كواكبُ تمضي
نواف علي عثمان
من أب إلى ابنه الشهيد
تباروا لنصرِ الحقِ والحقُ رائدُ
فما منهمُ إلا شهيدٌ وشاهدُ
كما لاحَ في موجٍ شراعٌ إلى هدى
تلوح على تلك القبورِ الشواهدُ
لقد تعبوا من حمأة الطين بيننا
فمُدّت لهم تحت الترابِ وسائدُ
يغُطون في نومٍ عميقٍ وما لنا
صحائفُ من أخبارهم وجرائدُ
وما الموت كالماء الفرات وإنما
أجاجٌ به غصّت رؤىً وعقائدُ
فيا يوم مشهدك العظيم وهوله
ويا يوم إنبائي بمن أنا فاقدُ
تجلجلتِ الدنيا وغابتْ شموسُها
وأظلمتِ العليا وغارت فراقدُ
فيا نائحاتِ الحيّ ابكوا وزغردوا
على باذل المُلكين والله شاهدُ
دماهُ وبالروحِ الكريمُ افتداكمُ
وثوباً إلى المجدين والبعضُ قاعدُ
ويا صادحاتِ الأيك نوحي وغرّدي
على منجز العهدين مع من تعاهدوا
عليٌّ فتى نوّافُ أنشودة السما
ورهطٌ له شمّ الأنوف أماردُ
توضّأتَ بالنار السلام وبردها
فسقياكَ تسنيمٌ كريمٌ وباردُ
فمن كان يدري في الشعيرات أنكم
قرابين عزٍّ قُدّمت وقصائدُ
وما أُشبعتْ روحي بقدس حضوركم
وأسرعْتَ ترحالاً وطالَ التباعدُ
هطولاً لكم دمعي وحُزني ولوعتي
وصبري لهُ الله القويّ المساعدُ
ثلاثةُ أقمارٍ ثكِلن على الفتى
ورابعهم أمّ لهنّ ووالدُ
مراحٌ وأفراحٌ وسارةُ سورةٍ
لِيُمنتاكِ يمنى الخير كلّ روافدُ
محمَّدُنا حمدٌ ونسرٌ مُحلِّقٌ
وزندٌ متينٌ في الصعاب وساعدُ
مُكوثاً هنا للشامتين بذلّهم
ويا معشر الحسادِ ما فازَ حاسدُ
عيونكمُ عند اللقاء حدائدٌ
أكفّكمُ عند السلامِ مباردُ
مساندكم خزيٌ وعارٌ وخسّةٌ
وللعز والأمجاد نحنُ المساندُ
كواكبُ تمضي حين تشتدُّ أزمةٌ
عليٌّ ومعروفٌ وزيدٌ وخالدُ
مُبطرسُهم بشّارُ عيسى لأنهم
غطاريفُ أنسابٍ وصيدٌ أماجِدُ
رفعتم لواءَ الحقِّ والله عاقدٌ
وسرتم كما سارَ الكميُّ المجالدُ
فخفّت لكم حورُ الجنانِ وهلّلتْ
كنائسُ في أقصى الدُّنى ومساجدُ
عليكم سلامُ اللهِ ما أشرقَ الضحى
وما الزُّهرةُ اختالت ولاحتْ عُطاردُ
عليكم سلامُ اللهِ ما أنجمٌ
زَهَتْ وطوبى جوارُ اللهِ نِعمَ المقاعدُ