طرائق تدريس تفاعلية لجذب انتباه الطالب وشدّه للتعليم المهني إتقـــان إدارة العمليـــات بكفــاءة ورفــع مهارات الثانويــة الزراعيــة
دمشق – حياه عيسى
يعدّ التعليم الزراعي أحد أنواع التعليم المهني الهادف إلى إكساب الطالب قدراً من الثقافة والمعلومات الفنية والمهارات العملية من خلال التدريبات التطبيقية التي تمكّنه من إتقان إدارة العمليات الزراعية بكفاءة وفاعلية على الموارد الطبيعية والبيئة لإعداد قوى بشرية قادرة على العمل في القطاع الزراعي ولتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية وتحقيق أهدافها، بالتزامن مع ربط الطلاب بسوق العمل لأي مشروع زراعي وتنفيذ مشروع خاص به والقدرة على إدارته.
مهارات عملية
مديرة الثانوية الزراعية المهندسة وفاء ظواهر بيّنت في تصريح خاص لـ”البعث”، أن الدراسة المهنية تساهم في إكساب الطالب مهارات عملية في زراعة أنواع متعددة من بذور المحاصيل والخضروات ونباتات الزينة، إضافة إلى إجراء عمليات الخدمة من تطعيم ومكافحة وزراعة أنواع من النباتات الطبيعية والشتول في البيوت المحمية والصناعات الغذائية من المربيات والمخلل والزيتون والشراب وتربية النحل والدواجن والأسماك، وذلك ضمن الإمكانيات المتوفرة في الثانوية، بالتزامن مع إكساب الطالب الخبرة في إدارة الحاسوب ومتابعة رفع مستواه في المواد الثقافية والعلمية كاللغة العربية والانكليزية والكيمياء والرياضيات والعلوم، وتنفيذ الخطط الموجّهة للثانوية من مديرية التعليم والتأهيل الزراعي.
الخطط المستقبلية
وتابعت ظواهر: إن من أهم خطط الثانوية المستقبلية العمل على تحسين إدارة عملها من خلال توفير المستلزمات اللازمة لإنجاح العملية التعليمية ضمن الإمكانيات المتوفرة، ورفع مهارات المهندسين المدرسين في الثانوية لجهة استخدام طرائق تدريس تفاعلية تعمل على جذب انتباه الطالب وشدّه للتعليم المهني، ولاسيما بوجود العديد من المعوقات التي تقف عائقاً أمام تنفيذ العملية التعليمية تمثلت بفقدان المبنى الرئيسي للثانوية الزراعية بدمشق الذي كان معدّاً بأحدث التقنيات اللازمة لرفع مستوى التعليم الزراعي الثانوي، حيث كان يضم المخابر المتطورة وحقلاً زراعياً ما يجعل العملية التعليمية ناجحة بشكل مميز، إضافة إلى نظرة المجتمع السوداوية التي تنعكس سلباً على الطالب المهني الزراعي، ما يؤدّي إلى إحباطه من بداية دخوله الثانوية، ويضيف على كاهل المدرسة عبء تشجيعه وإظهار قيمة ما يتعلمه وفوائد عمله في المستقبل بالتزامن مع الضعف في ربط مخرجات الثانوية الزراعية بسوق العمل الزراعي وعدم تعاون الشركات الزراعية الموجودة في البلد في توفير فرص تدريب وعمل للطلاب الخريجين، بالإضافة إلى غياب المرشد النفسي في المدرسة الذي يعتبر من أهم الكوادر الإدارية التي تساهم برفع معنويات الطالب وتحفيزه على إتمام دراسته.
