“النشاط الإنتاجي”؟!
تفرض حالة التداعي الاقتصادي والمعيشي “إن صح التعبير” خطوات أكثر جرأة في نطاق العلاقة مع المواطن، فالإيجابية وضخ الشحنات التفاؤلية بين الناس تفرض تعاملاً جدّياً مع المستجدات وإشراك المواطن بطريقة صحيحة في تحمل المسؤوليات، وهناك ما يشكّل قاعدة أساسية ومتينة لتفعيل العلاقة مع المواطن وزجّ الطاقات كافة في مسارات إيجاد الحلول، وتمثل بذلك الاتفاق بين كل مكونات المجتمع السوري بشرائحه وفئاته المختلفة على أن الواقع الاقتصادي يحتاج في هذه الأيام إلى إعادة قراءة تفاصيله الحياتية بشكل أعمق وبأسلوب أكثر تفاعلية وقدرة على التجاوب السريع مع المتغيرات المعيشية، وخاصة مع تتالي الأزمات التي كرستها الحرب وظروف الحصار الاقتصادي الذي تشتد تداعياته مع الإمعان في ملاحقة لقمة عيش الموطن ومحاصرة سبل عيشه واحتياجاته من الدول التي تحاول يشتى السبل التأثير في المواقف الوطنية والقومية حيال العديد من القضايا والملفات.
ومع اشتداد قوة الحصار لابد من تكرار التنبيه ودعوة الجميع إلى عدم انتظار الحلول الحكومية والاتكال الكلي على إمكانياتها، نظراً لما يجسده ذلك من استنفاد حقيقي للفرص واستنزاف سريع للإمكانات التي تفرض بواقعها الحالي ضرورة اتباع استراتيجية استثمارية تستفيد وتجنّد كل ما هو متاح في معركة الصمود ومواجهة التحدّيات التي تحتاج إلى تكثيف الجهود للتعامل مع الحياة بمسؤولية وبأسلوب اقتصادي جديد عير خاضع لمستجدات الظروف الصعبة؟!.
ولا يمكن إغفال أو تجاهل تلك المخارج الملحة المتمثلة بالإجراءات الاحترازية التي تدور في فلك الاقتصاد المنزلي بكل أدواته وطرقه ابتداءً من العمل على تحويل المنازل إلى منشآت إنتاجية صغيرة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مراحله الأولى سواء الزراعي منها أم الصناعي الخدمي، وذلك ضمن منظومة معيشية تعتمد على الإنتاج بكل قطاعاته، وهذا يشكل الهدف الرئيسي لاستراتيجية المشاريع الصغيرة التي يُقدّم لها اليوم دعم لا يستهان به وخاصة لجهة الإقراض وتقديم كل التسهيلات.
إن حساسية الظروف ودقة المرحلة تتطلب تكاتف الجهود وإعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل جماعي مدروس لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يتشارك في مسؤولياتها وتحدّياتها المجتمع السوري دون استثناء، والأمل موجود وهو الحالة الأسلم والأجدى للوصول إلى ضفة الأمان وتدعيم كل جبهات الصمود الاقتصادي المعيشي والحياتي تحت مظلة الوطن للجميع.
بشير فرزان