الصفحة الاولىصحيفة البعث

العالم يزداد انغلاقاً.. وسباق محموم لاحتكار “لقاح كورونا”

البعث-وكالات:

تتضاعف في دول العالم خطط إنعاش الاقتصاد المتعثّر بسبب فيروس كورونا المستجد من خسائر متوقّعة بالمليارات، وشوارع مقفرة وخوف متزايد، خصوصاً في أوروبا التي تواصل إجراءات الانغلاق، كما يحدث في بلجيكا، فيما يتشاور وزراء النقل الأوروبيون حول قطاع بات منكوباً بسبب الأزمة الصحية، التي شتتت أنظار السياسيين بين مواجهة الانهيار الاقتصادي أو الحد من انتشار الفيروس، وتكثيف الإجراءات الوقائية أولاً لتخفيف الأضرار.
وفي البلدان العربية أخذت الحكومات تدابير وقائية أكثر تشدداً منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث أعلن بعضها حظر التجوّل ونزول الجيش من ثكناته لتأمين احتياجات المواطنين الملزمين بالبقاء في منازلهم، بينما اتخذت دول أخرى إجراءات دعم حكومية للشركات والمؤسسات المتضررة من الوباء، في وقت تسابق دول وشركات ومختبرات عدة الزمن في محاولة منها لإنتاج لقاحات وعلاج للفيروس، الذي بات يؤرّق العالم بسبب حجم انتشاره الواسع.
وكان لافتاً تلقي عدد من المتطوّعين في الولايات المتحدة جرعات من اللقاح التجريبي لعلاج كورونا داخل مركز أبحاث في سياتل في ولاية واشنطن، وفي الوقت نفسه، استطاعت شركة ألمانية للأدوية البيولوجية أن تعمل على لقاح لـ “كورونا”، وقد عمدت إلى إقالة رئيسها التنفيذي من منصبه بعدما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد معلومات تفيد بأن إدارة الأخير عرضت على الشركة مبالغ كبيرة للحصول الحصري على عملها في إنتاج لقاح للفيروس.
وفيما يجتاح هذا الوباء العالم، ويعمل الباحثون على إنتاج علاج له، تحاول واشنطن السيطرة عليه، وخصوصاً بعد محاولة ترامب جذب علماء ألمان إلى بلاده بهبات مالية كبيرة لضمان اللقاح حصرياً لبلاده.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الصين هي الأقرب إلى إنتاج لقاح مضاد للفيروس في الوقت الحالي، فيما أعلنت بكين استخدام أول لقاح، عقار فافيبيرافير الذي يعد دواء للانفلونزا، “وتمّت التوصية به لفرق العلاج الطبي لإدراجه في خطة التشخيص والعلاج، في وقت أعلنت شركة فرنسية لصناعة الأدوية عن استعدادها لتقديم نحو 300 ألف جرعة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وذلك بعد النتائج الإيجابية والمبشّرة خلال التجربة العلاجية، فيما أشارت مصادر إلى أن الدواء يتم استخدامه كمضاد للملاريا، وأثبت فعالية كبيرة في شفاء مرضى فيروس كورونا.
من جهته، تحدّث رئيس اللجنة العلمية لمقر مكافحة فيروس كورونا في إيران عن “تركيب دواء في إيران من العقاقير الطبية المتوفّرة في البلاد، وهو يساعد في معالجة الأضرار الرئوية التي يسببها فيروس كورونا”.
وفي هذا السياق، كشفت رئيسة قسم علم الفيروسات في كلية البيولوجيا في جامعة موسكو عن تطوير العلماء الروس مستحضراً من فسيفساء التبغ لمكافحة الفيروس، فيما أعلن نيكولا ماغريني رئيس وكالة الأدوية الوطنية في إيطاليا أن اختبارات دواء “توسيليزوماب”، المستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، لعلاج فيروس كورونا ستبدأ اليوم الخميس في إيطاليا، لافتاً إلى أن الدراسات الأولية أظهرت نتائج مشجّعة.
بالتوازي، تواصل دول العالم جهودها لاحتواء الانتشار الواسع للفيروس، فقد اتخذت السلطات الروسية إجراءات وقائية احترازية مشددة للحيلولة دون انتشار المرض، حيث أعلنت إغلاق المدارس اعتباراً من الـ 23 من آذار الجاري وحتى الـ 12 من نيسان المقبل، وتقييد دخول المواطنين الأجانب من البلدان التي ينتشر فيها الوباء إلى روسيا.
