إيران تتّجه لتخفيف قيود الإغلاق وفق حالة المناطق
ارتفع عدد الوفيات جراء فيروس “كورونا” في إيران، أمس الأحد، إلى 5710، بعد تسجيل 60 وفاةً في آخر 24 ساعة، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، إن البلاد سجّلت 1153 إصابة جديدة بالفيروس، وارتفع إجمالي الإصابات بذلك إلى 90481، موضحاً أن 3079 مصاباً حالتهم حرجة، بينما تعافى 69657 آخرون، فيما ستُصنّف إيران مناطق تفشي فيروس “كورونا” في مدنها ومحافظاتها وفق حجم الإصابات والوفيات المسجّلة فيها، وستتم مراجعة القيود وفقاً لذلك.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده ستقسّم إلى مناطق بيضاء وصفراء وحمراء طبقاً لانتشار الفيروس ومقررات وزارة الصحة، وقال، خلال جلسة المركز الوطني لمكافحة كورونا، “من غير الممكن حالياً تحديد موعد انتهاء كورونا، لعدم التوصل حتى الآن إلى دواء أو لقاح حاسم للفيروس، وبالتالي لا يمكن وضع رؤية اقتصادية واجتماعية دقيقة”، مضيفاً: “الحل الوحيد حالياً هو التمسك بأساليب الوقاية، كالتباعد الاجتماعي والالتزام بالتعليمات الصحية”، لافتاً إلى أن المواطنين التزموا بشكل جيد بهذه الأمور.
وبشأن تقسيم البلاد إلى مناطق باللون الأبيض والأصفر والأحمر، أشار الرئيس الإيراني إلى أن “هذه التقسيمات لا تعتمد على الجغرافيا بل سيكون المعيار هو مدى انتشار كورونا وتداعياته وهذا ما ستحدّده وزارة الصحة”، وأضاف: “على سبيل المثال إذا شهدت إحدى المدن عدم مراجعة المستشفيات وانعدام الوفيات بسبب كورونا وزيادة شفاء المبتلين بالفيروس، وتكرّر ذلك على مدى أسبوع، ستُصنّف في الأسبوع الثاني هذه المنطقة على أنها بيضاء، ويستمر تطبيق هذا المعيار لتكون هناك مناطق صفراء وحمراء”، وتابع: في حال أعلنت وزارة الصحة رسمياً المناطق البيضاء سيكون بالإمكان فتح المراكز الدينية في هذه المناطق أوائل أيار المقبل أو في منتصف شهر رمضان المبارك، مشدداً على ضرورة التزام المواطنين بالتوصيات الصحية لكي تبقى المناطق البيضاء كما هي، وتتحوّل الصفراء والحمراء إلى بيضاء أيضاً.
وتقدّم روحاني بالشكر والتقدير مرة أخرى لأبناء الشعب وللعاملين في القطاع الخاص والقطاعات غير الحكومية والقوات المسلحة وما صنعته جهودهم في مواجهة كورونا والحد من انتشاره، قائلاً: “هذا ما يزعج الفضائيات المعادية”، كما أكد أن الأعداء ينزعجون جداً عندما “نعلن أن وضعنا جيد في مواجهة الوباء”، ودعاهم بتهكم إلى أن يصموا آذانهم لكي لا يسمعوا الأخبار الجيدة عن إيران، ولا يعرفوا عن المشاريع المهمة التي افتتحتها يوم الخميس الماضي ومن بينها مشروع بكلفة مليار دولار”، ولفت إلى أنه “بعد زيادة إنتاج المعقمات والمطهرات، باتت إيران قادرة على تصدير هذه المواد إلى الدول الأخرى”.
بدوره، أكد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، خلال اجتماع لجان الاقتصاد المقاوم في محافظات إيران عبر الفيديو كونفرانس، أن أولوية البلاد هي الحفاظ على استمرارية الإنتاج، داعياً الجميع إلى بذل المزيد من السعي والجهد في هذا الشأن، وأضاف: “رغم ظروف الحظر المفروضة على البلاد لا نواجه مشكلة من ناحية التقنيات والتواصل مع السوق العالمي، بل تمكنا من تحقيق نمو كبير في مختلف المجالات الاقتصادية ونتخذ خطوات جبارة في كافة الأصعدة”، مشدداً أنه لدى الحكومة عزيمة جادة في تنفيذ البرامج المتعلقة بالاقتصاد المقاوم لتعزيز اقتصاد البلاد؛ وأنها كرّست جميع خططها وبرامجها في استخدام كافة الطاقات والقدرات والموارد الداخلية من أجل تحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن أولوية البلاد هي حفظ الإنتاج واستمراره، وأن على الجميع السعي وبذل الجهود في هذا الشأن.
بالتوازي، أعلن المساعد التنسيقي بالقوة البرية للجيش الإيراني العميد علي جهانشاهي تحقيق زيادة بنسبة 50 بالمئة في القدرات التنقلية، وتزويد جمیع وحدات المخابرات القتالية لدى هذه القوة بالطائرات المسيرة، وأضاف: “تم في هذا السياق تطوير الألوية الثقيلة إلى وحدات وألوية قتالية، مضافاً إلى وحدات المشاة والقوات الخاصة بالجيش التي تحوّلت إلى قوات خاصة للرد السريع”، كما لفت إلى إنجاز عمليات صيانة واعادة تأهيل وتطوير الوحدات القتالية المدرعة للجيش، مبيناً أن 90 بالمئة من الدبابات والمدرعات والآليات الميكانيكية خضعت لعمليات الصيانة والتطوير محلياً وأصبحت جاهزة للخدمة، ونوّه أن القوة البرية للجيش الإيراني قادرة على صيانة وتطوير جميع آلياته المدرعة، بالإضافة إلى بلوغها مستوى الاكتفاء الذاتي في إنتاج قطع الغيار المستخدمة لصيانة وإعادة تأهيل المروحيات أيضاً.