دورها مهم الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بحماة.. تدعم الأسر الفقيرة والمتضررة
جهود كبيرة تبذلها الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بحماة لدعم الأسر الفقيرة في تأمين متطلباتها الضرورية من غذاء وكساء وعلاج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الحرب الظالمة، وأدت لازدياد أعداد كبيرة من الأسر التي فقدت معيلها ومورد رزقها الأساسي.
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية زياد عربو أشار إلى أن الجمعية مازالت مستمرة في عملها الذي بدأته منذ نحو ٦0 عاماً، والهادف إلى إغاثة ودعم الأسر الفقيرة أو المهجّرة والمتضررة حتى استطاعت الوصول إلى 18 ألف أسرة كان لها نصيب من خدمات الجمعية خلال العام الماضي، مبيّناً أن إجمالي قيمة المواد الغذائية والإغاثية والطبية والأدوات المنزلية التي تم صرفها على المستفيدين بلغت مليارين وثمانية ملايين و٧٧٢٦٠ ليرة سورية، موضحاً أنه تم خلال العام الماضي توزيع ٢٩٥ مليون ليرة سورية كرواتب شهرية دائمة ومساعدات متنوعة للأسر المسجلة في الجمعية البالغة ٥٤٣٧ أسرة فقدت معيلها، وتتضمن الأرامل والمطلقات، مضيفاً أنه تم أيضاً تقديم سلات غذائية شهرية لنحو ٤٨٠٠ امرأة حامل ومرضعة ضمن مشروع دعم النساء الحوامل، كما تم تقديم دعم مادي لحوالي ٥٠٠ طالب من المتسربين من المدارس الذين عادوا لمقاعد الدراسة.
18 ألف سلة
وبيّن عربو أنه تم خلال العام الماضي توزيع ١٨ ألف سلة غذائية شهرياً للأسر الفقيرة المسجلة في الجمعية من المطلقات والأرامل في مركز المدينة، أو الأسر الفقيرة في ريف المحافظة، ومنها 670 أسرة معيلها من العسكريين، والتي تم تسجيلها من قبل اللجان الفرعية المشكّلة من السيد محافظ حماة، ونوّه إلى أنه تم توزيع أحذية وألبسة صيفية وشتوية ذات جودة عالية لكافة أفراد العائلة المسجلة في الجمعية، بما فيهم طلاب الجامعات والمدارس، إضافة إلى توزيع أدوات ومستلزمات طبية مثل ضغط جهاز الكتروني، وكراسي عجزة، وجهاز غسيل كلية، وأجهزة لتحليل السكر، وسماعات طبية.
لتغطية النفقات
وأكد عربو أن المشروع الطبي في الجمعية يقدم خدماته لآلاف الأسر المتضررة والفقيرة والمهجّرة في حماة، ويتضمن الاختصاصات الطبية كافة، مع إجراء المعاينات والتشخيص الطبي والأدوية مجاناً، مشيراً إلى أنه تم خلال عام ٢٠١٩ إجراء عمليات جراحية لأكثر من ألفي مريض، وإجراء ٩١٣٠٠ معاينة طبية، و٢٩٥٦٠ تحليلاً مخبرياً منوعاً، كما تم صرف أدوية للمرضى بقيمة ١٧٧ مليوناً و٩٩٠ ألف ليرة سورية.
وعن مصادر الدعم المالي أشار عربو إلى أن الجمعية تتلقى موارد مالية من ذوي الأيادي البيضاء، وتبرعات أهل الخير والإحسان فيما يخص أهل محافظة حماة، في حين يتم تقديم الدعم المالي لتغطية النفقات الطبية للأسرة المهجّرة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيراً إلى أنه تم وضع عدة شروط للانتساب إلى الجمعية، والاستفادة من خدماتها، فالمرأة المطلقة تحتاج إلى قرار طلاق من المحكمة، وبيان عائلي من أجل التأكد من أن الطلاق نظامي، وبالنسبة للمريض فهو يحتاج إلى وثائق طبية تثبت مرضه، سواء من قبل طبيبه أو من دكتور موثوق من قبل الجمعية، بالإضافة إلى بيان عائلي وعقاري للتأكد من عدم وجود أكثر من عقار باسمه، وكذلك يتم الكشف عن احتمال وجود سيارة باسمه.
كل الميزات
ولفت رئيس مجلس الإدارة إلى أن المساعدة للمستفيدين تكون على ثلاثة أشكال، حيث تنال الفئة الأولى كافة الميزات من راتب شهري، وسلات غذائية، وطبابة، والفئة الثانية يتم منحها كل شيء ماعدا الراتب الشهري لوجود دخل لديها، ولكنه قليل، أما الفئة الثالثة فتستفيد من الطبابة فقط، وذلك لوجود مرض دائم أو مؤقت بحاجة لفترة علاج، مبيّناً أن المرأة التي تراجع الجمعية للحصول على خدمات دائمة يتم تسجيل المعلومات المتعلقة بها في إضبارة، ومن ثم تكليف لجنة من الجمعية للتأكد من المعلومات من خلال الاتصال بأشخاص موثوقين، والكشف على الأملاك المسجلة باسمها من عقارات أو سيارات، مع زيارة مكان إقامة المرأة، منوّهاً إلى أنه توجد ثلاث لجان تقوم بدراسة ٤٥ إضبارة يومياً، بمعدل ١٥ إضبارة لكل لجنة، بحيث لا تستغرق دراسة أية إضبارة وأخذ قرار فيها أكثر من عشرة أيام.
دراسة الحالات
من جهته كشف بشار خليل، مسؤول الأرشيف والدراسات، للأرامل والمطلقات عن وجود اعتقاد خاطىء لدى بعض النساء من أن جميع المطلقات والأرامل يحق لهن التسجيل في الجمعية، والاستفادة من خدماتها، وهذا الأمر غير ممكن، فالمرأة المقتدرة مادياً ولديها أملاك ومصادر رزق دائمة لا يحق لها التسجيل، كما أنه في حال حدوث تغييرات جديدة في وضع المستفيدات يتم فصلهن مثل عودة الزوج المفقود، أو زواج المرأة المطلقة، أو حصولها على ميراث، أو تملكها لعقارات، أو شفاء زوجها من المرض وقدرته على العمل، لأنه يتم تقييم وضع المستفيدات حسب حالة كل شخص، فهناك دراسات لبعض الحالات تتم كل سنة مثل المصاب بمرض عضال، وأخرى كل ستة أشهر كحالة المطلقة صغيرة السن، وبعضها كل ثلاثة أشهر كحالة المصاب بمرض قابل للشفاء، لافتاً إلى أنه لا يتم فصل أية امرأة إلا بناء على دراسات مطولة، وبعد التأكد من عدم أحقيتها بالاستمرار في الجمعية نتيجة حدوث تغييرات جديدة أدت لتحسين وضعها المادي، أو وجود معيل دائم لها، مضيفاً أنه تتم أرشفة أضابير المستفيدين من الجمعية ورقياً وحاسوبياً، ويتم تدوين المعلومات بشكل دائم، وكتابة أية تغييرات على المعلومات، وتبقى الأضابير محفوظة لسنوات طويلة للرجوع إليها عند الحاجة.
يذكر أن الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بحماة تأسست عام 1954، وأشهرت عام 1960 باسم النهضة الإسلامية، وعام 2002 أعيد إشهارها تحت اسم الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية.
منير الأحمد