دمشق: إدارة ترامب عصابات وقطاع طرق.. موسكو: سندعم سورية عسكرياً وإنسانياً
أكدت سورية أن الحزمة الأولى من الإجراءات الأمريكية ضد سورية تنفيذاً لما يسمى “قانون قيصر” تكشف تجاوز الإدارة الأمريكية لكل القوانين والأعراف الدولية والمستوى الذي انحدر إليه مسؤولو هذه الإدارة، مشدّدة على أن الشعب السوري وجيشه الباسل لن يسمحا لمحترفي الإجرام الأسود في البيت الأبيض بإعادة إحياء مشروعهم المندحر، فيما أكد فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن روسيا ستواصل دعم سورية في المجالين الإنساني والعسكري وفي مكافحة الإرهاب، في وقت أكد مندوبا روسيا والصين لدى الأمم المتحدة أن العقوبات الأمريكية ضد سورية تستهدف الشعب السوري وتزيد معاناته، واستمرارها يشكل عملاً غير أخلاقي في ظل مكافحة سورية كبقية دول العالم في مواجهة جائحة كورونا.
فق أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس الأربعاء أن الحزمة الأولى من الإجراءات الأمريكية ضد سورية تنفيذاً لما يسمى “قانون قيصر” تكشف تجاوز الإدارة الأمريكية لكل القوانين والأعراف الدولية والمستوى الذي انحدر اليه مسؤولو هذه الإدارة ليلامس سلوكيات العصابات وقطاع الطرق.
وأضاف المصدر: إن الإدارة الأمريكية التي تطارد مواطنيها في مختلف شوارع ولاياتها وتقتل الناس بدم بارد وتمارس أبشع أشكال التمييز العنصري في استنساخ لجرائم آبائها المؤسسين ضد سكان البلاد الأصليين هي آخر من يحق له التشدّق بالحديث عن حقوق الإنسان، لأن الإدارات الأمريكية أقامت دولتها على ثقافة القتل، ولا تقيم وزناً لأي قيم وتقابل بازدراء كل الأعراف والقوانين.
وتابع المصدر: إن حديث الإدارة الأمريكية عن حقوق الإنسان في سورية يتجاوز أبشع أشكال الكذب والنفاق وتكذبه سياساتها في دعم الإرهاب، الذي سفك دماء السوريين ودمّر منجزاتهم، ويأتي تصعيد العقوبات ضد الشعب السوري ليضيف بعداً وشكلا جديداً لهذا الإرهاب ومحاولة لتعويم مشروعها المترنح وهزيمة أدواتها من الإرهابيين، وأشار إلى أن الكثير من الدول أدانت العقوبات الأحادية اللامشروعة وطالبت برفعها فوراً بوصفها جريمة ضد الإنسانية وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي بشقيه الإنساني والسياسي، لكونها اعتداء على سيادة الدول، وخرقاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان واستهدافاً مباشراً له في حياته ولقمة عيشه.
وختم المصدر تصريحه بالقول: إن الشعب السوري وجيشه الباسل الذي أجهض بصموده الأسطوري وملاحمه البطولية المشروع الأمريكي دفاعاً عن سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً لن يسمحا لمحترفي الإجرام الأسود في البيت الأبيض بإعادة إحياء مشروعهم المندحر، وسيواجه هذا الشعب عقوباتهم بنفس العزيمة والإصرار التي هزم بها أدوات أمريكا من المجموعات الإرهابية، ولن ينخدع أحد بحرص ترامب ومسؤولي إدارته على السوريين لأن أهدافهم مفضوحة، كما هي حال سياساتهم التي تزرع الموت والدمار وعدم الاستقرار خدمة لمصالح “إسرائيل” في المنطقة.
وكان أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة أكدوا في رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العقوبات بحق الشعب السوري جريمة حرب وأحد أشكال العنصرية ويجب رفعها فوراً.
تزيد معاناة الشعب السوري
وفي نيويورك، أوضح مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن العقوبات الأمريكية ضد سورية تزيد من معاناة الشعب السوري، وقال: “إن المسؤولين الأمريكيين يتباهون حسبما سمعنا بأن عقوباتهم بالذات أسفرت عن تدهور الأحوال الاقتصادية الاجتماعية للشعب السوري بمثل هذه الدرجة”، وأضاف: إن الاتحاد الأوروبي مدد من جانبه أواخر أيار الماضي إجراءاته أحادية الجانب ضد سورية، فيما أعلنت روسيا مراراً وتكراراً أن هذه الإجراءات تضرّ بالاقتصاد السوري وتعرقل تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السوريين.