وفي السياق نفسه، وضعت جنوب أفريقيا سفينة سياحية في الحجر الصحي للاشتباه في وجود حالة إصابة بالفيروس، فيما أعلنت استراليا حالة طوارئ تتعلق بالأمن البيولوجي البشري، محذّرة المواطنين من السفر للخارج بسبب وباء كورونا.
وتضررت الرحلات الجوية في العالم بأسره بشكل كبير من وباء “كوفيد-19″، فيما قدّم البنك المركزي الأوروبي أكثر من مئة مليار يورو من السيولة إلى المصارف.
وأعلنت إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً حتى الآن بالوباء بين بلدان الاتحاد الأوروبي، عن خطة بقيمة 25 مليار يورو.
وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن تأجيل أو إلغاء سلسلة من الرسوم بقيمة 32 مليار يورو لشهر آذار وحده، وهذا المبلغ يشكّل الجزء الأكبر من خطة “فورية” بقيمة 45 مليار يورو، أعلنها وزير الاقتصاد برونو لومير، ولم يستبعد رئيس الوزراء إدوار فيليب من جهته تأميم شركات في حال الضرورة.
أما إسبانيا فقد أعلن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز أن الدولة ستضمن قروضاً بقيمة مئة مليار يورو للشركات.
من جهتها، ستقدّم لندن ضمانات من الدولة لقروض إلى الشركات بقيمة 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، وهو مبلغ يمكن أن تتم زيادته في حال الحاجة إلى ذلك، كما ستقدم مساعدات بقيمة عشرين مليار جنيه، كما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون.
في الأثناء تستمر أعداد الإصابات بالارتفاع، فقد أكدت بيانات إحصائية أن “كوفيد-19” أصاب خلال ثلاثة أيام فقط 50 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، لتتجاوز بذلك الحصيلة الإجمالية للمصابين 200 ألف. وتؤكّد آخر بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، التي تتابع تفشي الفيروس في العالم، أن عدد المصابين بالفيروس الجديد بلغ حتى الآن 201634 شخصاً على الأقل، تعافى منهم 82030، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 8007، فيما ظهرت لقطات تظهر شوارع، وفي جميع أنحاء العالم، هادئة بشكل مخيف في المدن الصاخبة التي تبدو الآن مثل مدن الأشباح.
وتتصدّر الصين قائمة الدول الأكثر تضرراً بالفيروس بـ3241 وفاة و81102 إصابة مؤكدة، تليها إيطاليا (2503 وفيات و31506 إصابات) وإيران (988 وفاة و16169 إصابة) وإسبانيا (558 وفاة و13716 إصابة) وألمانيا (26 وفاة و9877 إصابة).
وفي المراتب بين السادسة والعاشرة في قائمة أكبر عشر بؤر للفيروس في العالم، تحل كل من كوريا الجنوبية (84 وفاة و8413 إصابة) وفرنسا (148 وفاة و7696 إصابة) والولايات المتحدة (114 وفاة و6496 إصابة) وسويسرا (27 وفاة و2700 إصابة) وبريطانيا (72 وفاة و1961 إصابة).
ولا تزال مشيخة قطر تتصدّر قائمة الدول العربية الأكثر تضرراً بالفيروس بـ442 إصابة مؤكدة دون تسجيل وفيات، تليها البحرين (وفاة واحدة و242 إصابة) ومصر (6 وفيات و196 إصابة) والسعودية (171 إصابة دون وفيات) والعراق (11 وفاة و154 إصابة) والكويت (142 إصابة دون وفيات) ولبنان (ثلاث وفيات و133 إصابة) والإمارات (113 إصابة دون وفيات).
وفي روسيا ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس الجديد إلى 147 حالة بلا وفيات.
يشار إلى أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم بلغ 150 ألف شخص قبل ثلاثة أيام فقط، ما يظهر وتائر تفشي الوباء في مختلف أنحاء العالم وبالدرجة الأولى في أوروبا.