المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة: العقوبات الغربية جريمة ضد الإنسانية
أدانت هيئات وجمعيات وشخصيات من الجاليات السورية واللبنانية في الأرجنتين الإجراءات الأمريكية القسرية، ومن ضمنها ما يسمى “قانون قيصر”، المفروضة على سورية، فيما أكد المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان رفضه تلك الإجراءات، مشدداً على أنها جريمة ضد الإنسانية وتستهدف الشعب السوري بلقمة عيشه وحياته اليومية، وتقوّض فرص الحل السياسي للأزمة في سورية.
كما أكد المجلس، في بيان له خلال الدورة الـ 44 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن الإجراءات القسرية الغربية المفروضة على الشعب السوري تنتهك وتتعارض مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة والقواعد والمبادئ المنظمة للعلاقات السلمية بين الدول، مشيراً إلى أن الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سورية استهدفت أيضاً القطاع الصحي في وقت يشهد العالم تفشي جائحة كورونا مطالباً بإلغائها فوراً.
وأضاف المجلس: لا ينبغي بأي ظرف من الظروف حرمان الناس من السبل الأساسية لحياتهم، معرباً عن قلقه حيال الإجراءات الغربية التي لا تقتصر على سورية فحسب بل تستهدف أيضاً البلدان التي تتعامل معها، وهو يشكل خرقاً واضحاً لأبسط مبادئ القانون الدولي، وأضاف: مع بداية الدورة الـ 44 لمجلس حقوق الإنسان ومع تحذير منظمة الصحة العالمية من خطر وباء كورونا وتأثيره على القطاع الصحي في سورية فإنه يحث الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة أن تتخذ تدابير ملموسة لإلغاء الإجراءات القسرية الغربية وتجنب استخدام إجراءات اقتصادية أو سياسية أو غيرها للضغط على دول أخرى فيما يتعلق بممارسة حقوقها السيادية، وشدد على أن السلع الأساسية كالأغذية والأدوية ينبغي ألا تستخدم كأداة لممارسة الضغوط السياسية ولا يجوز في أي حال من الأحوال حرمان شعب من سبل عيشه وتنميته.
وطلب المجلس من المقرر الخاص المعني بالأثر السلبي للإجراءات القسرية الأحادية أن يحقق بالجرائم الإنسانية التي تسببها العقوبات الغربية المفروضة على الشعب السوري، داعياً لإيجاد آلية فورية للضغط على الدول التي تفرض هذه الإجراءات القسرية بهدف إلغائها ومساندة الدولة السورية لتجاوز تلك الأزمة.
“قيصر” يهدف إلى زعزعة استقرار سورية وإخضاع شعبها
إلى ذلك، عبر اتحاد “فياآراب الأرجنتين” عن تضامنه مع سورية قيادة وشعباً في مواجهة الهجمة الشرسة التي تستهدفها، وقال في بيان: “إن هذه الاستراتيجية المدمرة التي تتبعها الولايات المتحدة والتي تنتهك من جديد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وصلت إلى ذروة الشر مع قيام إدارة دونالد ترامب بتطبيق ما يسمى “قانون قيصر”، وأضاف: “إننا نرفض وندين هذا الإرهاب الاقتصادي، الذي يمثل سلاحاً جديداً ومدمراً، ذخائره الجوع، لاستغلاله بهدف زعزعة استقرار سورية وإخضاع شعبها، وهو الأمر الذي لم يتمكنوا من تحقيقه بالوسائل العسكرية بعد أن حققت سورية وجيشها وشعبها وحكومتها وحلفاؤها انتصارات في ساحات المعارك”.
وأعرب الاتحاد عن ثقته بأن سورية ستخرج منتصرة من هذا التحدي الإجرامي الجديد الذي يفرضه أعداؤها، مؤكداً أنه لن يتوقف عن دعمه لسورية من خلال مخاطبة الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم وفي جميع المجالات.
بدوره أدان النادي السوري اللبناني في بوينس ايرس الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب ضد سورية، مؤكداً أن هذه الإجراءات تستهدف الشعب السوري الذي صمد في وجه الضغوط والتحديات.
كما أدان النادي الاجتماعي الأرجنتيني السوري في مدينة روساريو الأرجنتينية فرض الإدارة الأمريكية “قانون قيصر” على سورية، معتبرا أن هذا القانون يحاول فرض حصار اقتصادي على سورية ويستهدف الشعب السوري في انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية.
من جهته أكد القنصل الفخري السوري في ولاية سانتياغو ديل استيرو الدكتور كاميلو ابراهيم أن “التهديدات والتدابير غير الأخلاقية التي اتخذتها مؤخراً الإدارة الأمريكية وكذلك الترويج للإرهاب والحصار الاقتصادي على الشعب السوري تثبت أن ترامب وحاشيته الذين يدعون محاربة الإرهاب هم الداعم الأول للإرهابيين في سورية”، فيما اعتبر المحامي الدكتور دانييل مالك أن ما لم تستطع أمريكا وحلفاؤها فعله خلال السنوات الماضية عبر أدواتهم الإرهابية يحاولون الآن تحقيقه عبر الإرهاب الاقتصادي والإجراءات القسرية وهو ما لن ينجح وسيكون مصيره الفشل.