بدوره طالب مندوب الصين في الأمم المتحدة تشانغ جون الولايات المتحدة برفع الإجراءات أحادية الجانب المفروضة على سورية، داعياً إلى إحراز تقدم في العملية السياسية لحل الأزمة فيها، وقال: إننا نحث الولايات المتحدة على الاستجابة بنشاط للنداء العاجل الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية لرفع العقوبات أحادية الجانب على الفور، وشدد على أن سنوات الحصار الاقتصادي الغربي ضد سورية تسببت بمصاعب كبيرة للشعب السوري، ولا سيما النساء والأطفال، موضحاً أن العقوبات الأمريكية ستعيق حتما التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية وستضيق سبل عيش السوريين، كما أنها تشكل عملاً غير أخلاقي في وقت تكافح فيه سورية كبقية دول العالم في مواجهة جائحة كورونا.
كما شدد على موقف الصين الثابت بدعم العملية السياسية بقيادة سورية، وقال: إنه على الرغم من أن وباء كورونا تسبب بحدوث صعوبات إضافية للعملية السياسية إلا أن الصين تعتقد اعتقاداً راسخاً بأن العملية السياسية في سورية يجب ألا تتوقف تحت أي ظرف من الظروف، ولفت إلى أنه ينبغي تحذير المجتمع الدولي من الإرهابيين الذين يسعون إلى الاستفادة من الوضع الحالي ويجب ألا يسمح لهم بذلك.
عقوبات عقيمة
وفي موسكو، أكد فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن روسيا ستواصل دعم سورية بالرغم مما يسمى “قانون قيصر” الأمريكي، مبدياً قناعته بأن العقوبات الأمريكية “عقيمة وعديمة الفائدة” ولن تحقق شيئاً.
وشدّد جباروف في تصريح على أن سياسة العقوبات الأمريكية خاطئة ولا تعود بأي نتائج وتنعكس سلباً على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها، وجدّد التأكيد على أن روسيا ستواصل دعم سورية في المجالين الإنساني والعسكري وفي مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ليست مجلس الأمن الدولي، الذي تتصف عقوباته بأنها إلزامية التنفيذ من قبل جميع البلدان، لافتاً إلى أن ما يقوم به الأمريكيون عقيم وعديم الفائدة ولن يحققوا منه أي شيء، وأضاف: إن الولايات المتحدة لن تستطيع “ترويع روسيا” بالعقوبات التي ينصّ عليها القانون الجديد.
انتهاك للقوانين الدولية
وفي بيروت، أكد رئيس جمعية قولنا والعمل، الشيخ أحمد القطان، أن الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب ضد سورية تمثل إرهاباً اقتصادياً مصيره الفشل، وقال: إن أميركا تريد من وراء “قانون قيصر” أن تعاقب كل دولة ممانعة لسياستها، وخاصة سورية التي رفضت الخضوع للهيمنة الأمريكية، وأشار إلى أن سورية التي انتصرت في مواجهة الحرب الإرهابية التي شنت عليها ستنتصر على هذه المخططات والإجراءات الأمريكية.
من جانبها، جددت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة استنكارها “قانون قيصر”، مؤكدة أنه حلقة جديدة من المخططات الاستعمارية التي عرفتها المنطقة منذ عقود وكان مصيرها جميعاً الفشل، وأكدت، في بيان عقب اجتماع أعضائها في بيروت، أن لبنان كما سورية مستهدف بهذا القانون الذي يغلق أمامه بوابته الوحيدة إلى عمقه العربي والإقليمي ويحول دون تطوير اقتصاده المنتج، مشددين على أنه لا حل لمشكلات لبنان الاقتصادية والمالية والاجتماعية دون التواصل مع سورية.
وكان عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي قيصر عبيد وسفير روسيا الاتحادية لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين أكدا أن الإجراءات الأمريكية القسرية الأحادية الجانب ضد سورية تشكل “انتهاكاً للقانون الدولي وهي غير مشروعة وتدفع الأوضاع في المنطقة والعالم نحو المزيد من التأزم والتوتر”، وشدد الجانبان خلال لقائهما الثلاثاء على ضرورة احترام سيادة الدول وإدانة أي شكل من أشكال المس بها واعتبار ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات قسرية “خرقاً فاضحاً لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية”.