تحقيقات

الأطفال.. معاناة تصادر براءتهم.. وحرمان قاس من الحقوق…!

أحيا العالم في الرابع من حزيران اليوم العالمي لضحايا أطفال الحرب، والذي خصصته الأمم المتحدة في العام 1982 بهدف ضمان حصول الأطفال على حقهم في الحرية والكرامة وتوفير أرضية ملائمة لهم حتى يتمكنوا من أن يكبروا في بيئة آمنة ومناسبة تتوفر فيها الحماية ولا يتعرضون فيها للعنف والاستغلال، تضمن حقوقهم الأساسية من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية.. إلخ، وفي حقيقة الأمر كل ما استطاعت تلك المنظمات المنضوية تحت راية الأمم المتحدة سواء يونيسيف وغيرها من عمله هو تأمين الحد الأدنى من الحماية للأطفال الذين يتواجدون في أماكن خطرة ويتعرضون للإرهاب والعنف، إضافةً إلى إحصائيات تصدرها من وقتٍ لآخر تظهر وتبيّن الواقع السيئ جداً الذي يعيش فيه أطفال تلك البلدان، والمعاناة الكبيرة نتيجة الصراعات القائمة في بلدانهم.

أطفال سوريون
من المؤسف أن أطفال سورية الذين كانوا يتمتعون بحياة ملؤها السلام والأمان مكنتهم من الحصول على مستوى جيد من التعليم والرعاية الصحية باتوا اليوم أكبر ضحايا الحرب نتيجة الإرهاب الذي تعرضت له البلاد، ما اضطر الكثير منهم لترك التعليم، حيث تسجل الإحصائيات نسبةً مخيفةً من الأمية التي تفشت بينهم، خاصةً في المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، والتي أُجبر فيها الأطفال هناك على حمل السلاح بدل الكتاب وتعرضوا لغسيل دماغ لاستغلالهم في عمليات انتحارية ينفذها فتيةً لم يتجاوز عمر واحدهم خمسة عشر عاماً، إضافةً إلى زواج القاصرات في المخيمات والذي وصل لحد الاستعباد! كل هذا قابله تجاهل فاضح للمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الأطفال ومناهضة العنف الحاصل لهم، ومن المعروف لدى الجميع أنه وفي حال نشوب حوادث عنف في أي مكان يكون الأطفال هم الشريحة الأكثر ضعفاً و الأكثر تضرراً، وهنا لا يخفى على أحد الانتهاكات التي تعرض لها أطفال سورية من حوادث خطف وقتل وعنف جنسي وجسدي واعتداءات على المدارس بقذائف الهاون التي راح ضحيتها مئات الأطفال أثناء ذهابهم إلى مدارسهم لا بل لم يسلموا منها حتى وهم ضمن صفوفهم، أضف على ذلك التفجيرات، حيث ما زالت صور الأطفال ضحايا تلك التفجيرات شاهدة على جدران مدارسهم، ففي إحدى التفجيرات التي حدثت في مدينة حمص وسط سورية استشهد 41 طفلاً في هجومٍ مزدوج استهدف الأطفال أثناء خروجهم من المدرسة، ما أحدث مجزرةً بحق هؤلاء الأطفال.
خلّفت الحرب الإرهابية التي عانينا منها مشاكل كثيرةً جداً، ولاسيما بحق الأطفال مثل أزمة الهوية، حيث تركت الطفل في حيرةٍ من أمره لا يعرف لمن ينتمي؟، وجعلت الأطفال في وضعٍ مأساويٍ يعانون فيه الفقر والتشرد والخوف ومشاكل نفسيةٍ وجسديةٍ، ما يجعلنا أمام تحدياتٍ صعبةٍ بسبب ما ستخلفه من آثار سيئة على الأطفال والتي ستظهر في المستقبل على جيلٍ كاملٍ، فخطورتها لن تنتهي بانتهاء الحرب بل ستمتد إلى المستقبل القريب والبعيد، لذلك علينا كمؤسسات رسمية ومجتمعية أن نعتمد على أنفسنا لنتمكن من مساعدة هؤلاء الأطفال على تخطي ما أمكن من مشكلاتٍ نفسية إذا لم نعالجها ستكون ارتداداتها على المجتمع ككل، وهنا لا بد من أن تتحمل أيضاً المنظمات الدولية مسؤولياتها وأن تترجم أهدافها النبيلة لتبرهن على صدق أقوالها وتقدم المساعدة والعون إذا كانت فعلاً جادةً وصادقة فيما تدعيه!.
لينا عدرة