باستثناء أمريكا.. مبادرة دولية لإنتاج لقاح ضد “كوفيد 19”
باستثناء أمريكا، أطلقت دول العالم، الجمعة، مبادرة دولية لإنتاج اللقاحات والعلاجات للوباء العالمي “كوفيد-19″، الذي أودى بحياة أكثر من 190 ألف شخص في العالم وتسبب بتوقف النشاط الاقتصادي.
وهذه المبادرة، التي عرضت خلال مؤتمر صحافي افتراضي، ضمت العديد من الدول، بينها فرنسا وألمانيا، ومنظمات دولية وشركات في القطاع الخاص وكذلك مؤسسة بيل وميلندا غيتس، أحد أكبر المساهمين في منظمة الصحة العالمية، والتي أدرجت تسعة لقاحات روسية مطورة ضد الفيروس التاجي في قائمة اللقاحات الواعدة، من أصل 83 لقاحاً مرشحاً، 77 منها في مرحلة الدراسات ما قبل السريرية، و6 في طور التجارب السريرية العملية.
وفي مؤتمر عبر دوائر تلفزيونية، وصفت الأمم المتحدة المبادرة بأنها “تعاون تاريخي” لمحاربة الوباء، في حين أن الولايات المتحدة لم تشارك في إطلاق مبادرة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
وتهدف المبادرة إلى تسريع تطوير الأدوية والاختبارات واللقاحات الآمنة والفعالة للوقاية وتشخيص وعلاج كورونا، والعدالة في الحصول على العلاج للأغنياء والفقراء على حد سواء.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في الاجتماع الافتراضي، “نواجه تهديداً مشتركاً لا يمكننا هزيمته إلا بإتباع نهج مشترك”، وأضاف: “علمتنا التجارب أنه حتى عندما تكون الأدوات موجودة، فإنها لا تكون متاحة للجميع على قدم المساواة.. لا يمكن السماح بأن يحدث هذا”.
ولم يتم تقديم أي توضيح بشكل ملموس حول آلية التعاون التي يفترض إقامتها في إطار هذه المبادرة.
وفي الشق المالي، ستشرف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في 4 أيار على مؤتمر للمانحين هدفه جمع 7.5 مليار يورو (8.10 مليار دولار) لتعزيز جهود العمل في الوقاية والتشخيص والعلاج، وأضافت: “هذه خطوة أولى فقط وستكون هناك حاجة للمزيد في المستقبل”.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “أننا نواجه عدوا عالميا لا مثيل له. إن خلو العالم من كوفيد-19 يتطلب بذل أكبر جهد في مجال الصحة العامة تاريخيا”، وشدد على أن “العالم بحاجة إلى تطوير وإنتاج لقاحات وعلاجات وطرق تشخيص آمنة وفعالة ضد كوفيد-19 وتوزيعها بشكل عادل. ليس اللقاح أو العلاج لدولة أو منطقة أو نصف العالم بل للجميع في كل مكان”، وأضاف: “لن يكون أي واحد منا في أمان حتى نكون جميعا في أمان. كوفيد-19 لا يحترم أي حدود. وجود كوفيد-19 في أي مكان يشكل تهديدا للناس في كل مكان”.
والقلق مصدره بشكل خاص الدول الأكثر فقراً التي لا تملك الإمكانات المالية لمنافسة الدول الثرية في السباق لشراء مخزونات اللقاحات والأدوية أو فحوصات الكشف عن الفيروس.
أما الرئيس الفرنسي فقال من جهته: “سنواصل الآن تعبئة جميع دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين لدعم هذه المبادرة، ويحدوني الأمل في أن نتمكن من التوفيق بين الصين والولايات المتحدة حول هذه المبادرة المشتركة، لأن المعركة ضد كورونا مصلحة مشتركة ولا ينبغي أن يكون هناك انقسام حتى نكسب هذه المعركة”.
رئيس جنوب أفريقيا، الذي يترأس الاتحاد الأفريقي، حذّر بدوره من أن القارة، بمعايير الرعاية الصحية السيئة بشكل عام، “مناعتها ضعيفة بشدة أمام أضرار هذا الفيروس وتحتاج إلى الدعم”.
وشارك رؤساء من آسيا والشرق الأوسط والأميركيتين، لكن متحدثاً باسم البعثة الأميركية في جنيف قال: إن “الولايات المتحدة لن تشارك”، موضحاً أنه “لن تكون هناك مشاركة رسمية أميركية.. نتطلع لمعرفة المزيد عن المبادرة لدعم التعاون الدولي في تطوير لقاح لكوفيد-19 في أقرب وقت ممكن”.
وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق منظمة الصحة العالمية، واتهمها “بالبطء في رد الفعل على تفشي المرض وتركيز اهتمامها على الصين”، وأعلن تعليق التمويل لها، فيما نفت المنظمة الاتهامات الأميركية.
وأصيب حوالى أكثر من 2.7 مليون شخص بالمرض الذي أودى بحياة ما يقرب من 190 ألف إنسان منذ ظهوره في مدينة ووهان بوسط الصين في أواخر العام الماضي، وفقاً لإحصاءات مؤسسة “هوبكينز” الأميركية.
وفي مواجهة حالة الطوارئ الصحية، بدأ السباق العالمي بين المختبرات لإيجاد اللقاح المناسب مع احتمال تحقيق أرباح كبيرة في نهاية المطاف. وأُطلقت ستة تجارب سريرية، خصوصاً في بريطانيا وألمانيا.