ناشطون حول العالم يحتجّون ضد العقوبات الأمريكية على إيران
شارك عدد من الناشطين بحملة عبر الانترنت، للضغط على وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، من أجل رفع العقوبات غير الشرعية عن إيران، خاصةً بعد تفشي فيروس كورونا، الذي تسبب بأعباءٍ باهظة على القطاع الصحي الإيراني.
الناشطة الإيرانية الأميركية هدى كاتبي، بدأت الحملة بدعوة ممثلي مجلس النواب الأميركي لتخفيف العقوبات عن إيران، التي تعّد من أكثر البلدان تضرراً من فيروس كورونا بفعل العقوبات القاسية.
وسجّلت مشاركة الدعوة آلاف المرات، ونالت تفاعلاً من ناشطين في مختلف دول العالم، هذا بالإضافة إلى الاتصال لمدّة 80 ساعة بوزارة الخزانة الأميركية، للمطالبة برفع العقوبات، والتي فرضتها أميركا عقب انسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، والتي تعني أن الجمهورية الإيرانية لن تتمكن من استيراد الأدوية من الشركات الأوروبية، خوفاً من تعرّض الأخيرة لعقوبات من وزارة الخزانة الأميركية.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد ذكرت في تقريرها الصادر في 29 تشرين الأول 2019، أن العقوبات الواسعة التي فرضها البيت الأبيض – بعد الانسحاب رسمياً ومن طرف واحد من الاتفاق النووي في أيار 2018 – قيّدت قدرة الحكومة الإيرانية على تأمين الحاجات الإنسانية بما في ذلك الأدوية، وهدّدت حق الإيرانيين بالصحّة والعلاج، مطالبةً الإدارة الأميركية باتخاذ خطوات جدية لضمان وجود قنوات تجارية تمكّن الإيرانيين من استيراد السلع الإنسانية.
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الخارجية تسعى إلى تحريك الرأي العام العالمي لرفض العقوبات على بلاده، معلناً عن مناقشة مجلس الأمن قرار رفع جميع العقوبات في ظل كورونا.
وفي اجتماع مع الحكومة أكّد روحاني أن بلاده ستتخذ خطوات لاستعادة أموالها المجمّدة، مضيفاً: لا نقص في الكوادر الطبية، وأن هناك فائضاً في أسرة المستشفيات وأقسام العناية المركزة في بعض المدن، ومن بينِها مشهد، كما لفت إلى أن إيران تستقبل مساعدات من الدول، وترسل إليها أيضاً المساعدات الممكنة.
إلى ذلك، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي أن جهود وزارة الخارجية والبنك قد تؤدي إلى الإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية المجمّدة في مصارف بعض الدول، مشيراً إلى أن هذه الأموال ستستخدم لشراء السلع الأساسية في مواجهة كورونا كالأدوية والتجهيزات الطبية وحاجات المواطنين الضرورية.
يأتي ذلك فيما صرّح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أنه سيتم أخذ تدابير وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا تتضمن منع السفر بين المحافظات وإغلاق جميع الحدائق وأماكن الاصطياف، داعياً جميع المواطنين الذين في محافظات أخرى إلى العودة إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن لأنه سيتم منع السفر بين المحافظات في خطوة احترازية. ودعا الإيرانيين ألا يقلقوا “بالنسبة لتأمين الغذاء والمنتوجات وحتى المشتريات الكثيرة وازديادها”، لافتاً إلى أن “الإدارات الرسمية ستبقى مقفلة إلى الـ3 من نيسان المقبل، ولكن نؤكد أنه سيكون هناك حضور للعاملين في الإدارة عن طريق العمل عن بعد”، مؤكداً أن إيران نجحت في السيطرة على الموجة الأولى من انتشار فيروس كورونا، ولكن من الممكن أن تتعرّض البلاد لموجة انتشار ثانية.
بدوره، أعلن معاون محافظ طهران في الأمور العمرانية محمد تقي زاده، أن هذه القرارات بدأت تُنفّذ في طهران في كافة أجزاء المدينة، وتم توكيل جميع العاملين في المحافظة بها، وعممت على قوى الأمن الداخلي، وسيتم فقط إدخال الآليات الحاملة للمحروقات والخدمات الطبية والغذائية، وتم اقتراح فرض غرامة للمخالفين، وسيتم إرسالها لمنظمة مكافحة كورونا وتنفيذها بعد الموافقة.
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني كيانوش جهانبور أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد بلغ 27 ألفاً و17 شخصاً والمتوفين 2077 فيما بلغ عدد المتعافين 9 آلاف و625 شخصاً، فيما بدأ الحرس الثوري الايراني عمليات تدريب في مجال الدفاع البيولوجي والتعقيم في محافظة كرمان، وخاصة المستشفيات والمطارات والمنتزهات والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، في وقت افتتحت القوة البرية في الجيش الإيراني مستشفى يستوعب 2000 سرير في المقر الدائم لمعارض طهران الدولية ويعد مركزاً صحياً وللنقاهة أيضاً.
وقال المتحدث باسم الجيش العقيد شهروز ناصري: إن سرعة بناء هذا المستشفى وافتتاحه يجسد جهوزية الجيش للتصدي للتهديدات المحتملة.