السفير الروسي بدمشق: يجب رفع العقوبات الغربية على سورية فوراً
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيوتر ماورير الأوضاع الإقليمية وحالات الأزمات في مناطق مختلفة من العالم، حيث تمّ التشديد على تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في سورية وجنوب شرق أوكرانيا، فيما أكد السفير الروسي في دمشق الكسندر يفيموف أن العقوبات الغربية المفروضة على سورية تترك آثاراً خطيرة على البلاد، وخاصة في ظروف انتشار فيروس كورونا، مشدّداً على أن روسيا تطالب بالرفع الفوري لهذه العقوبات، في وقت أكد عضو مجلس الدوما الروسي فيتالي فالنتينوفيتش ميلونوف أن عملاء أمريكا و”إسرائيل” والممولين من قبلهما ينشرون الأنباء المضللة والكاذبة بشأن الموقف الروسي من سورية والعلاقات المشتركة بين البلدين، في محاولة يائسة للتأثير في مجرى تلك العلاقات بأسلوب قذر.
وقال يفيموف: “المشكلة الرئيسية التي تحمل في طياتها خطر عدم المعرفة بحيثيات مكافحة فيروس كورونا في سورية تتجلّى في العقوبات الغربية المفروضة عليها، إذ أن عواقب هذه العقوبات في الظروف الحالية تصبح أكثر سوءاً”، ولفت إلى أن روسيا، وبعض البلدان الأخرى، أعلنت وقوفها إلى جانب الرفع الفوري للعقوبات أحادية الجانب التي تعرقل جهود الحكومات، وخاصة الحكومة السورية، في مكافحة وباء فيروس كورونا، وأضاف: إن نداءات روسيا في هذا الشأن تبقى دون استجابة لأن المنتفعين المعروفين من سياسة العقوبات لا ينوون التخلي عن هذا النهج، بل وعلى العكس من ذلك أنهم مستعدون لزيادة مواصلة الضغط على سورية وغيرها.
وأوضح يفيموف أن الحكومة السورية تحقق نجاحات كبيرة في التصدي لفيروس كورونا في البلاد، وهي تبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي، على الرغم من الحرب المفروضة عليها والعقوبات وتعرّض المؤسسات الصحية على الخصوص لأضرار جسيمة جراء الإرهاب، منوّهاً بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للتصدي للفيروس.
ونبه السفير الروسي إلى خطورة انتشار الفيروس في المناطق التي تحتلها القوات الأمريكية بالجزيرة السورية وفي منطقة التنف نظراً لوجود الظروف المواتية لتفشيه في هذه المناطق.
وفي سياق آخر، شدد السفير الروسي على أن الدعوات الغربية الموجّهة إلى الحكومة السورية لوقف العمليات الحربية ضد الإرهابيين لا علاقة لها إطلاقاً بالحرص على حياة المواطنين وإنما تهدف إلى تقويض عملية مكافحة الإرهاب، وأكد أن موسكو تعول على استئناف عملية الحل السياسي للأزمة في سورية بمجرد الانتهاء من مخاطر انتشار جائحة كورونا التي أدت إلى عدم انعقاد الجلسة الدورية للجنة الدستورية، والتي كان مخططاً لانعقادها في نهاية شهر آذار الماضي.
يأتي ذلك فيما أكد عضو مجلس الدوما الروسي، فيتالي فالنتينوفيتش ميلونوف، أن سورية تتعرّض لحرب خارجية متعددة الأوجه، أبرزها الإرهابية المتمثّلة بالتنظيمات الإرهابية “كداعش والنصرة” المدعومة أمريكياً وغربياً وإسرائيلياً، والإعلامية التي يتولاها عملاء أمريكا و”إسرائيل” ويولون لها أهمية متزايدة مؤخراً وبأساليب قذرة في محاولة يائسة للتأثير في العلاقات الروسية السورية المتينة، وشدد على أن علاقات الصداقة والتفاهم بين روسيا وسورية راسخة وأبدية، وقال: إن قلوب الروس تنضح بالحب ازاء سورية وشعبها.
وأكد ميلونوف أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله، ولا يحق لأحد التكلم باسمه، مشيراً إلى وجود عملاء في الداخل والخارج يتلقون تعليمات المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وينشرون الأنباء المضللة والكاذبة بشأن الموقف الروسي من سورية والعلاقات المشتركة بين البلدين، موضحاً أن روسيا لا تهتم لهؤلاء العملاء لأن موقفها، الذي يحظى بدعم الشعب الروسي، واضح في دعم ومساندة الدولة والقيادة السورية.
وكانت سفارة روسيا الاتحادية في لبنان أكدت الاثنين أن كل الأخبار الكاذبة والافتراءات التي انتشرت في الآونة الأخيرة في بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الموقف الروسي مما يحدث في سورية “حلقة من مسلسل تضليلي مدسوس” مصيره الفشل.
وانتقد النائب اللبناني السابق إميل لحود استمرار الإدارة الأمريكية بفرض الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب على سورية، وخاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، وقال “إن الأمريكيين كشفوا من خلال استمرارهم في فرض تلك الإجراءات الاقتصادية نواياهم الحقيقية تجاه سورية”، مضيفاً: “إن الأمريكي، الذي سرق المساعدات الطبية من حلفائه، لن ننتظر منه إلا الأسوأ”، ولفت إلى أن سورية اليوم تعوّل على نفسها وعلى حلفائها في التصدي لفيروس كورونا، الذي كشف حقيقة دول الغرب الأخلاقية والاقتصادية.
وفي القاهرة، استنكر ابراهيم زهران رئيس حزب التحرير المصري استمرار الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب على سورية، مؤكداً أنها تشكل جريمة كبرى ولا سيما في ظروف انتشار فيروس كورونا عالمياً، وشدد على وجوب وضع حد للسياسات الأميركية والغربية المعادية لسورية ورفع الإجراءات القسرية الأحادية عنها كي تتمكن من التصدي لفيروس كورونا بكامل طاقتها، وأضاف: “إن الدول التي فرضت الحصار على سورية تتحمل مسؤولية الأوضاع الإنسانية فيها وجميع الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية على مدار السنوات الماضية”، معرباً عن ثقته بأن سورية ستظل صامدة رغم الحصار والإجراءات القسرية.
وفي براغ، جدد الحزب الشيوعي التشيكي المورافي رفضه المؤامرات الدولية والعدوان الإمبريالي على سورية والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحق الشعب السوري، وطالب ستانيسلاف غروسبيتش نائب رئيس الحزب رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية بوضع حد لهذه الإجراءات المفروضة على سورية وإنهاء جميع عناصر الحرب الاقتصادية والضغوط التي تمارس عليها وعلى إيران وكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وغيرها من الدول، وأضاف: إن استمرار العمل بهذه الإجراءات الجائرة في ظل انتشار وباء كورونا عالمياً هو أمر غير إنساني بدون أي شك، داعياً إلى إلغائها فوراً.