الصفحة الاولىصحيفة البعث

تواصل الاحتجاجات رفضاً لـ “صفقة ترامب”: فلسطين ليست للبيع

 

 

تتواصل موجات الغضب الرافضة لما تسمى “صفقة القرن”، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، والرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والنيل من حقوق الشعب الفلسطيني، حيث شارك آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر في مظاهرات احتجاجية.
ورفع المشاركون في مظاهرات مدينة سلفيت العلم الفلسطيني ولافتات تندّد بالصفقة المشؤومة والانحياز الأمريكي المطلق للاحتلال، داعين المجتمع الدولي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكّد حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد محافظ سلفيت عبد الله كميل أن كل محاولات الاحتلال اليائسة لإلغاء حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرّف مصيرها الفشل، داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام ومواصلة المقاومة حتى إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي قطاع غزة المحاصر، شارك آلاف الفلسطينيين في مظاهرات شعبية غاضبة رفضاً للصفقة، ورفعوا العلم الفلسطيني واللافتات الرافضة للصفقة، مشدّدين على ضرورة التمسّك بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة، ومؤكدين أن فلسطين ليست للبيع أو المساومة.
كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام صوب المشاركين في مظاهرة مندّدة بـ”صفقة القرن”، انطلقت من جامعة الخليل باتجاه المدخل الشمالي للمدينة في الضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة صحفي بجروح وعشرات الطلبة بحالات اختناق.
إلى ذلك، أصيب عدد من المتظاهرين بجروح وحروق نتيجة إلقاء قنابل مسيلة للدموع عليهم من قبل قوى الأمن اللبنانية خلال تجمعهم في محيط السفارة الأمريكية ببيروت رفضاً للصفقة، حيث أطلقت قوى الأمن القنابل المسيلة للدموع بهدف إبعاد المحتجين عن محيط السفارة بعد أن تمكن بعضهم من تجاوز الأسلاك الشائكة التي وضعت على الطريق الرئيسية على بعد مئات الأمتار من السفارة ووصلوا إلى الباب الحديدي وألقوا عليه الحجارة.
وشهد محيط السفارة الأمريكية في بيروت مظاهرة شارك فيها عدد كبير من المحتجين تحت شعار “تسقط صفقة العار” رفضاً للصفقة، ورفع المتظاهرون الإعلام اللبنانية والفلسطينية وأطلقوا الهتافات المندّدة بالإدارة الأمريكية، مؤكدين أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وأن الصفقة ستسقط أمام إرادة الشعب الفلسطيني كما سقط من قبلها وعد بلفور وغيره من المؤامرات.
كما نظّم أبناء الجالية العربية الفلسطينية في مدريد وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الإسبانية مدريد، بالتنسيق مع عدة مؤسسات وممثلين عن أحزاب إسبانية وذلك رفضاً لمؤامرة “صفقة القرن” الأمريكية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
وندّد المشاركون بالدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية والجولان السوري واستهتار حكومات الاحتلال بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إعلان الإدارة الأمريكية “صفقة القرن” يشجع سلطات الاحتلال ومستوطنيه على التمادي بجرائمهم بحق الفلسطينيين، وأوضحت الخارجية أن الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الفلسطيني في مواجهة الصفقة على الصعيد الدولي يهدف إلى توفير الحماية للفلسطينيين من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين الإرهابية في ظل الانحياز الأمريكي المطلق للاحتلال.
وأدانت الخارجية قمع قوات الاحتلال للمسيرات التي انطلقت في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر تنديداً بـ”صفقة القرن” ورفضاً لها ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.
عربياً، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن ما تسمى “صفقة القرن” ولدت ميتة وهي باطلة لا قابلية لها للتطبيق، وأضاف: “إنّ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة المقاومة لن تمرر هذه الصفقة ولن تسمح للعدو الإسرائيلي الذي يحتل الأرض بأن يمرر مخططاته ومؤامراته”، لافتاً إلى أنه لا مكان لكيان الاحتلال في المنطقة وبين شعوبها.
