“الأكثر حماقة”.. ترامب وروّاد شاطئ ميامي!!
تلوح أزمة اقتصادية حادة في الأفق في الولايات المتحدة، بعد تجاوز طلبات إعانة البطالة الـ 6 ملايين طلب، وذلك مع فرض مزيد من الولايات على قاطنيها ملازمة منازلهم لمكافحة جائحة فيروس كورونا، فيما منح استطلاع جديد للرأي التلاميذ الأميركيين، الذين تحدّوا التحذيرات بشأن الفيروس المستجد عبر مواصلة الاحتفال على شواطئ فلوريدا خلال عطلة الربيع، بالإضافة إلى الرئيس دونالد ترامب، مناصفة، لقب الأميركيين “الأكثر حماقة” هذا العام.
وأثارت صور الشواطئ والنوادي الليلية المزدحمة، على طول الشريط الشهير الذي يتسم بالمتعة في “ميامي بيتش”، بعد التزام معظم الأميركيين تدابير التباعد الاجتماعي، أثارت حيرة وغضب واسعين الشهر الماضي، كما تمّ توجيه التوبيخ والانتقاد لترامب على استهتاره لجهة التعامل مع وباء كورونا، وسط تأخيرات في الاختبارات، وتعهّدات بإعادة فتح البلاد مع حلول عيد الفصح.
ووجد الاستطلاع السنوي، الذي أطلقه مستشار إعلامي أميركي، أن الجمهور الأميركي اعتبر أن الجهتين تصرفتا بتهوّر.
ومن بين أكثر من ألف أميركي تمّ الاتصال بهم هاتفياً بشكل عشوائي، بيّن الـ 25 والـ27 من آذار، قال 51 بالمئة: إن ترامب تصرف بحماقة، بينما قال 50 بالمئة الأمر نفسه عن حشود ميامي.
في الأثناء، تجاوزت حصيلة الوفيات بسبب “كوفيد 19” في الولايات المتحدة حاجز الخمسة آلاف، بالتوازي مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستوى غير مسبوق من حيث عدد العاطلين عن العمل.
وتظهر آخر بيانات معهد جونز هوبكنز الأمريكي، الذي أطلق مشروعاً خاصاً بمتابعة تفشي كورونا في العالم، أن 5137 شخصاً على الأقل توفوا في الولايات المتحدة إثر إصابتهم بالفيروس.
ولا تزال مدينة نيويورك أكبر بؤرة للوباء في الولايات المتحدة، ووقعت هناك 1374 من هذه الوفيات، بالإضافة إلى 585 حالات وفاة أخرى سجّلت في ولاية نيويورك.
وأصبحت الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم تجاوز فيها عدد الإصابات المؤكّدة بـ “كورونا” الـ200 ألف، وبلغ حتى الآن 216722 حالة.
في الوقت نفسه، نشرت وزارة العمل الأمريكية تقريراً صادماً كشف أن أكثر من 6.6 ملايين شخص سجّلوا أنفسهم كعاطلين عن العمل خلال الأسبوع الماضي، ما يتجاوز بضعفين العدد القياسي السابق الذي تمّ تسجيله قبل أسبوع فقط.
ومن المحتمل أن تبلغ معدلات البطالة في الولايات المتحدة الشهر الجاري 15% حيث ستحطّم الرقم القياسي السابق (10.8%) الذي يعود إلى عام 1982.
وتعكس هذه البيانات الصادمة مدى تضرّر اقتصاد الولايات المتحدة، كغيرها من دول العالم، جراء الإجراءات التي تتخذها السلطات المحلية في محاولة لردع تفشي الفيروس، بما في ذلك تقييد تحركات المواطنين وإغلاق المشاريع غير الحيوية.
وبعدما ظل لأسابيع عديدة يقلّل من الأخطار المحتملة للفيروس على بلاده، حذّر ترامب الأربعاء من أن الأيام المقبلة ستكون عصيبة على صعيد الفاتورة البشرية للوباء في الولايات المتحدة، وقال: “سنواجه أسبوعين مرعبين”.
وفي وقت سابق، أعلن ترامب حالة الطوارئ في ولاية هاواي الواقعة على مجموعة من الجزر في المحيط الهادئ وصنفها “منطقة كوارث” مع اجتياح كورونا لها، كما أقر إعلاناً مماثلاً بشأن ولاية نورث داكوتا على الحدود مع كندا.
ويقضي إعلان أي ولاية أمريكية منطقة كوارث بإمكانية استفادة سلطات الولاية من الأرصدة الفيدرالية لتمويل إجراءات مواجهة التحديات الماثلة أمامها.
إلى ذلك، أمرت البحرية الأمريكية بإجلاء آلاف البحارة عن حاملة الطائرات “يو أس أس ثيودور روزفلت” في جزيرة غوام بعد تحذير قبطانها من أن تفشي كورونا على متنها صار يهدد حياة الطاقم.
ومع اكتشاف عشرات الإصابات بـ كوفيد19 في صفوف البحارة، قال مسؤول أمريكي رفيع: إن البحرية سارعت إلى حجز غرف في فنادق على جزيرة غوام لمن يتقرّر عزلهم من أفراد الطاقم، الذين يربو عددهم على 4 آلاف، في حين يتم إعداد فريق من بحارة غير مصابين لإبقاء السفينة قيد التشغيل.
واعترف مسؤولو البنتاغون بأن محنة “روزفلت” تمثّل تحدياً للجهاز العسكري، مشيرين إلى أن القوات الأمريكية تواجه الوباء في جميع أنحاء العالم بالقدر نفسه.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أبلغ القبطان وزارة الدفاع الأمريكية بأن فيروس كورونا ينتشر بشكل لا يمكن السيطرة عليه على متن سفينته، داعياً إلى تقديم مساعدة فورية لعزل من عليها، كما حذر قبطان حاملة بريت كروزييه رؤساءه قائلاً: “إن انتشار المرض مستمر ومتسارع.. نحن لسنا في حالة حرب.. لا حاجة لأن يموت البحارة”.