أنس زواهري: السينما ليست مجرد أفكار تُطرَح!
أشار أنس زواهري مخرج فيلم “يوم عادي جداً” الذي حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة بدورته السابعة والذي انتهت فعالياته مؤخراً إلى أهمية العمل الجماعي الذي هو أساس الصناعة السينمائية، شاكراً كل الأشخاص الذين عملوا معه وآمنوا بتجربته الأولى.. من هنا فإن النجاح الذي حققه الفيلم برأيه كان بفضل كل فريق العمل.
في حواره مع “البعث” بيَّن زواهري أن فيلم “يوم عادي جداً” يتناول الحياة اليومية التي يعيشها سائق تكسي يعاني ضغوطات مادية بشكل دائم فيحاول قدر الإمكان أن يحصل على مبلغ زائد من الزبائن من خلال سرد قصص حزينة ومؤلمة عنه، وهي قصص كان بالأصل قد سمعها من زبائنه، فيقوم بتصديرها مرة ثانية لنماذج متعددة من الزبائن الذين يصعدون إلى سيارته وهم يمثلون نماذج مختلفة من مجتمعنا، ليقع في النهاية في شرّ أعماله، ولكن مع هذا وما إن تدور عجلة الحياة حتى يعود لروتينه اليومي المعتاد بعد أن صار ذلك مهنة إضافية له إلى جانب مهنة السياقة، مشيراً زواهري إلى أنه استوحى فكرة الفيلم من الواقع وتجاربه اليومية مع سائقي سيارات الأجرة، فالحكايات التي كان يسردها بطل الفيلم على زبائنه بهدف الاستعطاف لزيادة الأجرة هي فعلاً قصص سبق وأن سمعها من قبل بعض السائقين، مبيناً أن سيارة الأجرة في الفيلم وما يحكى فيها من قصص هي صورة مصغرة عن عالمنا، موضحاً أن من أهم نتائج تبني الممثلين للعمل كانت إلغاء الحوارات المكتوبة وارتجال حوارات أخرى حسب الشخصية، فجاءت حوارات طبيعية وحقيقية.
ما هو أفضل
لم يتردد أنس زواهري بالاعتراف أن التجربة الأولى هي تجربة غير ناضجة عادة، وهذا أمر طبيعي بالنسبة له، مؤكداً أنه سيستفيد من كل الأخطاء التي ارتكبها في هذه التجربة لتقديم كل ما هو أفضل في المستقبل، وفي الوقت ذاته عبَّر عن سعادته بردود فعل الجمهور التي استقبلت الفيلم استقبالاً جيداً وبالجائزة التي نالها وهي الجائزة الذهبية، منوهاً إلى أنه ومنذ البداية اختار زواهري الفكرة وكتب سيناريو حسب الإمكانيات المادية المتوفرة ضمن شرط منح سينما دعم الشباب وهي مِنح للهواة لكشف المواهب الشابة التي ستدعم أكثر مستقبلاً، مؤكداً أن الشخص الموهوب يمكن أن يقدم ما هو مهم من الإمكانيات البسيطة، فالمهم برأيه أن يكون هناك فكرة واضحة ويكون المخرج قادراً على التحكم فيها وبالأداء.. وبالنسبة له لم يكن يملك كأدوات سوى ممثل واحد رئيسي هو همام رضا والمصور ميار النوري وقد استطاعوا جميعاً إدارة الأمر بسلاسة، مبيناً زواهري أن تحديد المؤسسة العامة للسينما للإمكانيات المادية المقدمة لأصحاب المنَح أمر مفهوم لا بد منه لتستطيع دعم أكثر من 30 فيلماً من أفلام سينما الشباب بشكل سنوي، وهذا أمر لا نجده في كثير من الدول.
نقل الواقع
نتائج كثيرة خرج بها زواهري من تجربته الأولى في عالم السينما، أهمها أن عالم السينما عالم كبير، وينجح فيه من لديه هدف واضح ومدرك لكل حيثياته، فلكل تجربة خصوصيتها، وأن يدرك طبيعة المادة التي يشتغل عليها، مع إيمان صانع الفيلم أن صناعة الأفلام والسينما ليست مجرد أفكار تُطرَح، بل هي مهنة تقوم على كيف أصنع فيلماً، وهي مهنة تبدأ من كتابة السيناريو وتنتهي بالتسويق والتوزيع، وإذا كان كل ذلك لم يؤخذ بعين الاعتبار سيقع الصانع في العديد من المطبات، أما على صعيد المضمون فإن أهم نتيجة خرج بها زواهري من تجربته كانت ضرورة نقل الواقع مهما كان صعباً ومؤلماً، وخطورة ذلك في الوقت ذاته، لذلك من اللازم برأيه أن يكون الشخص حذراً، كما يجب أن يكون الموقف الأخلاقي حاضراً حتى لا يؤذي فئة معينة أو شريحة من الناس.
“يوم عادي جداً” من تمثيل: همام رضا، أليانا سعد، محمد وحيد قزق، سليم صباغ، فؤاد العلي، تماضر غانم، محمد خطاب، نوار البقاعي، فايز مقشاتي، عبد الفتاح الحلبي.
أمينة عباس