الكـورونـــــــــــا.. حـديــــــــث الشـــــــارع الســــــــوري
نسي الشعب السوري همومه التي أثقلت كاهله حتى التعب، وتحولت الكورونا إلى بطلة أيامه فقد أصبحت حديث البيوت السورية وشغلهم الشاغل، وسرقتهم من أزمات الغاز والكهرباء وغلاء الأسعار وأصبحت ضيفاً ثقيلاً على حياتهم حتى قبل قدومها! ولكن بذكائهم وحنكتهم المعهودة لم يفاجئنا السوريين بطريقة تعاملهم مع فيروس خطير اجتاح العالم وأثار الذعر في قلوب جميع سكان الأرض، ولكن بالطبع باستثناء الشعب السوري الذي بدلاً من أن يخاف منه راح يغني للفيروس ويهديه الأغاني والمواويل والرقصات وكأن لسان حاله يقول “على الدلعونا والكورونا”، حتى أنه تحدى الفيروس بكل قوة مراهناً على أنه لن يجرأ على القدوم إلى الأرض السورية فهو ببساطة سيهزم أمام عزيمة السوريين التي قاومت في السنوات الماضية حرباً ضروساً بكل تبعاتها الاجتماعية والاقتصادية، لذلك لابد سنتخطى الكورونا كما تخطينا قبله المصائب التي “لم تأت فرادى”، وذهب السوريون إلى أبعد من ذلك حيث بدت ملامح الغضب على وجوههم عندما اتهمت منظمة الصحة العالمية وبعض القنوات والمواقع الإلكترونية سورية بعدم التصريح عن وجود إصابات بالفيروس القاتل واعتبروه مجرد اتهام وكلام “لا بيقدم ولا بيأخر” ولن يؤثر على الحياة الطبيعية التي يستمر السوريون في خوضها والمضي بها قدماً رغم كل المآسي، لإيمانهم بأنهم شعب يستحق الحياة، لكن وعلى الرغم من أن ردود الأفعال السائدة تجاه الفيروس الصيني طريفة وإيجابية وتدل على مناعة قوية يمتلكها السوريون في حال –لا سمح الله- تم تسجيل إصابات حقيقة بهذا المرض، لكن بكل صدق يجب القول أن الوعي لم يغب عن بال السوريين الذين عندما يحين وقت الجد سوف يتركوا “التهكم” ويعتمدوا مجموعة من الأساليب الجدية لمجابهة هذا الزائر المحتمل غير المرحب به فالشارع السوري رغم – تهكمه- لا ينكر ضرورة الحذر والاحتياط من هذا الوباء العالمي بكافة الطرق الممكنة والمتاحة.
لوردا فوزي