من جهته انتقد خوان اسبر الصمت الدولي تجاه الإجراءات الأحادية الأمريكية ضد سورية، وقال: “إن الصمت يمثل موافقة وتواطؤا مع “قانون قيصر” الظالم وهذا الأمر يمثل خرقاً لجميع مفاهيم المصالحة بين الأمم”.
العقوبات الغربية تستهدف لقمة ودواء الشعب السوري
وفي عمان، أكدت الجبهة الوطنية الاردنية لدعم ومساندة سورية ومحور المقاومة أن الإجراءات الأمريكية القسرية المفروضة على سورية تستهدف لقمة ودواء الشعب السوري ومصيرها الفشل.
وخلال زيارة وفد من الجبهة سفارة سورية في العاصمة الأردنية عمان ولقائه القائم بأعمال السفارة الدكتور شفيق ديوب أوضح رئيس الوفد جمال حداد أن الهدف من الزيارة هو التضامن مع سورية والوقوف إلى جانبها بمواجهة “قانون قيصر”، مشيرا إلى أن هذا الإجراء العنصري الظالم حلقة من مسلسل العدوان على سورية وجاء بعد الفشل العسكري الكبير الذي مني به أعداؤها.
وأعرب أعضاء الوفد عن ثقتهم المطلقة بانتصار سورية مؤكدين أن هذه الإجراءات الظالمة لن تنال من صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته.
من جهته أشار ديوب إلى أن الإجراءات القسرية الغربية الجائرة فرضت على سورية بسبب موقفها المقاوم لنهج الهيمنة الامريكية في المنطقة ودفاعها عن القضية الفلسطينية، مؤكداً أن مصير “قيصر” سيكون الفشل كما كان حال الإجراءات الأمريكية السابقة بسبب صمود السوريين والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم.
وتضم الجبهة الوطنية الأردنية لدعم ومساندة سورية ومحور المقاومة شخصيات سياسية وإعلامية ومثقفين أردنيين وفلسطينيين وتشكلت عام 2014.
تتجاوز كل الأعراف الأخلاقية والإنسانية
وفي صنعاء، أكد المكتب السياسي لحزب الكرامة اليمني “ندين بشدة ما يسمى قانون قيصر ونؤكد تضامننا الكامل والمطلق مع سورية شعباً وجيشاً وقيادة وكلنا ثقة بانتصارها على الحرب الاقتصادية المفروضة عليها كما استطاعت الانتصار على الحرب الإرهابية بكل حنكة وجدارة”، وأكد أن الإجراءات الأمريكية تتجاوز كل الأعراف الأخلاقية والإنسانية وتشكل انحيازاً كاملاً إلى جانب التنظيمات الإرهابية المدعومة من الأنظمة الرجعية والصهيونية والإمبريالية العالمية داعياً أحرار العالم إلى التضامن مع الشقيقة سورية.
وفي السياق نفسه، أكد المنتدى القومي العربي أن “قانون قيصر” يشكل مع قانون الضم الصهيوني مخرجات لصفقة القرن الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف الأمة كلها، مؤكدا أن “الرد يكمن بنضال المقاومة ضد مشاريع الهيمنة والتفتيت”، فيما طالب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المصري، حسن ترك، بالتكاتف الإقليمي والدولي لمواجهة السياسات الأمريكية المتغطرسة، وأوضح ترك أن الولايات المتحدة تخطط دائماً للسيطرة على العالم وفرض هيمنتها وسياساتها على الجميع لكن سورية وقفت في وجه تلك المحاولات ولهذا السبب تتعرض لمؤامرة صهيوأمريكية منذ سنوات مطالباً بتحرك دولي وإقليمي للوقوف في وجه هذه السياسات، وتابع: عند تحسن الأوضاع في سورية وتحقيق الجيش العربي السوري انتصارات كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية تتدخل واشنطن مباشرة لمحاولة فرض حصار على مؤسسات الدولة السورية وعرقلة هذه الانتصارات كما تدفع بعملائها وتنظيماتها الإرهابية مثل تنظيم (داعش) الإرهابي لتنفيذ مخططاتها التي لا تتمكن من تحقيقها وتتوجه حينها واشنطن لفرض حصار اقتصادي.
وأشار ترك إلى أن السياسات الأمريكية تتشابه في المنطقة العربية في كل من اليمن وليبيا والعراق ومع ذلك فإن سورية تتصدى بقوة لتلك السياسات التي تهدف بالأساس إلى حماية أمن الكيان الإسرائيلي معتبراً أن أمريكا وإسرائيل وجهان للعملة ذاتها.
ودعا ترك إلى ضرورة تضافر الجهود العربية ونبذ الخلافات والوقوف إلى جانب سورية في دفاعها عن الأرض والكرامة العربية وتصديها للأطماع الأمريكية والمخططات الصهيونية.