موجة ثانية من الوباء.. أميركا تدخل منعرجاً خطيراً
حذّر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطونيو فاوتشي، من أن بلاده تواجه “مشكلة خطيرة” في ظل انتشار جديد لفيروس كورونا، الذي كبح استئناف النشاط في اثنتين من أكبر ولايات البلاد، فيما أفادت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية بأن الولايات المتحدة شهدت ارتفاعا حاداً وغير مسبوق في حصيلة الإصابات بالفيروس.
وقال فاوتشي، في أول إيجاز صحافي منذ شهرين لفريق عمل مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض، “نواجه مشكلة خطيرة في بعض المناطق”، مضيفاً: إن “الطريقة الوحيدة التي سننهي فيها الوباء هي أن نقوم بذلك معاً”.
وأغلقت ولايتا تكساس وفلوريدا الحانات، وأعادتا فرض قيود أخرى، الجمعة، مع زيادة قياسية في عدد الإصابات اليومية في 16 ولاية معظمها في الجنوب والغرب، فيما سجّلت الولايات المتحدة، بناء على آخر إحصاءات “جونز هوبكنز”، 2467837 إصابة مؤكدة بـ”كوفيد-19″، بينها 125039 حالة وفاة و670809 حالات شفاء، ما يتجاوز بأضعاف حصيلة أي دولة أخرى في العالم.
وشهد معدل الإصابات الجديدة بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة ارتفاعاً مستمراً على مدى أكثر من أسبوع، بعد انخفاضه على مدى أكثر من ستة أسابيع، مع تسجيل عدد من الولايات قفزات قياسية في أعداد المصابين مؤخراً.
ويأتي ذلك وسط الاضطرابات الاجتماعية المتواصلة في الولايات المتحدة منذ اندلاع أزمة وفاة الشاب من ذوي البشرة السمراء، جورج فلويد، على يد شرطي أبيض خلال توقيفه في مدينة مينيابوليس أواخر نيسان. ودفعت عودة ارتفاع وتيرة تفشي الوباء سلطات بعض الولايات والمقاطعات الأمريكية إلى إعادة تشديد القيود المفروضة للحد من انتشار العدوى.
ورغم ذلك، قرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي استئناف تجمعاته الانتخابية، وشدد على ضرورة “العودة إلى الحياة الطبيعية”!.
وكانت تكساس بين الولايات الأكثر اندفاعاً في تخفيف القيود. لكن استراتيجيتها جاءت بنتائج عكسية إذ باتت، ثاني ولاية في عدد السكان في البلاد، تسجّل أعداداً قياسية يومية من الإصابات الجديدة، حيث أبلغت عن أكثر من 6000 في يوم واحد يوم الاثنين، وقال حاكم تكساس غريغ أبوت، وهو جمهوري يقضي فترته الثانية بالمنصب: “من الواضح أن الارتفاع في الإصابات ناجم عن بعض أنواع النشاطات بينها التجمعات في الحانات”.
وسجّلت تكساس أيضاً عدداً قياسياً في دخول المرضى المستشفيات لمدة 13 يوماً على التوالي. وأوقف أبوت إجراء العمليات الجراحية الاختيارية في مناطق هيوستون ودالاس وأوستن وسان أنطونيو لتوفير أسرة بالمستشفيات.
وقال أبوت، حليف الرئيس دونالد ترامب الذي واجه انتقادات شديدة بسبب إدارته للأزمة، “آخر شيء تريد الدولة القيام به هو التراجع عن تخفيف إجراءات العزل وإغلاق الشركات”.
وشهدت أيضاً ولايات ألاباما وأريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وأيداهو ومسيسيبي وميزوري ونيفادا وأوكلاهوما وساوث كارولينا ووايومنج ارتفاعات قياسية الأسبوع الماضي. وينسب الخبراء هذا الارتفاع الجديد في الإصابات إلى مجموعة من الإجراءات على المستوى الرسمي، وتسييس الأقنعة الواقية والتباعد، وانتشار ظاهرة “التعب من الحجر الصحي” بين الأميركيين على نطاق واسع.
ويعتقد مسؤولو الصحة الأميركيون، استناداً إلى دراسات حول الأجسام المضادة، أن حوالى 24 مليون شخص أصيبوا في الواقع بالفيروس، في رقم أكبر بعشر مرات من العدد المسجل رسمياً ويبلغ 2.4 مليون. وهم يرون أن انتشار الوباء على الصعيد السكاني يتغيّر لأن الشباب يتبعون سلوكاً أخطر بسبب رغبتهم في العودة إلى “الوضع الطبيعي” السابق للوباء.