مهرجان القنيطرة الثقافي.. مهرجان الجولان
تستمر فعاليات مهرجان القنيطرة الثقافي الذي افتتح الأسبوع الماضي في دار الأوبرا بتكريم عدد من مثقفي وفناني المحافظة وهم: د.عبد الكريم الحسين– جانسيت قازان– محمد أبو خالد– عبد الكريم العمر– غسان شميط – لميس الأحمد– جمال العلي– خالد القيش– يوسف مقبل– علي القاسم– أحمد علي محمد– علي المزعل– فيصل المفلح– أكسم طلاع. ويتضمن المهرجان مجموعة من المعارض الفنية والتشكيلية والتراثية ومعرضاً للكتاب وندوات وعروضاً سينمائية ومسرحية وحفلات فنية فلكلورية وأنشطة خاصة بالأطفال واليافعين.
تؤكد هذه الأنشطة الثقافية عموماً على خصوصية ثقافية تميز هذه المحافظة عن سواها من المحافظات من خلال المضامين التي تعاين واقع المحافظة الثقافي لتلبي حاجة وطنية واجتماعية تدفع بالمستوى الحضاري والإنساني نحو غايات وطنية متقدمة ونبيلة، وتسعى إلى الحفاظ على منسوب لائق بعزيمة إنسانها لمواجهة التحديات وتجعله واثقاً من غد يحمل الأمل والتفاؤل وتعزز من مقومات صموده.
وللقنيطرة متطلباتها وبالمقابل مطلوب منها أكثر من غيرها من المدن السورية عبر عقود مضت، وحينما نذكر القنيطرة لا بد من ذكر الجولان بميراثه وثقافته وحضوره الوطني كبلاد مقدسة وجميلة ذات أهمية كبيرة على المستوى الوطني وتولى باهتمام ورعاية كبيرين من القيادة السياسية كما تحظى بالاهتمام الكبير من النخب الثقافية السورية عموماً، والمأمول من هذه المناسبة وغيرها في المستقبل تطوير هذه الأسابيع الثقافية أو المهرجانات التي تقيمها وزارة الثقافة ونجعل منها عملاً ذو نتائج ملموسة على الأرض، فعلى المستوى الفني سبق وأن أقامت وزارة الثقافة منذ سنوات ملتقى الجولان للفن التشكيلي وغابت هذه الملتقيات تماماً بعد ذلك ربما لأسباب مادية بحتة، واليوم ما الذي يمنع من إقامة مثل هذه الملتقيات وليكن ملتقى للنحت يجتمع فيه الفنانون السوريون ضيوفاً على المحافظة لعدة أيام ينجزون أعمالاً تزين ساحات المدينة المحررة ومداخل القنيطرة وساحاتها، وقد نجحت محافظات سورية أخرى بإنجاز مثل هذه الملتقيات مثل طرطوس والسويداء وحلب ودير الزور ودمشق، كما نجح المجتمع المحلي في عدة بلديات بإقامة ملتقيات نحتية دورية كل عام في تلك المدن مثل “بلدة النقيب في طرطوس” ومشتى الحلو وملتقى سيلينا في طرطوس أيضاً وفي جرمانا في ريف دمشق التي أنجزت ملتقى النحت على الحجر، وكانت الحصيلة كبيرة في المستوى الفني شارك في إنجازها خيرة النحاتين السوريين، وسؤالنا: ما الذي يمنع إقامة مثل هذه الملتقيات في القنيطرة تحت اسم الجولان العريض؟ ومن المؤكد أن أغلب الفنانين السوريين سيشاركون بمكافآت رمزية أو دونها نظراً لأهمية الجولان عندهم؟!، بالطبع سيتم الترويج لهذه الأنشطة الثقافية بشكل كبير على المستوى الدولي، ومن الممكن أن يأخذ في المستقبل هذا الملتقى طابعاً دولياً بمشاركة من أصدقاء سورية الفنانين العرب والأجانب، مثله مثل بقية الملتقيات العربية التي تحصل في تونس ولبنان ويتميز عنها بهاجس سياسي نضالي بأدوات ثقافية جديدة تفضح الاحتلال، وحسبي أن ثمرة هذا الملتقى إن حصل واستمر بشكل سنوي ستكون كبيرة بما تحمل من قيمة تستثمر في الجانب الإعلامي والثقافي والسياسي، ولابد من ذكر طموحات مؤجلة عند اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية في إقامة مثل هذه الأنشطة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المعنية والداعمة لإقامة مثل هذه الملتقيات من خلال المؤسسات الاقتصادية والمجتمع المحلي ليكونوا عوناً ومشاركين في جلاء صورة بلادنا القادرة على تحقيق انتصارها ودحر الاحتلال.
أكسم طلاع