ليبيا.. الاحتلال العثماني الجديد يعزّز قواته في الوطية
يحاول النظام التركي تحصين مواقعه في غرب ليبيا بعد الضربات التي تلقاها في قاعدة الوطية إثر غارة جوية أدّت إلى تدمير منظومات دفاع جوي، وأفادت مصادر محلية في ليبيا بأن النظام التركي قام بإرسال دعم عسكري، حيث رصدت شاحنات محملة بأسلحة وذخائر ومعدات في طريقها إلى القاعدة الجوية، التي سيطرت عليها ميليشيات “الوفاق” في شهر أيار.
وأكدت المصادر أن شحنة الأسلحة وصلت من تركيا إلى مطار معيتيقة في طرابلس، في انتهاك جديدة للقرارات الدولية بحظر الأسلحة على ليبيا، فيما حذر الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء احمد المسماري في مؤتمر صحفي من التحركات التركية المريبة في محيط سرت والجفرة، مشيراً إلى أن نظام أردوغان يريد الوصول إلى الهلال النفطي بكل السبل للسيطرة غلى مقدرات وثروات الشعب الليبي.
ولا يزال نظام أردوغان ومشيخة قطر يدعمان بكل قوة الجماعات التكفيرية المرتبطة بـ”حكومة السراج”، حيث أكد المتحدث باسم النظام التركي، إبراهيم قالن، أن بلاده “تدعم “حكومة السراج” في ليبيا بموجب اتفاق التعاون العسكري المبرم بين أنقرة وطرابلس في كانون الأول الماضي”، وأقرّ أن التدخل التركي في ليبيا غيّر مجريات الأحداث والاشتباكات في ليبيا لصالح الميليشيات.
كما أبدى النظام القطري دعمه غير المشروط لـ”حكومة الوفاق” في مواجهة الجيش الوطني، حيث أكد وزير خارجية نظام قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمام اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الحالة في ليبيا الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي أن السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية هو “دعم حكومة الوفاق”.
ويمثل كل من نظامي قطر وتركيا جزء من الأزمة الليبية، حيث تسبّب دعمهما الكبير لـ”السراج” في إطالة الأزمة عوض العمل على حل الصراع سياسياً وتجنيب البلد الاقتتال ومخاطر التقسيم.
بالمقابل، أطلعت مصر مجلس الأمن الدولي على حقيقة الوضع الليبي ورغبة بعض الدول في تحويل البلد الممزق بسبب الحرب إلى مكان آمن للمتطرفين والإرهابيين، وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن تقديره لفرنسا وألمانيا لدورهما فيما يتعلق بهذا الملف، وقال في كلمته أمام مجلس الأمن: “إنّ ليبيا غرقت منذ ما يقرب من عقد في أزمة متصاعدة تودي بحياة عدد لا يُحصى من أهلها، والتي مازالت، على الرغم من جهودنا، تمثل تهديداً خطيراً للاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة”، موضحاً أن الرؤى المتناقضة لمستقبل ليبيا، وتطلعات الهيمنة الإقليمية، أدت إلى تعقيد جهود المجتمع الدولي لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في إرساء أسس ليبيا الآمنة والمزدهرة، وتابع: “إنّ مساحات كبيرة من غرب ليبيا أصبحت موطئ قدم للتطرف، وملاذاً آمناً للمنظمات الإرهابية، وسعت قوى الشر تلك في كثير من الأحيان إلى مد ظلالها القاتمة فوق مصر من خلال اختراق حدودنا الغربية”، مضيفاً: “إنّ مثل هذه الاختراقات الدموية انخفضت بشكل كبير بفضل جهود الجيش الوطني الليبي لتأمين المناطق الشرقية من ليبيا.
وأعاد وزير الخارجية المصري للذاكرة حادثة ذبح خلالها “إرهابيو داعش” 21 مصرياً كانوا يعملون في مدينة سرت في أوائل عام .2015، معرباً عن الانزعاج من عودة مقاتلي التنظيم الإرهابي للظهور في بعض مدن غرب ليبيا، وخاصة في صبراتة، مؤكداً أن الدول الأعضاء في المنظمة ملزمة بمكافحة الإرهاب في ليبيا، بما في ذلك من خلال إدانة أي شكل من أشكال الدعم أو المساندة المقدمة لقوى التطرف من قِبل أي طرف إقليمي.