الأهداف التربوية
وأضافت ظواهر: إن للأهداف التربوية دوراً كبيراً في مرحلة التعليم الثانوي المهني من خلال ترسيخ أهمية الوحدة الوطنية وفهم حق المواطنة وواجباتها والالتزام بالأنظمة والقوانين وتحمّل المسؤولية في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وترسيخ ثقافة المقاومة في مواجهة التحديات وتعزيز القيم الروحية، إضافة إلى اكتساب الحقائق والمبادئ والمفاهيم والعلاقات والبنى العلمية الأساسية الوظيفية والتخصصية، وتنمية مفاهيم التواصل مع النظم والتشكيلات المعرفية، وتعرف مفهوم الحضارة وتفاعل الحضارات وأهمية الحوار والتواصل العالمي والانفتاح على المجتمعات، وفهم أبرز المتغيّرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وأهم الأحداث والمفاصل التاريخية والقضايا المعاصرة، بالتزامن مع تعميق الوعي بحقوق الإنسان والطفل والمرأة وتعزيز المبادرة الذاتية لإنشاء المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، وتقدير جهود الدولة والمنظمات والجمعيات الأهلية، وتنمية الروح العلمية ومهارات التفكير العلمي والمنطقي الناقد والابتكاري وحل المشكلات واتخاذ القرارات المسؤولة، إضافة إلى تنمية القدرات العقلية ومهارات التعليم والتعلم الذاتي والتحليل والتركيب وممارسة الحرية الفكرية الهادفة واعتياد البحث والتقصي، ومتابعة توجيه الطلبة إلى اختيار الدراسة الملائمة بما يناسب حاجات الوطن، وإعداد وتخريج كادر فني مزوّد بالمعرفة العلمية والمهارات العلمية في المجالات الزراعية واللازمة لدخول سوق العمل الزراعي والالتحاق بالمعاهد التقنية والكليات التطبيقية.
الأهداف المهنية
وتطرقت مديرة الثانوية أيضاً إلى أهمية الأهداف المهنية في مرحلة التعليم الثانوي المهني التي تتمثل بإعداد الأيدي المهنية الماهرة في شتى المجالات وتأهيلها لتكون على مستوى العامل الماهر للإسهام في خطط التنمية وسدّ حاجات المجتمع، وربط خطط التعليم المهني بخطط التنمية الاقتصادية لمواجهة الحاجات المتجددة للاقتصاد القومي، إضافة إلى العمل على تأهيل الطلبة وفق قدراتهم وميولهم وتبعاً لحاجات القطاعات والمؤسسات الاقتصادية المختلفة في ضوء المبادئ العلمية للتوجيه المهني، وتدعيم التكامل بين الدراسة النظرية والعملية التطبيقية وإكساب الطلبة طريقة التفكير العلمي والتعلم الذاتي لمساعدتهم على تنمية قدراتهم والاستمرار في التجديد والابتكار ومتابعة إغناء خبراتهم باستمرار للوصول إلى مستويات مهنية تفي بحاجات العمل في ميادين الصناعة والزراعة والخدمات، مع تأكيد أهمية توجيه مناهج التعليم الثانوي المهني لتلبي حاجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإكساب الطلبة المهارات والخبرات النظرية والعملية بما يسهّل أداء العمليات المهنية وفق الأصول الصحيحة وتدريبهم على اقتصاديات العمل بما يحقق الإنتاج بأقل كلفة ممكنة، وتهيئة الطلبة للاندماج في سوق العمل والإسهام فيه، وفي هذا الإطار تسعى وزارة الزراعة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدراج الاختصاصات والمهارات التي تخدم سوق العمل في المناهج التي تسعى حالياً إلى تطويرها تمهيداً لتخريج مهن خبيرة وماهرة.
تدريب نظري وعملي
يشار إلى أن الثانوية الزراعية نفذت مشروعاً زراعياً يهدف إلى تدريب الطلاب على مقاعد الدراسة، وذلك بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة “فاو”، حيث تم تقديم نفق بلاستيكي ومستلزمات العمليات الزراعية يهدف إلى تدريب الطلاب على إنتاج شتول الخضار، علماً أنه تم إخضاع حوالي /٢٠/ طالباً من خريجي الثانوية الزراعية بدمشق إلى تدريب نوعي متخصص في تربية النحل وإدارة المشاريع الصغيرة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “undp”، حيث تم من خلاله تنفيذ تدريب نظري وعملي وقدّمت لهم حقيبة تدريبية مهنية مؤلفة من خليتي نحل مع خمسة إطارات نشطة وبدلة نحال ومستلزمات عمل وحقيبة غذائية لموسم كامل، وذلك ضمن إطار مشروع دعم سبل العيش للفنيين المزارعين المنفذين في وزارة الزراعة – مديرية التعليم والتأهيل الزراعي- وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.