تصاعد الدعوات لرفع العقوبات الأمريكية عن إيران
انضم منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى الدعوات الدولية المطالبة برفع العقوبات الأمريكية الأحادية القسرية التي تفرضها على طهران، مؤكداً أن ثمة حاجة ملحة لرفع العقوبات لمواجهة فيروس كورنا.
موقف بوريل جاء متوافقاً مع دعوات أطلقها الكرملين الروسي لرفع العقوبات عن الدول لمواجهة الفيروس، ولاسيما العقوبات التي فرضت من خارج مجلس الأمن الدولي، مبيناً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يولي أهمية كبيرة للتفاعل الدولي في الحرب ضد وباء كورونا، موضحاً أنه “لا يمكن لأي بلد أن ينتصر على هذا الوباء بمفرده”.
التصريحات المتصاعدة جاءت مع رفض رسمي إيراني للمساعدات الأمريكية، حيث أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن العقوبات الأمريكية عرقلت جهود إيران لاحتواء كورونا، مؤكّداً أن بلاده لا تريد مساعدة من أمريكا في التغلب على تفشي الفيروس، وقال، خلال اجتماع للحكومة: إن الأمريكيين هم المسؤولون عن أكبر الجرائم في المنطقة وفي إيران، وهم إرهابيون بكل معنى الكلمة، معتبراً أن سياستهم الخاطئة باتت أكثر وضوحاً للعالم في هذه الظروف، معتبراً أن بلاده تمر بظروف صعبة جداً بسبب “العقوبات الإرهابية والظالمة من قبل أمريكا ودول أخرى استسلمت لها”، محملاً إياها مسؤولية الحياة الصعبة والبطالة ونقص أنواع الأدوية في إيران.
وأكد روحاني أن إيران ستجتاز أزمة انتشار الوباء بفضل جهود وتعاون الجميع، معرباً عن شكره للكوادر الطبية والصحية وكل من يعمل من أجل الشعب الإيراني، ومشدداً أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات لدفع عجلة الإنتاج، مشيراً إلى أن إيران ستشهد خلال العام الحالي افتتاح وتدشين مشاريع كبيرة.
وخاطب الأمريكيين قائلاً: “نحن لا نريد منكم كأس الماء الذي تقدمونه لنا، فقط لا تؤذوا الشعوب ولا الشركات ولا التجار.. أزيلوا العوائق، نحن وشعبنا نعلم جيداً ما نفعله”.
من جهته، ندّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي بطريقة العرض الأمريكي لمساعدة بلاده، وقال في تغريدة له: إن المسؤولين الأميركيين يريدون بيع إيران “جثمان” العقوبات بعد فشل هذه العقوبات، مضيفاً: إن التفاوض مع “الشيطان”، في إشارة إلى الولايات المتحدة، تحت ذريعة الحصول على الكمامات والقفازات هو سمّ مميت.
في سياق متصل أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة تعرقل الجهود الدولية لمكافحة كورونا، وقال، في تغريدة له على تويتر: إن أمريكا تضع عقبات أمام المكافحة الدولية لفيروس كورونا، وإن السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة هو الوقوف بوجه العقوبة الجماعية التي تمارسها واشنطن وتطبيق هذه المساعي على أرض الواقع، مشيراً إلى أن إيران تقدّر مختلف الجهود الدولية الرامية إلى إلغاء العقوبات الأمريكية غير المشروعة المفروضة عليها.
وكان ظريف أعلن في حوار مع صحيفة “فوليا دي ساو باولو” البرازيلية،أن الإرهاب العلاجي الأمريكي حال دون اتخاذ موقف فاعل لمواجهة وباء كورونا العالمي.
من جهته أعلن مساعد وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني علي رضا رئيسي في تصريح له أنه تم تقييم الحالة الصحية لـ 35 مليوناً و700 ألف شخص في البلاد، من ضمنهم سبعة ملايين عبر الموقع الالكتروني و28 مليوناً عن طريق الاتصال الهاتفي، فيما أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري عن تخصيص 52 مستشفى من إجمالي 58 مستشفى تابعاً للقوات المسلحة لمعالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا.