لينا ديب في المركز الوطني للفنون البصرية
تعرض حاليا في المركز الوطني للفنون البصرية أعمال الفنانة التشكيلية لينا ديب التي تعتمد فن الحفر في إنتاج أغلب أعمالها معتمدة على مساحة التقنية الواسعة لهذا الفن المدهش في جانبيه التجريبي التقني والذهني التعبيري، ولاحتمالاته التكرارية للنسخ المتعددة من اللوحة خاصة حين توفر شروط وأدوات كافية للمحترف في هذا الفن.
ولينا ديب واحدة من أولئك الحفارات السوريات القلائل اللواتي استطعن تأمين بيئة مناسبة لهكذا محترف، فضلا عن كفاءة خاصة تتمتع بها هذه الفنانة على المستوى الإداري والتعبوي لحمل هذه التجربة ووضعها في واجهة المنجز التشكيلي المحلي، فهي لم تنقطع عن المشاركة في الأنشطة الفنية التشكيلية والملتقيات الداخلية والخارجية حيث شاركت منذ سنوات قليلة في بينالي فينيسيا الدولي بمشاركة عدد من المصورين السوريين، ومشاركة أخرى في مهرجان المحرس التشكيلي في تونس.
ويذكر أنها عضو فاعل في المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين حيث أوكل لها مهمة العلاقات الخارجية، وكرمت من قبل وزارة الثقافة السورية، كما يحسب لها دأبها في اتجاه تطوير تجربتها الفنية على عدة مستويات تتميز بالبحثية الأكاديمية، حيث حصلت على درجة الماجستير من كلية الفنون في جامعة دمشق منذ عامين، وتواظب على تعزيز بحثها التقني وتطوير لوحتها التي يتداخل فيها أكثر اتجاه حيث الحفر والطباعة والتبصيم بعدة أساليب على جانب التصوير والتلوين،
وقد جاء معرضها هذا في جملة من الأعمال الواسعة في اتجاهاتها بحيث وسمت المعرض بخاصية البحث والتجريب بشكل كبير، وربما تحسب هذه الخاصية لصالح مشاغل المرسم أكثر من مشاغل اللوحة والبحث في عناصرها المؤلفة ومدلولاتها الجمالية، وتوق فاعلها إلى استكشاف عوالم غير متوقعة على المستوى البصري أملا في تثبيت خصوصية فنية تعبيرية..
لينا ديب المجتهدة أنجزت هذا المعرض الكبير الذي بذلت فيه جهدا واضحا امتد لسنوات عديدة فاستحقت التقدير من إدارة المركز الوطني حين قدم لمعرضها الفنان غياث الأخرس بقوله: “أعمال لينا ديب هي ذلك المرتكز النشوئي للحضارة الإنسانية، صور اكتشافية محملة برمزية تغتني بأسرار متواصلة مع الحراك البشري في التاريخ البعيد.. منتج فني تعزز بتقانة بحثية عبر تخلقات الطباعة والحفر حينا أو بتمازج الخطي واللوني بين الحفر والتصوير، أكد جدية مساره الإبداعي الذي فتح أمام الفنانة طريقا طويلا.
أكسم طلاع