طهران: سنرد بقوة على أي اعتداء أمريكي
دعت روسيا كلاً من الولايات المتحدة وإيران إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الخليج وعدم الخضوع للاستفزازات، وفق ما أعلنته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الأربعاء، فيما جددت إيران تأكيدها أن أي مغامرة ستقوم بها القوات الأمريكية الموجودة في الخليج بحق القوات الإيرانية ستلقى رداً غير مسبوق، داعية واشنطن إلى الكف عن التصريحات البهلوانية والانسحاب، وإلا فإن المنطقة إلى مزيد من التصعيد والتوتر.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إن القوات الأمريكية ستتلقى “صفعة أقوى من قبل إذا شنّت أدنى اعتداء على المياه الإقليمية الإيرانية ومصالح الشعب الإيراني”، ووصف تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإطلاق النار على الزوارق الإيرانية في حال اقتربت من القوات الأمريكية بأنها مجرد تصريحات في إطار الحرب النفسية وإرباك الرأي العام لتقوية رصيده في الانتخابات القادمة وللهروب من القضايا الداخلية في بلاده.
وكان الجيش الأميركي زعم، في وقت سابق، أن زوارق الحرس الثوري الإيراني قامت بتحركات خطيرة بالقرب من السفن الحربية الأميركية في الخليج، بسرعة عالية ومسافة قريبة جداً، واقتربت من إحدى السفن الأميركية بمسافة 45 متراً ومن سفينة أخرى بمسافة 10 أمتار، فيما أعلن ترامب أنه أمر القوات البحرية الأميركية بتدمير السفن الإيرانية التي تعوق حركة السفن الأميركية في الخليج.
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الخليج ممر مائي مهم للعالم بأسره كونه أحد المصادر المهمة لنقل الطاقة، مشدّداً على أن الخليج ليس حكراً للولايات المتحدة وحدها، وقال، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، إنه يجب على أمريكا أن تعلم أن الخليج ليس خليجها، وأن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد للحفاظ على أمن المنطقة.
من جانبها، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، “نود أن نؤكّد أن موسكو كانت تنظر دائماً إلى الاستقرار والأمن في الخليج باعتبارهما أحد العوامل الرئيسية التي تؤثّر على الوضع في السياق الإقليمي الأوسع”، وتابعت: “تستند مبادرتنا المعروفة جيداً بشأن الأمن الجماعي في المنطقة إلى هذا المنطق”.
يذكر أن مفهوم الأمن الجماعي بمنطقة الخليج، الذي تبنته روسيا العام الماضي، يتضمن رفض نشر قوات عسكرية لدول غير إقليمية في دول المنطقة.
من جانبه قال المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين نقوي حسيني: إن الأمريكيين ليس لديهم الحق بالاستدلال بالاتفاق النووي للتعليق على أنشطة إيران مثل إطلاق الأقمار الصناعية أو اختبار الأسلحة، مشيراً إلى أن الأمريكيين ليس لهم الحق أيضا في إبداء وجهات النظر حول المواعيد المقررة في الاتفاق لأنهم لم يعودوا من الدول الموقّعة عليه.
ولفت نقوي حسيني إلى أن الدول الأعضاء في الاتفاق النووي هي التي بإمكانها أن تستدل بالاتفاق حول أنشطة إيران، فيما الأمريكيون لم ينسحبوا فقط من الاتفاق بل أعلنوا أيضاً معارضتهم له، معتبراً أن موضوع إحالة قضية إيران إلى مجلس الأمن يتعيّن أن تكون لها أسباب قانونية، وقد أعلن بعض أعضاء مجموعة الـ “5+1″، الذين لا يزالون في الاتفاق النووي، موقفهم بوضوح، فروسيا أكدت أن نشاط الأقمار الصناعية الإيرانية لا يتعارض مع الاتفاق النووي، كما أن التقارير المتكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران الكامل بالاتفاق.
بالتزامن، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “لن نسمح لإيران بشراء أنظمة أسلحة تقليدية عندما يتمّ رفع حظر السلاح”.
وكان بومبيو دعا إلى تمديد حظر بيع الأسلحة التقليدية لإيران بعد تشرين الأول المقبل، وذلك عقب إعلان إيران إطلاقها قمراً اصطناعياً عسكرياً.
وردّاً على تلك التصريحات، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن محاولات واشنطن الرامية إلى تمديد القيود العسكرية على إيران تشكّل انتهاكاً للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وتتعارض مع القوانين الدولية والمعايير السياسية كافة، وقال: “الإدارة الامريكية قررت قبل عامين وعلى أعلى المستويات داخل البيت الأبيض الانسحاب من الاتفاق النووي منتهكة بذلك القرار 2231 والتعهدات التي قطعتها بموجب الاتفاق.. وبالتالي فإن زعمهم بأنهم لايزالون جزءاً من الاتفاق النووي يشكل فكاهة تاريخية لم يسبق لها مثيل ومرفوضة”.
وشدّد تخت روانجي على أن العملية الناجحة لإطلاق القمر الصناعي “نور” في إيران تمّت بما يتفق مع القرار الأممي 2231، موضحاً أن هذا القرار يشير بصراحة إلى “الصواريخ المصممة لحمل الرؤوس النووية، فيما الصواريخ التي تختبرها إيران لم تصمم لهذا الغرض نظراً لأنه لا رؤوس نووية في إيران إطلاقاً”، وذكّر بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت مراراً أن النشاطات الإيرانية سلمية بامتياز وعليه فإن صواريخنا لم تصمم لغير ذلك.