كورونا يخفّض معدلات الجريمة في العالم
بعد انبعاثات الكربون، أفادت إحصائيات عالمية بأن معدلات الجريمة في الكثير من البلدان انخفضت بشكل كبير، تزامناً مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وما رافقه من إجراءات العزل وفرض قيود على الحركة، فيما حملت منظمة تابعة للأمم المتحدة البشر مسؤولية تسهيل انتقال العدوى للإنسان، وذلك على الرغم من تأكيد المصدر الحيواني للفيروس.
وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن شيكاغو، إحدى أكثر المدن عنفا في الولايات المتحدة، شهدت انخفاضاً في معدل عمليات التوقيف المرتبطة بالمخدرات بنسبة 42 بالمئة في الأسابيع التي شهدت تطبيق إجراءات العزل، بينما انخفض المعدل العام للجريمة فيها بنسبة 10 بالمئة.
وفي أمريكا اللاتينية، انخفض معدل الاغتيالات في السلفادور إلى عمليتي قتل في اليوم خلال الشهر المنصرم، بينما كانت البلاد تشهد 600 عملية قتل يومياً قبل سنوات.
وانخفضت معدلات الجريمة في بيرو بنسبة 84 بالمئة في الشهر الماضي، حيث تم الإبلاغ عن عمليات قتل وحوادث مرور معدودة، بعد أن كانت البلاد تحصي 15 جثة مرتبطة بعمليات قتل في وقت سابق.
وأعلنت الشرطة في جنوب إفريقيا عن انخفاض كبير في الجرائم خلال الأسبوع الأول من تطبيق إجراءات العزل، حيث تم تسجيل 101 عملية اغتصاب مقابل 700 تم تسجيلها في فترة مماثلة قبل العزل، كما انخفض عدد جرائم القتل إلى 94 بعد أن كانت 326 في أسبوع.
بالتوازي، قالت آن لاريغودري الأمينة العامة التنفيذية للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية: إن “المسار الذي يدفع الفيروس للانتقال من مجموعة من الفقريات، كالخفافيش على سبيل المثال إلى البشر، معقد لكنه من فعل البشر.. النشاطات البشرية توفر الفرصة للجراثيم والفيروسات للاقتراب من الإنسان”، وأضافت: إن الأمراض حيوانية المنشأ تحصد نحو 700 ألف ضحية من البشر سنوياً، بغض النظر عن جائحة كورونا.
وحذّرت من أن فيروسات أخرى ستتبع المسار نفسه في حال عدم اعتماد تغييرات في نشاط البشر، وأشارت إلى أن الأمراض حيوانية المنشأ التي تنتقل إلى الإنسان ليست جديدة ومنها السل وداء الكلب والملاريا وداء المقوسات.
من جانبه اعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن 60% من الأمراض البشرية المعدية، مصدرها الحيوانات.
وترتفع هذه النسبة إلى 75% في حالة الأمراض المعدية “الناشئة”، مثل إيبولا وفيروس “إتش أي في” المسبب لمرض الإيدز، وإنفلونزا الطيور، وزيكا والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة “سارس”.
ومن العوامل، قطع أشجار الغابات لأغراض الزراعة وتربية الحيوانات بشكل مكثف، التي قد تشكل بدورها “جسراً” مع الإنسان (ولاسيما من خلال تطوير مقاومة على المضادات الحيوية المستخدمة كثيرا في الزراعة الصناعية)، وتوسع المدن وتشرذم المواقع الطبيعية ما يؤثر على التوازن بين الأنواع. ويضاف إلى ذلك التغير المناخي الذي قد يدفع بعض الحيوانات الناقلة للمرض إلى الانتشار في أماكن لم تكن تقيم فيها سابقاً.
وتحدد دراسة أجراها باحثون أمريكيون قبل ظهور الوباء الحالي، القوارض والرئيسات والخفافيش على أنها “حاملة” لأغلب الفيروسات المنقولة إلى الإنسان (75,8%) إلا أن الحيوانات المنزلية تحمل أيضاً 50% من الأمراض حيوانية المنشأ.