“كعك العيد” يجمع الأقرباء والأصدقاء
دأب أهالي السلمية ومنذ سنوات طويلة على إتباع طقس شعبي أسروي من خلال اجتماع الأسر السلمونية صغارهم مع كبارهم وتواجد معهم بعضاً من أقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم في الأعياد من أجل صناعة حلوى “كعك العيد” التي تعتبر محببة عند كل الأعمار، فهي تمتاز بمذاقها اللذيذ ورائحتها الشهية التي تفوح في كل أحياء المدينة بأيام قليلة تسبق العيد. وفي مثل هذه الأيام والناس يستعدون لاستقبال العيد لا يمكن أن يمر المرء بأي شارع من أحياء مدينة السلمية دون أن ترحب به رائحة المحلب واليانسون والشمرة وهي من مكونات هذه الحلوى الشهيرة الأساسية.
كعك العيد في مدينة السلمية هو أكثر من حلوى شهية، هو تجمع وتواصل بين الأقرباء والأصدقاء للاحتفال بالعيد السعيد، بل هو مشاركة تلفها المحبة وصلة الرحم، حيث يشارك في صناعته الجميع بعد أن يكون خبر تصنيعه قد انتشر في الحي، فلن تجد أي شخص كبيراً كان أم صغيراً يقف على الحياد، فالنساء يحضرن العجينة الأساسية والأطفال يقومون بـ”العرك” ثم يتم تقطيع العجينة في ماكينة فرم كانت يدوية وآخرين يجهزون الفرن البدائي لطهي الحلوى اللذيذة التي توضع كأقراص في الصواني ولتخرج ناضجة بلون وردي وبرائحة فواحة شهية.
اليوم وبسبب فوضى الحياة وانشغال الناس بهمومهم وغلاء مواد هذه الحلوى بدأت تنحسر صناعة كعك العيد في المنازل كأيام زمان، حتى أن البيوت التي ما زالت تصر على صناعته لم تعد تصنع هذه الحلوى باحتفالية كما كانت خاصة أن محلات بيع هذا الكعك التراثي تزايدت في مدينة السلمية ولم يبق منها إلا مشاهد في الذاكرة، حيث لن تغيب صورها الجميلة عن مخيلة من شهدها في تلك السنين.
نزار جمول