمل التي سيؤمّنها أثناء البناء والتشغيل.
ونص العقد على أن تقوم الشركة ببناء المعمل الذي تصل كلفته إلى حوالي 20 مليار ليرة سورية وتخصيص نسبة 20% من الأرباح لمصلحة المحافظة على أن يتم تسليم المعمل للمحافظة بعد خمسة وعشرين عاماً من بداية الاستثمار، وستكون مدة تنفيذ المعمل ستة أشهر من تاريخ استلام الموقع.
والمعمل هو المشروع الثاني في المحافظة بعد مشروع إدارة النفايات الصلبة الذي بُدئ العمل به منذ سنوات عديدة إلا أن صعوبات كبيرة اعترضته حالت دون إنجازه في الوقت المحدد وفق مدير المشروع حسام حامد، وأبرزها إحجام المتعهدين عن التقدم للمناقصات المعلن عنها للعمل بالمشروع بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم استقرارها في السوق المحلية وعدم توفر مادة المازوت بشكل جيد.
وتشير الأرقام إلى أن كمية النفايات الصلبة المرمية يومياً ضمن مكبات محافظة السويداء تبلغ نحو 250 طناً، وعملية الحرق العشوائي في تلك المكبات هي السائدة وخاصة مكب النفايات التابع لمدينة السويداء، وهذه المشكلة القديمة الجديدة ما زالت تشكّل هاجساً مقلقاً بالنسبة للمواطنين
ويبقى المهم اليوم، بعيداً عن توقيع العقود وإبرام الاتفاقيات، إطلاق أحد هذه المشاريع فعلياً عله يساهم في إيجاد حل جذري لمشكلة المكبات العشوائية المنتشرة في كامل جغرافيا المحافظة.