إعادة تشغيل الدماغ.. لتسجيل الذكريات!
عرف العلماء منذ فترة طويلة أن أدمغتنا تحتاج إلى النوم لمراجعة أحداث اليوم ونقلها إلى خزان ذكريات طويلة المدى. وأثناء النوم، يعيد الدماغ أنماط الانطلاق العصبي التي حدثت أثناء الاستيقاظ، والمعروفة أيضا باسم “إعادة التشغيل دون اتصال”، ويُعتقد أن إعادة التشغيل تكمن في توطيد الذاكرة، وهي العملية التي تكتسب من خلالها الذكريات الحديثة مزيدا من الدوام في تمثيلها العصبي.
ولاحظ العلماء سابقا حدوث إعادة التشغيل لدى الحيوانات، ولكن الدراسة التي أجراها جان بابتيست أيشنلوب من مستشفى ماساتشوستس العام، وبيتا جاروسيفيتش، الأستاذة المساعدة للأبحاث في BrainGate، اختبرت ما إذا كانت الظاهرة تحدث في أدمغة البشر أيضا.
وطلب الفريق من المشاركين أخذ قيلولة قبل وبعد ممارسة لعبة sequence-copying. ومارس المشاركون اللعبة بأذهانهم، متخيلين تحريك المؤشرات بأيديهم إلى أهداف مختلفة واحدة تلو الأخرى. وبينما استراح المشاركون، سجل الباحثون النشاط المرتفع لمجموعات كبيرة من الخلايا العصبية الفردية في أدمغتهم من خلال مجموعة الأقطاب الكهربائية. وبعبارة أخرى، بدا الأمر كما لو أن المشاركين استمروا في اللعب أثناء نومهم، ويعيدون نفس الأنماط في أدمغتهم على مستوى الخلايا العصبية. وقالت جاروسيفيتش: “هذا هو أول دليل مباشر على أن لدى البشر أيضا إعادة تشغيل أثناء الراحة بعد التعلم، ما قد يساعد في تعزيز تلك الذكريات”.