محمود المرعي ينقلنا بحروفه إلى “قدر عاجل”
يطرق الشاب محمود المرعي بعمله الأدبي الأول”قدر عاجل” باب الحلم محولاً إياه إلى رواية وورق وحبر، مختزلاً شغفه الكبير اتجاه الكلمات والحروف فعجلة القدر التي لا تنتظر أحدا تبدو جلية واضحة في سطور محمود الذي ينقلنا إلى مساحات من الإلهام والاختلاف والتحدي الذي يبدأه منذ أولى صفحات روايته عبر كلماته “أتمنى أن تقاضيني ريما الرحباني!!”.
مجرد أمنية
ومع أن محمود يستهل روايته بتحدٍ لابنة فيروز لكنه يعود ويحلق في أحلامه ويتمنى أن تباركها السيدة “فيروز” وتقوم بقراءة ولو صفحة واحدة منها فصوتها من أهم الأشياء التي أنقذتنا من صوت الحرب لذا يبدو تأثيرها واضحاً في رواية “قدر عاجل” الصادرة عن دار سوريانا الدولية التي – كما يقول محمود- رواية حياتيّة عاطفيّة لشاب وشابّة مسكهما القدر من أيديهما وألقاهما في سنة 2011 تلك السنة الّتي لم ولن يحبّها أي سوري لديه عقل، حيث تتسابق الدقائق في الرواية لتحدث تغييرات جذريّة في حياة أبطالها بمدة قصيرة وذلك عبر أسلوب أدبي بسيط وسلس، وبيّن محمود أن ما ينتظره من روايته أن تكون بداية موفقة وحجر أساس أما ما أنتظره بالنسبة للقرّاء هو أن تُحدث بداخلهم أثراً حقيقيّاً تجعلهم مقبلون على الحياة بشكل أكبر ويستغلّون كل لحظة فيها، وأتمنى أيضاً أن تُلهمَهم الكلمات بحلول ويجدوا أنفسهم بين السّطور وأن تكون سببا لقرارات مفصليّة ومحوريّة في حياتهم، وعن سبب اختيار عنوان”قدر عاجل” يوضح محمود: لأن أقدرانا ببساطة لم تكن عاجلة في السابق بالقدر الذي تسارعت به في العشر سنوات الأخيرة حيث جرفتنا الأقدار ولم نستطع أن نوقف عقارب الزمن، أناس رحلوا عنا، استشهدوا، سافروا، هاجروا، تغيّروا، بيوت وأبنية أصبحت رماداً، تغييرات نفسية وفيزيولوجية اغتالتنا دون أي سابق إنذار، ومهما فعلنا عجلة القدر لن تتعب ولن تتوقف عن العمل، مشيراً إلى أن أهمية العنوان في الجذب أمر حتمي ومفروغ منه لأننا من ثقافة الجملة العاميّة الرائجة “المكتوب مبيّن من عنوانه” لذا فالعنوان مهم جداً.
هاجس وحلم
وعن هاجس الكتابة أضاف محمود: هذا الهاجس لمع في ذهني منذ أيام الثانوية حيث كان لي تجارب متواضعة في الكتابة ظلّت بين صفحات دفاتري وأقمت العديد من الأمسيات في المركز الثقافي العربي بمنطقة العدوي، لكن شغف الكتابة ظل يلاحقني رغم دراستي للعلوم الماليّة والمصرفيّة التي تعتمد على الأرصدة والأرقام إلى أن قررت بشكل جدّي أن أبدأ بكتابة رواية عُقبَ تخرجي ودخولي كليّة الإعلام، وقد تلقيت الدعم من عائلتي وتحديداً شقيقتي الكبرى “روضة” ومن الأصدقاء وزملاء العمل، لاسيما مديري المباشر في الشركة الوطنية للمحولات السيد “محمد باسل المحمد” بالإضافة إلى دعم الفريق الصحفي الذي أنتمي إليه “TSyria”، وعن خصوصية التجربة الأولى يقول محمود ما أعيشه بالوقت الحالي كان حلماً تخيلته في الأمس وأن تصدر رواية لي تحمل اسمي هذا نشوة كبيرة، مبيناً أن ما يهمه بالدرجة الأولى أن لايكون ما أكتبه نجاحاً مزيفاً لذا أنتظر الآن وألتمس ردود أفعال القرّاء على مهل، مضيفاً: لست أنا من يحدد إن كنت كاتباً من تجربة واحدة أم لا، لكنني وبكل أمانة قدمت هذا المشروع باجتهاد واهتمام، كتبت وحذفت وعدلت وبحثت جيداً وسهرتُ كثيراً واتّبعت الخطوات وحاولت تطبيقها بحذافيرها في سبيل أن أكون “الكاتب محمود المرعي” الّذي حاول أن يجمع شغفه اتجاه الأرقام والأرصدة مع شغفه اتجاه الأحرف والكلمات، وعموماً أنا لست ممّن يهتمون بالتّسميات كثيرا، ما يهمني فعلاً وبكل أمانة أن أُحدث الأثر المرجو وعندها تغدو الألقاب تحصيل حاصل.
ريما الرحباني
وأسأله: لماذا الإهداء لريما الرحباني؟ فأجاب: لشعوري بأنني أعرفها جيّداً، لا أعلم من أين أتى هذا الشعور، ومن جهة أخرى شعرت بأنني يجب أن أساهم في عدولها عن قرارها بمنع أي محاولة لإعادة أغنيات فيروز، حيث قامت بتوقيف العديد من التجارب والأعمال الفيروزية ووضعت الكثير من الشروط وأنا لا أستطيع أن أتفهّم الأمر، ماذا يعني أن نحرم الآخرين من فيروز التي تعيش بداخلهم؟ أنا لا أمتلك صوتاً جميل ومع ذلك أريد الغناء لفيروز يوما ماً! فيروز بداخلي وفي وجدان الجميع وكذلك الأمر بالنسبة لكل الرحبانيين، وأكرر ما كتبته في المقدمة “أتمنى أن تقاضيني كي أقف في وجهها” بالحب والحب فقط.
لوردا فوزي