أمطار المحبة.. ومفاتيح الأبواب المقفلة
حيرةٌ كانت تبدو عليه في بحثهِ عن مفتاحٍ لبابٍ موصد لا تنفع معه الكلمات الجميلة، والجمل الدافئة، وقصائد الشعر، ولا تفيد بفك أقفاله، أو نفض غبار الزمن عنه عند أنثى مختلفة، أنثى تشرق المحبة وتتفتح لديها في العقل، وتولد بكلمات المنطق، وتنمو بسقيا الأفعال والأعمال والمواقف. كان يدرك هذا الأمر دون أن يعنيه كثيراً، ولم تكن الحيرة ما أصابه، هدوءٌ وانتظارٌ فقط، كان سيد الموقف، يقف بثبات أمام أبوابِ عرش القلبِ هادئاً، مؤمناً بطريقٍ واحد، وفي قلبه العطش بقية من ماء المحبة، وفيضٌ من المشاعر والأحاسيس، مردداً إيمانه: تهطلُ أمطار المحبة من القلب إلى القلب، وتعود مضاعفةً إليه مرة أخرى، إلى أن تولدُ الثمار في كليهما، ضحِكاً، وفرحاً، وسعادةً، وموسيقا، يقف عند لفظ الموسيقا وصداها في نفسه فيفكر ويتساءل: كيف توجد أنثى في هذا الكون لا تهز مشاعرها الموسيقا، ولا تحرك إحساسها كلماتُ أغنيةٍ جميلة، أو تغريها وردةٌ حمراء؟! ثم يتذكر كلمات رددتها “لا تصدق كل ما أقول” هكذا أخبرته في حديثها إليه ذات يوم، يريد أن يصدق أيضا أنه خوفها فقط، خوف من الإيمان بالحب، أو الوقوع فيه، والتسليم بالأحلام التي تحفظ أروحنا من قسوةِ الواقع، ومرارةِ المنطق، أو ربما هو إدمان التعود على حياةٍ جافة تخلو من المشاعر في محيط مجتمع تحكمه المظاهر، وتسيطر عليه الماديات، وتغيبُ عنه المحبة. أسئلة كثيرة كان يطلقها عقله أثناء وقوفه، وانتظاره الهادئ، لكنه كل مرة يعودُ لسؤال يجيب عنه، فيطمئنُ قلبه لإيمانه الثابت، ويقول حين تفيضُ بنا المشاعرُ ضحكاً وفرحاً وسعادةً، أو حزناً وألماً ودموعاً نشعر بأثر هذا كلهُ في القلب، نعم فيه فقط. في القلب فقط تولد أمطار المحبة وتهطل لتشرقُ بعدها شمسها الدافئة، وتستقر فيه وتبقى ما دام إيقاعه ونبضهُ.
محمد محمود