ثقافةصحيفة البعث

زيادة الراتب ووحوش الأسواق!.

 

 

أكرم شريم

نعم!.. لقد سمعتها أكثر من مرة: (ياريتهم ما زادوا الرواتب) وأنا واحد من الذين قالوا ذلك ويقولون ذلك دائماً، بل كل يوم، بل كل ما اشتريت شيئاً!.

وأضرب مثلاً أو أمثلة: دواء ثمنه عند الصيدلي (250) ل.س صار ثمنه في اليوم الثاني بعد زيادة الراتب مباشرة (500) ل.س أي بلغت الزيادة ضعف السعر الطبيعي، ودواء سعره (2500) ل.س صار سعره ومباشرة وفي اليوم الثاني (3500) ل.س أي أن سعره زاد ألف ليرة سورية، وهذا مجرد دواء واحد، فما بالك بكل ما تحتاجه الأسرة من أدوية ومواصلات ومصروفات مدارس وجامعات وطعام وشراب ودفع فواتير الماء والكهرباء والهاتف وإلى آخر القائمة؟!.

والسؤال الكبير والمؤسف هنا، هل حصلت الزيادة في المعامل والمزارع حتى تحصل في كل ما نشتريه، أم أنهم وحوش الأسواق وقد هجموا، هجمة رجل واحد ليأخذ كل منهم هذه الزيادة وحده وبكل ما يبيع؟!. وأين حكومتنا الرشيدة التي زادت الرواتب (قليلاً) ولم تراقب وتعاقب وحوش الأسواق؟!.

وأضرب مثالاً آخر: البطاريات التي كان سعرها (500) ل.س صار سعرها (1000) ل.س وكانت قد وصلت سابقاً إلى 600، أي أن الزيادة أربعمئة ليرة سورية، فما بالك إذا تحدثنا عن كل ما في الأسواق ومنها كذلك الخضار والفواكه ولهذا أعود وأقولها، وتماماً كما سمعتها تتكرر: (ياريتهن مازادو الرواتب). وذلك لأن الوضع الاقتصادي للعمال والموظفين والمسؤولين وكل العاملين في الدولة كان أكثر استقراراً منه بعد زيادة الرواتب وأفضل وبكثير!. ولهذا نتوجه الآن، إلى حكومتنا الرشيدة، أن تحذف هذه الزيادة، ورجاء وباسم الأمهات.. هذه الأم التي عندها عدة أولاد وبنات وتريد الصرف عليهم ليأكلوا ويشربوا باستقرار وسلام وهناء..

وإذا كان هناك من يعتقد أنني أبالغ بهذا الكلام فأنا عندي عشرات الشهود بل مئات الشهود، في كل الأسواق من الناس ومن الأسعار أيضاً، ولكل شيء يباع هذه الأيام، وأخيراً وبصوت الجميع أقول: شكراً لحكومتنا الرشيدة على زيادة الرواتب، ولكن على أن تعود الأسعار إلى ماكانت عليه، أو شكراً سلفاً ومن الجميع أيضاً إذا ألغينا زيادة الراتب وأعدنا الأسعار إلى ماكانت عليه.. وهكذا تكون النصيحة اليوم إذا أرادت حكومتنا الرشيدة زيادة الرواتب فعليها أولاً أن تلجم وحوش الأسواق.. أو لا تزيد!.