واشنطن تفرض قيوداً جديدة على إيران.. وأوروبا تبدأ كسر العقوبات
أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن آلية “اينستكس” أجرت بنجاح أول تعامل تجاري مع إيران، في الوقت الذي فرضت فيه واشنطن مزيداً من العقوبات على طهران، رغم كل المناشدات الدولية لرفعها.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان: إن آلية “اينستكس” للمقايضة التجارية جيدة، وقد استطعنا من خلالها تصدير معدات طبية من أوروبا إلى إيران، مشيرة إلى أن الآلية ستعمل على إنجاز معاملات أخرى مع إيران.
وقد ساعد اعتماد “اينستكس” الدول الأوروبية على تجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران والالتفاف عليها.
وفي طهران، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إن إيران استلمت معدات طبية ومساعدة مالية من دول مثل ألمانيا، وأذربيجان، والصين، والإمارات، وفرنسا، وبريطانيا، واليابان، وقطر، وروسيا.
وقد أنشأ الأوروبيون في كانون الثاني 2019 آلية “اينستكس” للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران من خلال تجنّب استخدام الدولار.
والآلية الجديدة على شكل غرفة مقاصة تسمح لإيران بمواصلة بيع نفطها واستيراد منتجات أخرى بثمن النفط.
بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تجديد فرض 4 قيود على طهران، موضحةً أنها ستواصل مراقبة جميع التطوّرات في البرنامج النووي الإيراني عن كثب، ويمكنها تعديل هذه القيود في أي وقت، حسب تعبيرها، وأضافت: أن مدة فرض هذه القيود ستكون 60 يوماً إضافية، مبررة كعادتها قرارها بأن استمرار إيران في توسيع أنشطتها النووية أمر غير مقبول، حسب زعمها.
وفي ردّه على العقوبات الجديدة، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن الولايات المتحدة تمارس أشكالاً مختلفة من الإرهاب الاقتصادي والطبي ضد إيران، وهذا ما يعتبر قانونياً جريمة بحق الإنسانية، وأوضح في تغريدة له: إن الحظر الأميركي يعرقل إمكانية شراء إيران للدواء والمعدات، وهي تعمدت إدخال حالة من الرعب بين الشركات الأوروبية المصنعة للأجهزة الطبية، مشدداً على أن الوقت حان كي يضطلع المجتمع الدولي بدوره ويضغط على واشنطن لإلغاء حظرها الأحادي والجائر.
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن أميركا غير مؤهّلة لإبداء الرأي بشأن إيران، مع تواصل الإرهاب الاقتصادي والطبي الذي تمارسه ضد الشعب الإيراني، مشيراً إلى أنه كان الأجدر بالولايات المتحدة انفاق الأموال التي صرفتها لإثارة الفوضى ودعم الإرهاب في المنطقة لخدمة شعبها، وأضاف: “إن الإدارة الأميركية انفقت خلال السنوات الأخيرة 9 تريليونات دولار على الأقل من أجل التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط وإثارة الفوضى وانعدام الأمن ودعم الجماعات الإرهابية مثل “داعش” وصولاً إلى “صفقة القرن”، من ضمنها تريليونا دولار انفقت فقط خلال السنوات الثلاث الأولى من فترة رئاسة دونالد ترامب، وكان الأجدر صرف هذه المبالغ لخدمة الشعب الأميركي بدلاً من ذلك”.
وأشار موسوي إلى ما ترتكبه الإدارة الأميركية من إرهاب اقتصادي وطبي بحق الشعب الإيراني، لافتاً إلى أن هذه الإدارة أظهرت ضعفها على صعيد مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وشدّد على أنه لو أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية تلك التريليونات على الشعب الأمريكي لما شهدنا بكاء الممرضين الأمريكيين في مواجهة كورونا وارتدائهم أكياس النفايات.
بدوره أكد السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد أن على دول العالم والحكومة البريطانية تجاهل الحظر الأميركي الظالم المفروض على إيران، وقال في تعليق له على موقع التلغرام: “إن مطلب الشعب الإيراني وتوقعه هو أن تتجاهل الحكومة البريطانية في سياق التزاماتها تجاه الاتفاق النووي وكذلك الالتزامات العالمية لحقوق الإنسان الحظر الأميركي القاسي والدخول في تعاملات مشروعة مع الأطراف الإيرانية.. وكذلك تكثيف جهودها الدبلوماسية الثنائية والدولية لإلغاء ورفع هذا الحظر”.
في الأثناء، تواصل إيران حربها على الفيروس، وأكد الرئيس حسن روحاني أن 23 محافظة إيرانية تعيش الآن أوضاعاً جيدة نسبياً، وقال خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا: إن الاحصائيات والخط البياني لمنظمة الصحة العالمية يظهران أن الوضع في إيران أفضل من دول أخرى ويثبتان أن المواطنين أبدوا تعاوناً واستجابوا لقرارات الحكومة والتزموا بالتوصيات الطبية.
وأعرب الرئيس الإيراني عن شكره للشعب على تعاونه المميز مع هذه اللجنة منذ الكشف عن حالات الإصابة بالفيروس داخل البلاد ما أسهم في الحد من تفشيه، لافتاً إلى أن هذا الوباء يشكل اختباراً صعباً للعالم كله.
من جانبه، لفت قاسم جان بابائي مساعد وزير الصحة إلى أن إيران تجاوزت الذروة وتتجه حالياً نحو انخفاض الإصابات بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن الخط البياني كان ثابتاً في بعض المحافظات الإيرانية لأنه تم التقيد بالتعليمات الصحية.