عودة مبشرة للمناطق الصناعية من بوابة الحرفيين
ريف دمشق – عبد الرحمن جاويش
تدهورٌ كبيرٌ أصاب النشاط الحرفي، وانعكس ذلك على اندثار بعض المهن الحرفية المهمة، وتراجعها ولاسيما في ريف دمشق، فقسم من الحرفيين هجر المناطق التي كان يعمل فيها بفعل الإرهاب، وقسم كان في المناطق الآمنة لم يتأثر كثيراً جراء الأزمة، والبعض الآخر تابع مزاولة مهنته في المنطقة الصناعية في السليمة ومدينة عدرا الصناعية، وآخرون تابعوا مزاولة المهنة بمحلات مستأجرة ما شكل لهم معاناة وعبئاً مادياً كبيراً.
ويوضح رئيس اتحاد حرفيي ريف دمشق محمد الخطيب لـ “البعث” أن عدداً ممن توارثوا المهن الحرفية عن آبائهم وأجدادهم ما زالوا يحفرون الصخر رغم الحرب التي أبعدتهم عن مزاولة مهنهم الحرفية وخاصة في الغوطة، كما واجهت بعض الحرف تحديات أصعب تمثلت في فتح أسواق قضت على آمال الكثيرين من الحرفيين ونقلت الجزء الأكبر منهم إلى أعمال ومهن أخرى، مشيراً إلى أن الحرف خسرت عدداً من روادها خلال الأزمة، وبعد تحرير مناطق الغوطة التي كانت تشهد فيها المهن الحرفية ازدهاراً، بدأ العمل على تنشيط الواقع الحرفي وتسليط الضوء على هذا القطاع المهم، مؤكداً أن بعض الصناعات الحرفية بدأت تعود إلى منشآتها وترميم المتضرّر منها استعداداً للعمل بها والمساهمة في إعادة الإعمار، لأن هذا الشيء يعتمد على الجهد الحرفي بنسبة تزيد عن 70% من خلال السعي لتأمين قروض تشغيلية للحرفيين المتضررين من دون فوائد لأصحاب المهن الحرفية.
ورأى الخطيب أنه لإعادة تلك المهن وتطويرها لابد من تأمين المواد الأولية لأصحاب هذه المهن، وإقامة معارض للمهن القديمة لاستمرار التراث، إلى جانب تخفيض ضريبة الدخل على أصحاب المهن التراثية الصغيرة.