أوروبا تطلب دعم الناتو لكبح تدفق السلاح الأردوغاني إلى ليبيا
طلب الاتحاد الأوروبي مساعدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مهمته البحرية الرامية إلى فرض تطبيق حظر الأسلحة على ليبيا، بعدما منعتها قوات النظام التركي من تفتيش سفينة مشبوهة، وفق مصادر متطابقة.
وأفاد مسؤول أوروبي كبير أن الاتحاد الأوروبي يتواصل مع حلف شمال الأطلسي للتباحث في “كيفية إيجاد ترتيبات” مع عملية “سي غارديان” التابعة للحلف والجارية في شرق المتوسط.
وتأتي هذه المبادرة عقب رفض نظام أردوغان الأربعاء أن تقوم سفينة يونانية تعمل ضمن المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي (المسماة عملية إيريني) بتفتيش سفينة شحن يشتبه في انتهاكها حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وكانت ترافق سفينة الشحن سفن عسكرية تركية.
وجرى إطلاق عملية “إيريني” لوقف إيصال الأسلحة إلى ليبيا التي تشهد صراعا بين ميليشا الوفاق، التي يقودها فايز السراج، وتحظى بدعم نظام أردوغان، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتسيّر سفينتان لحلف شمال الأطلسي دوريات في المتوسط في إطار عملية “سي غارديان” لمراقبة الحركة البحرية وتلافي وقوع أنشطة إرهابية والمساهمة في استقرار المنطقة.
ووفّر حلف شمال الأطلسي لعدة أعوام معلومات ودعما لوجستيا لعملية صوفيا التي خلفتها عملية إيريني. وقال مسؤول كبير من الحلف: إن “الحلفاء (أعضاء الناتو) يناقشون حالياً الطريقة التي يمكن أن يساعد بها الحلف عملية إيريني البحرية الجديدة”، وأضاف: “من المهم أن يطبق حظر الأسلحة الذي أقرته الأمم المتحدة بشكل كامل”، بينما يستعد وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لمناقشة الملف الليبي خلال اجتماع عبر الفيديو الأسبوع المقبل.
وأجرت قوات أردوغان مناورات عسكرية في شرق المتوسط هي الأحدث والأوسع. وشاركت ثماني فرقاطات وطرادات و17 مقاتلة في هذه التدريبات، التي استمرت ثماني ساعات على ألفي كلم ذهاباً وإياباً من الشرق إلى الغرب، فيما يبدو أنه استعراض للقوة مرتبط بالنزاعات التي فجّرها أردوغان على أكثر من جبهة.
وتأتي المناورات في وقت يشهد شرقي المتوسط توتراً بسبب النزاع في ليبيا، الذي تضطلع فيه أنقرة بدور محوري، حيث أرسلت شحنات أسلحة ثقيلة وعربات مدرعة وطائرات مسيرة إلى طرابلس إضافة إلى آلاف المرتزقة من فصائل سورية تكفيرية، من جهة، والتوتر بين نظام أردوغان واليونان بشأن عمليات التنقيب التركية في مناطق متنازع عليها غنية بالطاقة، من جهة ثانية.
ومنذ أشهر تضاعف تركيا عمليات التنقيب قبالة سواحل قبرص متحدية الضغوط الأوروبية التي تصف العمليات بأنها “غير مشروعة”.
يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية أمس الجمعة أن أنقرة قد تقيم قاعدتين في ليبيا واحدة في جنوب غرب طرابلس للطائرات دون طيار والثانية في مدينة مصراتة.
ويُعدّ سباق موارد الطاقة في شرق المتوسط من أكبر المشكلات التي تعاني منها هذه المنطقة، بل أسوأها وأكثرها واقعية وإلحاحاً، برأي الخبراء، الذين يُبدون مخاوفهم من اندلاع نزاع عسكري مسلح.
وفي نهاية آذار الماضي قالت صحيفة “كاثيمريني” اليونانية: إن ست فرقاطات تابعة للبحرية التركية وناقلة نفط، تمّ رصدها بين جزيرة كريت اليونانية وليبيا في منطقة مخصصة للتدريبات البحرية، موضحة أن عدد السفن العسكرية التركية في المنطقة يتجاوز “سفن الاتحاد الأوروبي التي تشارك في عملية إيريني قبالة سواحل ليبيا”.
وتذهب صحف روسية في قراءتها للتوترات في شرق المتوسط إلى أبعد من مجرد استعراض للقوة، مرجحة أن تجرّ الاستفزازات التركية المنطقة إلى حرب في أية لحظة، ولفت سيرغي مانوكوف في مقال تحت عنوان “اليونان مُستعدّة للحرب مع تركيا”، إلى أن وزير الدفاع اليوناني لم يستبعد في تصريحات سابقة أي خيار في مواجهة الاستفزازات التركية بما فيها الخيار العسكري، فيما يدعم الاتحاد الأوروبي، الذي ندد مراراً بالخروقات التركية ولوح بفرض عقوبات على تركيا، أثينا ونيقوسيا.
لكن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه في موقع اضعف بكثير مما كان عليه قبل عدة سنوات في ظل انقسامات ونزعات انفصالية بدأتها بريطانيا وتفكر فيها دول أخرى مثل ايطاليا التي هي على خلاف كبير مع بروكسل.
صحيفة “سفوبودنايا بريسا” أشارت كذلك، في مقال كتبه المحلل السياسي الروسي دميتري روديونوف (نشره موقع روسيا اليوم أيضاً)، إلى أن اليونان مُستعدّة لأيّ إجراء لحماية حقوقها السيادية بما في ذلك المواجهة العسكرية مع نظام أردوغان.