تحقيقاتصحيفة البعث

لدرء الاختناقات والأضرار.. إزالة التعديات الحاصلة على المسيلات المائية

 

أظهرت حالات الاختناق الشديدة في تصريف الجريانات المائية المتدفقة جراء العواصف المطرية التي شهدتها المحافظة تأثير التعدي على السواقي والمجاري والمسيلات المائية في تفاقم الأضرار الناجمة عن الأحوال الجوية، حيث أدت هذه التعديات الحاصلة على حرم المسيلات والمجاري المائية إلى حصول اختناقات حادة في تصريف الموجات الفيضانية، ما تسبب بحدوث فيضانات في عدد من المواقع في مناطق مختلفة من محافظة اللاذقية خلال الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال الموسم الحالي، وكانت هذه التعديات أحد أهم أسباب تشكّل وحدوث الفيضانات التي ألحقت أضراراً مباشرة في الممتلكات العامة والخاصة، والأراضي الزراعية، وفي إعاقة حركة العبور والمرور في محاور طرقية عديدة، كما حصلت اختناقات وفيضانات نتيجة امتلاء السواقي، وعدم قدرتها على تصريف الوارد المائي الكبير، وكان للتعديات من قبل بعض المواطنين على العبّارات وقنوات التصريف ومجاري الأنهار دور أساسي في حدوث حالات اختناقات وفيضانات في بعض المناطق.
ولأجل رفع سقف التدابير والإجراءات الاحترازية لدرء تكرار هذه الاختناقات وآثارها وأضرارها، فقد استحوذت سبل وآليات معالجة الاختناقات الناجمة عن الهطولات المطرية الغزيرة بالأولوية في خطة متابعة لمحافظة اللاذقية، واتخاذ الإجراءات والتدابير لمعالجة الاختناقات في تصريف المياه أثناء الهطولات المطرية الغزيرة، والعمل بشكل جماعي بالتنسيق بين جميع الجهات المعنية لضمان عدم تكرار حدوث حالات فيضانية، وتقييم واقع عمل كل الجهات المعنية من تعزيل مسيلات مياه، واقامة عبّارات، ودراسة كيفية منع الاختناقات المطرية.
وإزاء كل ما يتم اتخاذه من إجراءات فنية، وتدابير احترازية من المؤسسات الخدمية لمعالجة الاختناقات وتصريفها، فإنه لا يمكن إغفال التأثير المباشر للتعديات والإشغالات على انسيابية تصريف الجريانات، وعلى سرعة التدخل والوصول إلى المواقع المتضررة التي تكون عرضة للضرر، ما يعكس أهمية إزالة التعديات ومعالجتها ضمن حزمة التدابير الوقائية التي تفوق في أهميتها التدابير الإسعافية الضرورية المطلوبة عند حصول الاختناقات الحادة.
وفي سياق هذا الحراك المؤسساتي على مستوى المحافظة لمعالجة هذه التعديات، وإنجاز أعمال التعزيل والتأهيل، فإن الهواجس الكثيرة المبررة التي باتت أمراً واقعاً مع كل عاصفة مطرية تتعرّض لها اللاذقية، إنما مردها إلى تبعاتها المحتملة وآثارها التي يمكن أن تطال مختلف الجوانب بما فيها المرافق والمزروعات والممتلكات، وهذا كله ينبغي أن يكون موضع تعاون في المعالجة بين الجميع من مؤسسات وأفراد تحقيقاً وتعزيزاً للسلامة العامة، وضرورة المبادرة الذاتية التلقائية إلى إزالة أي تعد أياً يكن لأنه سيحوّل النعمة إلى نقمة، في وقت يمكن تداركه والنأي عنه والوقاية قدر الإمكان من منعكساته.

مروان حويجة