بدوره، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن أول رد حاسم على “صفقة القرن” هو الإجماع الفلسطيني في موقف واحد لرفضها، مبيناً أن هذا الإجماع هو الحصن الأول للحق الفلسطيني أمامها، معتبراً أن لبنان هو أول المتضررين من الصفقة، لأنها تعني اعترافاً أمريكياً باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
من جانبه، دعا رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى الفوعاني إلى موقف عربي حازم تجاه مؤامرة “صفقة القرن” وخصوصاً أن أمتنا لن تسمح بتصفية فلسطين وستبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية وعاصمة الأحرار في العالم، كما أن حق العودة لا مساومة عليه.
وشدّد مسؤول العلاقات الخارجية والدولية في حزب الله عمار الموسوي على أن “صفقة القرن” مؤامرة كبرى وجريمة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطق، وأوضح أن هذه الصفقة أعد لها لسنوات طويلة ومتفق عليها من كل الأحزاب والقوى وصناع الموقف والقرار والاستراتيجيات في الولايات المتحدة، كما أن بعض الأنظمة العربية مؤيدة وداعمة وجزء أساسي من هذه المؤامرة التي لا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية فحسب بل تهدف إلى إسقاط كل المنطقة.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اعتبر أن الصفقة الأمريكية الإسرائيلية ليست إلا محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وقال البطريرك الراعي خلال قداس أقيم بكنيسة السيدة في بكركي: “إنّ مقاصد الأمم المتحدة هي حفظ السلم والأمن الدولي، وإنماء العلاقات الودّية بين الأمم على أساس احترام مبدأ التسوية في الحقوق بين الشعوب وما نختبره في الشرق الأوسط هو نقيض ذلك على غرار ما يسمى بـ”صفقة القرن” التي أعلنها ترامب فكانت بالحقيقة صفعة للقضية الفلسطينية، بل ولقرارات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتخذة تباعاً منذ سنة 1948″، ودعا الأسرة الدولية إلى التمسك بقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن حل القضية الفلسطينية منعاً لمزيد من النزاعات والدمار وسفك الدماء.
من جانبه، أكد النائب اللبناني شامل روكز أن لبنان يرفض الصفقة لأنها تمثل طريقاً نحو التهويد والعنصرية في فلسطين، وأضاف: “إنّه لم يبقَ أمام الشعب الفلسطيني حل غير المقاومة والانتفاضة للدفاع عن وطنهم”، مبيّناً أننا نريد إجراءات عملية تجاه صفقة القرن وليس مجرد مواقف خجولة أمام خطورتها.
بدوره، جدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب استنكاره للصفقة، معتبراً أنها وصمة عار على جبين من أعلنوها، ومؤكداً أن فلسطين أرض مقدسة وهي أغلى وأكبر من كل الصفقات والتخلي عنها خيانة للأمة وتاريخها وقيمها الدينية والوطنية.
من جهتها، أكدت الكتل النيابية في مجلس النواب الأردني رفضها لما تسمى “صفقة القرن”، واعتبرت هذه الكتل خلال جلسة عقدت، أمس، خصصها المجلس لمناقشة الصفقة أن هذه الصفقة باطلة ولا يمكن القبول بها، مشدّدةً على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة المخططات الصهيونية التي تسعى لتهديد السلام في المنطقة، وجدّدت رفضها لأي تسوية أو مخططات على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
إقليمياً، جدّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني موقف بلاده الرافض للصفقة المشؤومة، قائلاً: “إنّ إيران وقفت في وجه صفقة القرن منذ البداية بينما البعض طأطأ رأسه وانحنى أمامها”، موضحاً أن بعض الأنظمة في المنطقة وافقت على الصفقة وتكفّلت بدفع القسم الأكبر من الالتزامات المالية الناجمة عنها وهذا يشكل فضيحة لهذه الأنظمة، وشدّد على أن هذه الصفقة هي الأسوأ بين المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية.
دولياً، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الصفقة لا تتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وقال بيسكوف: “توجد سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي ويمكن بوضوح ملاحظة عدم توافق صفقة القرن معها”، مشيراً إلى أن رفض الفلسطينيين للصفقة يجعلها غير قابلة للحياة.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات بيت أمر وبيت عوا في الخليل وعزون وكفر ثلث في قلقيلية وسلوان والبلدة القديمة بالقدس المحتلة واعتقلت عشرة فلسطينيين.