مع استمرار تأجيل الدوري الممتاز…. فوضى عارمة بين الأندية ..واللاعبون يطالبون بحقوقهم
تسبب فيروس كورونا المستجد بفوضى عارمة في الروزنامات الرياضية قارياًوعالمياً ومحلياً، بعدما أجبر الرياضيين على البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر للحد من تفشيه ، ومن المؤكد أن أثر الفيروس لن يختفي وسيبقى مؤثراً حتى مع عودة عجلة الأنشطة الرياضية.
ومن الطبيعي أن تكون كرة القدم هي المتأثر الأكبر في زحمة التأجيلات حيث من المتوقع أن يستعد إتحاد كرتنا لإصدار قرار بتأجيل جديد للدوري المحلي، والذي كان مقرراً أن ينطلق منتصف الشهر الحالي، فكافة الخيارات متاحة أمام إتحاد الكرة، لاستئناف الدوري لاحقاً أو إلغاء الموسم ككل.
غموض وحيرة
فاقمت أزمة كورونا مشكلات أنديتنا خاصة الفقيرة منها التي كانت تعتمد فقط على عوائد تذاكر المباريات وبعض الداعمين، الأمر الذي جعل الغموض يكتنف العلاقة القانونية بين اللاعبين من جهة والمدربين من جهة أخرى مع إدارات الأندية خاصة الذين تنتهي عقودهم نهاية شهر حزيران المقبل، حيث قامت بعض الأندية بإيقاف مستحقات لاعبي الفريق الأول والأجهزة الفنية بسبب عدم توفر السيولة المادية، في حين قامت بعض الأندية بدفع نصف الرواتب عن شهر شباط الماضي فيما لم تدفع مستحقات شهر آذار.ماشكل حالة حيرة لدى اللاعبين والمدربين الذين وجدوا في ما فعلته الأندية إجحافاً في حقهم كون مصدر رزقهم الوحيد هو كرة القدم،هذا الوضع جعل اللاعبين يتذمرون ويطالبون أنديتهم بجزء من مستحقاتهم التي توقفت بسبب تأجيل مباريات الدوري، في ظل غياب الرؤية حول مصير الدوري، فعقود اللاعبين تنص على بقائهم مع أنديتهم لنهاية المشاركة في البطولات المحلية ، في حين لا يوجد أي بند يوضح طبيعة العلاقة بين الطرفين في “حالات الطوارئ”، والتوقفات الناتجة عن الأسباب القهرية ليبقى الغموض هو سيد الموقف..!!
قرار دولي
الخيارات مفتوحة لدى اتحاد الكرة الذي يترقب قرارات الاتحادين الآسيوي والدولي بشأن مصير الدوريات ومستحقات المدربين واللاعبين، وحسم الأمور الجدلية الخاصة بالعقود، فالاتحاد يبدو أنه لن يستعجل أي قرار بشأن مصير المسابقات المحلية وكذلك تخفيض أجور المدربين واللاعبين، إذ يدرس عدة خيارات، أبرزها إلغاء الدوري وتكثيف مباريات الكأس مع قرار يلزم الأندية بتخفيض أجور المدربين واللاعبين بنسبة 50%، سيما وأن ليس لدى “الفيفا” أي اتجاه واضح لتحديد آلية قانونية مع اتجاهه لمنح الضوء الأخضر للاتحادات المحلية لتحديد موقفها من استمرار البطولات وكذلك العلاقة القانونية بين الأندية واللاعبين، فقبل “كورونا” كان الفيفا يدرس طريقة غير مباشرة لتخفيض الإنفاق على اللاعبين، وتقييد عدد اللاعبين المتعاقد معهم في كل موسم، للحد من احتكار الأندية الكبيرة والغنية للنجوم، لكن”الفيفا” يبدو أنه تهرب من دوره التنظيمي المطلوب في مثل هذه الحالات.
نسبة جيدة
هذا الأمر جعل الأندية المحلية تتوجه بخطابات رسمية لاتحاد الكرة تستفسر عن مصير الدوري ، مطالبة إياه السرعة بتحديد مصير المسابقة، أو إصدار قرار يقضي بتخفيض الرواتب الشهرية للأجهزة الفنية واللاعبين، مع التأكيد على ضرورة منحها إعانات مالية فورية لدفع مستحقات لاعبيها في ظل توقف الدوري، وعدم وجود أي استثمارات وابتعاد الداعمين، ومن المتوقع أن يصدر قرار بتخفيض رواتب المدربين واللاعبين بحدود 50% ، مثلما فعل إتحاد كرة السلة الذي خفض المستحقات لـ 50%.
أكبر الرابحين
أكثر الرابحين من التأجيل الإجباري هي ملاعبنا التي كانت تعتبر الحلقة الأضعف في كرتنا، حيث لم تكن تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، وفي فصل الشتاء كانت تتحول لبرك مائية فور هطول الأمطار، وأكثر الملاعب كانت مهملة من قبل القائمين على الرياضة فيما مضى، وبسبب سوء أرضية الملاعب، قام المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام “السابق”في الأعوام الماضية، بتحويل بعض الملاعب من العشب الطبيعي للصناعي، مثل ملعب الجلاء في دمشق والسابع من نيسان في حلب، ورغم ذلك بقيت الجماهير تطالب بصيانتها في ظل تحملها لعبء الكثير من المباريات.
إتحاد الكرة الحالي وبإشراف من رئيس الاتحاد الرياضي بدأ بصيانة بعض الملاعب في فترة التوقف الحالية، وتم البدء بملعب الفيحاء الرئيسي في دمشق إضافة لملعب طرطوس وملعب الحمدانية في حلب،على أمل تكون بحالة أفضل مع استئناف الدوري، أو في الموسم المقبل، وهذه خطوة جيدة ينتظر أن تشمل بقية الملاعب في المحافظات.
عماد درويش